على هامش إسبوع القاهرة السادس للمياه برعاية الرئيس السيسي.. سويلم يشارك في جلسات “حقوق اللاجئين المائية بدول الشح المائى و”الاستثمار فى المياه” و”تكنولوجيا تحلية المياه”
٢ مليار إنسان حول العالم يعانون من شح المياه.. مصر تستضيف ٩ مليون لاجئ ونحتاج ٩ مليار متر مكعب سنويا لتغطية احتياجاتهم المائية
كتب /يوسف يحيي
شارك الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والري فى جلسة “حقوق اللاجئين المائية بدول الشح المائى وانعكاس ذلك على تحقيق أهداف التنمية المستدامة” وذلك على هامش فعاليات إسبوع القاهرة السادس للمياه موضحا في كلمته تأثير الكوارث المرتبطة بالتغيرات المناخية على الهجرة حيث أدى إرتفاع درجة الحرارة على المستوى العالمى بقيمة ١.٢٠ درجة لزيادة عدد الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ بنسبة ١٣٤% منذ عام ٢٠٠٠ حتى الآن ، وتأثر حوالى ٢ مليار إنسان حول العالم من شح المياه ، وتعرض نصف سكان العالم لشحن مائى شديد لجزء من العالم على الأقل ، بالإضافة لارتفاع منسوب سطح البحر الناتج عن ذوبان الجليد بالقطبين ، وما ينتج عن ارتفاع منسوب سطح البحر من ارتفاع ملوحة المياه الجوفية بالمناطق الساحلية .
وأشار الي ان دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعد من أكثر دول العالم التى تواجه الإجهاد المائي باجمالى ١٤ دولة من أصل ١٧ دولة تواجه الإجهاد المائي على مستوى العالم مضيفا تأثير الهجرة على الوضع المائى فى العديد من الدول مثل الأردن والتى تعد ثانى اكثر دول العالم التى تعانى من الشح المائى بنصيب للفرد يصل إلى ٩٧ متر مكعب سنويا ، وتعتمد بنسبة ٤٠% على المياه الواردة من خارج الحدود
واضاف ان فى مصر يبلغ عدد السكان أكثر من ١٠٥ مليون نسمة بنسبة زيادة سنوية ويبلغ نصيب الفرد من المياه ٥٦٤ متر مكعب سنويا وهو ما يقترب من خط الشح المائى ، وتبلغ موارد مصر المائية ٥٩.٦٠ مليار متر مكعب سنويا ، مع إعادة استخدام ٢١ مليار متر مكعب سنويا من المياه ، واستيراد منتجات غذائية من الخارج لتعويض الفجوة بين الموارد والاحتياجات المائية ، كما يؤثر تغير المناخ على قطاع المياه فى مصر بشكل سلبى مثل ما شهدناه فى الصيف الماضى من موجات الحرارة العالية وتناقص كميات الامطار لافتا الي أن مصر تستضيف ٩ مليون لاجئ يشكلون ٨.٧٠ % من اجمالى السكان ، وهو ما يعنى الاحتياج ل ٩ مليار متر مكعب سنويا لتغطية الاحتياجات المائية لهذا العدد الضخم او على الاقل ٤.٥٠ مليار متر مكعب سنويا لتغطية احتياجاتهم المائية عند خط الشح المائى موضحا ان نقص واحد مليار متر مكعب من المياه سنويا فى مصر سينتج عنه فقدان ٢٩٠ ألف انسان لمصادر الدخل ، وفقدان ١٣٠ الف فدان من الاراضى الزراعية ، وزيادة فى الاستيراد من الخارج بقيمة ١٥٠ مليون دولار .
كما شارك سويلم فى جلسة “التمويل والاستثمار فى قطاع المياه” التى نظمها كل من الاتحاد الاوروبى والاتحاد الافريقي والاتحاد من أجل المتوسط موضحا التحديات المتزايدة التى تواجه قطاع المياه فى العالم وهو ما يتطلب إتخاذ إجراءات عديدة للتعامل مع هذه التحديات ، مؤكدا على أهمية تحقيق مبادئ الترابط بين الماء والغذاء والطاقة على مستوى حوض نهر النيل من خلال إنتاج الطاقة بدون التأثير سلبا على توفير المياه او إنتاج الغذاء خاصة بدول المصب مشيرا الى ان مصر تسير على المسار الصحيح لتحقيق اهداف التنمية المستدامة ، مشيدا بدور مبادرة “حياه كريمة” فى تحقيق طفرة كبيرة فى خدمات مياه الشرب والصرف الصحى فى مصر من خلال انفاق استثمارات ضخمة فى هذا المجال بالشكل الذى يحقق أهداف التنمية المستدامة المستهدف تحقيقها فى مصر .
كما شارك سويلم وزير الموارد المائية والرى فى جلسة المائدة المستديرة عن “تكنولوجيا تحلية المياه للتأقلم مع تغير المناخ” ضمن فعاليات إسبوع القاهرة السادس للمياه موضحا الإرتفاع في درجة الحرارة على المستوى العالمى وما تمثله من تأثير سلبى على قطاع المياه بالعالم ، وخاصة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتى تضم ١٤ دولة من بين أكثر ١٧ دولة فى العالم تعانى من الشح المائى .
وفى مصر تراجع نصيب الفرد من المياه ليقترب من خط الشح المائى مضيفا أنه عند الحديث عن تحلية المياه فإن علينا النظر لتكلفة الطاقة التى تمثل حوالى نصف تكلفة عملية التحلية ، وبالتالي فيجب الإعتماد على الطاقة المتجددة لجعل تحلية المياه لإنتاج الغذاء ذو جدوى إقتصادية من خلال إستخدام المياه المحلاة في “الإنتاج الكثيف للغذاء” وخاصة في مصر ومنطقة الشرق الأوسط التي تُعد من أكثر مناطق العالم من حيث السطوع الشمسى وسرعة الرياح مما يعطى الفرصة لدول المنطقة للتوسع في انتاج الطاقة المتجددة ، بالتزامن مع العمل على تقليل كمية الطاقة المطلوبة للتحلية لتقليل تكلفة التحلية ، وهو ما يتطلب العمل على إطلاق مبادرة دولية فى مجال تحلية المياه للأغراض الزراعية وإنتاج الغذاء .
كما أشار لأهمية إستخدام المياه المحلاة بأعلى كفاءة إقتصادية من خلال إعتماد مبدأ “إنتاج أعلى كمية من الغذاء بإستخدام أقل كمية من المياه والطاقة” ، حيث يتم إستخدام المياه المحلاه في تربية الأسماك ثم إستخدام نفس وحدة المياه في الزراعة بالتقنيات المتطورة والتي تحقق أعلى إنتاجية محصولية لوحدة المياه “تقنية الاكوابونيك” ، بالإضافة لإستخدام المياه شديدة الملوحة الناتجة عن عملية التحلية في تربية الروبيان الملحي (الأرتيميا) والطحالب التي تتحمل درجات الملوحة العالية.