روح واحدة في مختبر السرديات
كتبت / أميرة لطفي
“روح واحدة هي رواية عن الإنسان تدور في أزمنة مختلفة، تشبه المتوالية الروائية، فكل جزء منها من الممكن أن يكون عملًا منفصلًا، وفي الوقت نفسه تترابط الأجزاء لتشكل هذا العمل الذي ينم عن نضج روائي كبير”
هكذا افتتح الأديب منير عتيبة منير عتيبة مؤسس ومدير مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية ندوة لمناقشة رواية “روح واحدة” للأديب أحمد عاطف درة في المختبر يوم الثلاثاء 3 من أكتوبر 2023م وكانت الندوة بالحضور الفعلي وأيضًا أون لاين عبر تطبيق ويبكس..
وأحمد عاطف درة مخرجٌ سينمائي مصري وكاتب صحفي. حازت أفلامه على عدة جوائز عالمية، بدأ حياته ممثِّلًا طفلًا في مسلسلات التلفزيون مع كبار الفنانين. نشر كتبًا عن السينما وديوان شعر. اتَّجه مُؤخَّرًا لكتابة الرواية والفن التشكيلي.
وقد تفاوتت رؤى نقاد العمل إذ قالت
د.بدرة شريط (الجزائر) أن الرواية هي رحلة في جماليات التنوع في الشخصيات من عصر إلى آخر وكذلك جماليات التنوع اللغة إذ جاءت لغة فلسفية وصوفية روحانية، وجماليات الحوار والأمكنة والأزمنة..
وأشار د بهاء الدين حسب الله (مصر) أن العمل يدعوك للنظر في عدة مسارات منها عبقرية العمل في اللغة التي تجعل القاريء في حالة تأمل، فلغة الكاتب هي مفتاح إلى وحي شغفه بهذه القصص وهذه الموضوعات التي عرضها في رواية روح واحدة..
في حين قال د عايدي علي جمعة (مصر) كنت أعيش أثناء القراءة في عوالم وطبقات سردية وإبداعية وتضافر بين النص وخارج النص(من أحداث تاريخية عرفناها من خلال قراءتنا للتاريخ) جاء هذا التضافر برؤية خاصة للكاتب وإيقاع مختلف، رواية جدارية مثل جداريات القدماء التي كانت تضم لوحات جدارية مختلفة على جدار واحد، وفي الحاضر جاءت الرواية بروح واحدة..
واختتمت د فاطمة الحاجي من ليبيا الدراسات قائلة أنها قرأت الرواية من منظور التاريخ، فهي رواية تاريخية بامتياز، وتختلف في بنيتها، إذ يبدأ الزمن في مصر من الدولة العثمانية ثم ما قبل الميلاد ليعود للدولة العثمانية، نحن أمام رواية دائرية، لغتها شعرية جميلة جدًا وراقية، ولا يمكن إلا أن تنم عن شخصية كاتب فيلسوف متصوف..
ثم تحدث كاتب الرواية بعد هذه المداخلات النقدية الثرية قائلًا أن السينما علمته الاقتصاد في التعبير، وأنه كتب الشعر فترة من حياته، ومن أجل هذا وجدنا لغته شاعرية، كما أنه أراد أن تكون كتابته نوع من التجلي الروحاني، فاستمع إلى شتى أنواع الموسيقى والأغاني؛ صوفية، عالمية وكلاسيكية، حتى وصل لحالة استطاع فيها أن يقطف ثمار كل هذا الإبداع، فالعقل وحده لا يستطيع أن يفي بالتجربة ويوصلنا لمراتب عليا من قطف هذه الثمار..
واختتم قائلًا:
“من الممكن أن أطلق عليها “مرحلة فيوض روحانية” جعلتني أبني الرواية، بطريقة غير اعتيادية في الكتابة، وكأننب كنت في مراحل للتجلي”..
وسجلت الندوة نهي عاصم عضو مختبر السرديات.
وقد قدم العديد من ضيوف القاعة والويبيكس مداخلات، منهم مداخلة لطيفة من ضيف المختبر الشاب مصطفى حسين الذي داعب الكاتب قائلًا: “لقد وصلت للرواية عبر طريق صلاح سالم”..
فالأديب عادة يبدأ دومًا بالرواية ثم السينما..
وبعد انتهاء الندوة تساءل أستاذ منير عتيبة:
“ألا يشبه الكاتب عمار الشريعي؟”.
فأجابته إحدى الكاتبات:
“صحيح الروح واحدة”..