بقلم / عزت سمير
رئيس محكمة الجنايات
جال بخاطري في تلك الساعة المتأخرة من الليل ، المتقدمة إلي الصباح ، صباح يوم جديد ،، أقول جال بخاطري ذلك العنوان وما يحمله من معني تدور من خلاله حياة الإنسان وما يتعرض له كل إنسان في خلال رحايا حياته ورحلة أيامه وسنواته ، وذلك أنه يحيا ما بين الحقيقة والخبيئه ….
الحقيقة والخبيئة التي تدور في نفس كل إنسان
الحقيقة والخبيئة التي يحملها كيان كل إنسان
الحقيقة والخبيئة التي هي محتوي سر الإنسان
الحقيقة والخبيئة التي يتعامل بها الإنسان
الحقيقة والخبيئة التي يبني أفكاره عليها الإنسان
الحقيقة والخبيئة التي يحتسب لها كل إنسان ،،،
ومن هنا أنطلق لأقول ، بأن لكل إنسان في داخله العديد من الحقائق والكثير من الخبايا ،، تلك الحقائق وهذه الخبايا هي التي تشكلت في وجدانه ونمت عليها خلاياه وتكونت بها معتقداته من خلال ما لاقاه من تعاليم حياتيه وتجارب يوميه وأسس تربويه عاشها وشاهدها وأبصر عليها كل غالي نفيس وكل زهيد رخيص ،، فصار الإنسان يحيا ويعيش بين حقيقة معلنه وخبيئة مخفاه ، ظل يتعامل من خلالهما مع واقع حاله ، فإن كان الملتقي مع الغالي النفيس كانت الحقيقة صاحبة المقام في كل حديث ، وإن كان الملتقي مع الزهيد الرخيص كانت الخبيئة في محل الحبيس ،،
نعم لعلي أقول من خلال ذلك كله ، بأن ما يحياه المرء من صراعات داخليه إنما يكون من مكوناته ، من مسبباته ، من مقوماته هو ما يلاقيه المرء من أفكار مرموقة أو أسهم مسمومه ،، فهناك دوماً من يترصد ويرصد كل أفكارك سكناتك وتحركاتك ليستطيع من بعدها أن يحقق مأربه الذي هو خبيئته ،، ومن هنا تأتي أسهمه المسمومة لتصيب حقيقتك في مقتل من جسد برائتك كإنسان ،،، فالحقيقة والخبيئه هما أساس من أسس التعامل مع كل إنسان ، ولكنه يبقي السؤال الذي يدور داخل الوجدان حول الناجي في ذلك الصراع بوجوب الإعلان ( الحقيقة أم الخبيئة) ليظل الإنسان في مأمن من السوية وراحة في البال ،، وكل صباح وأنتم بكل الخير أحبابي وبحق في الله .