“المحمّدية العلاوية”.. نجم جديد في ساحة الصوفية.. تستهدف المجتمع الغربي وتسعى للتجديد الصوفي
كتب/ مصطفى ياسين
ظهرت إلى الساحة الصوفية، طريقة صوفية جديدة، موجَّهة ومعنيَّة بالأساس بأفراد المجتمع الغربي الأوروبى وشباب الجالية المسلمة بأوروبا ،بهدف دعوتهم إلى الدين الحق من خلال مخاطبة الروح والوجدان، بأسلوب المحبة والسلام البعيد عن الخطاب العنيف المتطرف.
الطريقة الجديدة تحمل إسم “المحمدية العلاوية”، شعارها {عشق وشوق وذوق وسلوك إلى الله} إنطلقت من إسبانيا على يد شيخها ومؤسّسها الشريف المغربي سيدي محمدي بن سعيد -حفظه الله- وهي إمتداد للطريقة العلاوية الدرقاوية الشاذلية التي أسّسها الغوث العارف بالله أحمد بن مصطفى العلاوي، دفين مستغانم الجزائرية.
وحسب المرشدة النسوية للطريقة، هاجر أحمد الطيب البوعزاتي فإن مؤسس الطريقة الجديدة المباركة فهو سليل الدوحة الشريفة سيدي محمدي بن سيدي سعيد بن محمدي، مواليد إقليم الناظور بالمملكة المغربية ، وهو ابن شيخ المادحين والفقيه الجليل الحامل لكتاب الله سيدي سعيد بن محمدي حفظه الله ، أما من جهة الأم فهو سبط الشيخ المُربِّي والعارف بالله و الدال عليه مولاي سليمان الودغيري، أحد وارثي سرّ الإمام الغوث أحمد العلاوي رضي الله عنهما.
أما عن سلسلته الطينية الطاهرة ، فهو الشيخ البركة سيدي محمدي بن الشريفة العفيفة الولية التقية “لالة يامنة” بنت الولي الصالح مولاي المهدي بن الشيخ المربّي مولاي سليمان بن مولاي المهدي بن اليزيد بن محمد بن عمر بن محمد بن العباس بن أبي القاسم بن محمد بن علي بن موسى بن عيسى بن العارف بالله عبدالرحمن الودغيري بن يعلا بن عبدالعلي بن أحمد بن محمد بن أعمار بن سليمان بن محمد بن مولانا إدريس- دفين فاس- بن مولانا وسيدنا إدريس فاتح المغرب بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن بن باب مدينة العلم الإمام عليّ وسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت سيد الوجود والسبب في كل موجود محمد صلى الله عليه وسلم.
نشأ وترعرع بين أحضان عائلة شريفة صوفية معروفة بالخير والكرم و الصلاح ، وتربى على يد والده الفقيه سيدي سعيد تربية إسلامية صوفية عنوانها الذكر و المذاكرة و المديح و السماع الصوفي.
ويوجد المقر الرئيسي للطريقة المحمدية العلاوية بإسبانيا، حيث إنطلقت من هناك صوب أرجاء العالم الإسلامي وبعض دول أوروبا.
وتهدف الطريقة إلى دعوة المجتمع الأوروبي إلى دين الحق بالليُونة والمحبة والكلمة الطيبة بعيداً كل البعد عن الخطاب الديني الخشن والعنيف إقتداءً بالرسول الأعظم المبعوث رحمة للعالمين وآل بيته الكرام، مع ترسيخ الوسطية والاعتدال وقيّم المحبة والسلام.
كما تسعى الطريقة المحمدية العلاوية إلى إعداد المُريد للحياة الأخرى، ولا يتم هذا إلا عن طريق معرفة الله التي تعتبر الغاية الأسمى في الحياة (حسب الطريقة)، ولهذا وضع الشيخ المرشد سيدي محمدي بن سعيد أوراداً وأذكاراً نورانية مستمَدة من الكتاب والسنّة ومن سلسلة الطريقة المباركة المتصلة بحضرة رسول الله، يرتقي بها المُريد من مقام إلى مقام، “وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ” سورة النجم: 42.
ويعمل الشيخ المربّي محمدي بن سعيد- من خلال طريقته- على تعليم المُريد كيف يحب ويعظم جميع مخلوقات الله وجميع الناس كيفما كانت إنتماءاتهم وايديولوجياتهم وعقائدهم، معتبراً التصوف هو رمز الحب وقانون الود، فبالحب تصفو الأرواح، وتسمو النفوس ويحل السلم والسلام.