الخشب البلاستيكي “WPC”.. منتج صديق للبيئة ومقاوم للتغيرات المناخية
قصص نجاح ملهمة في إنتاج صناعة المستقبل.. م. خالد غنيم : المنتج يقاوم التغيرات المناخية ونعمل على تطويره.. د. حنفي نصار : منتج من خليط من مخلفات البلاستيك ونشارة الخشب يعالج عيوب الخشب الطبيعي.. م.حسام خالد : هدفنا إعادة تدوير البلاستيك لإنتاج منتجات صديقة للبيئة بسواعد شبابية
قامت بالجولة: رشا سعيد
يعتبر سوق الأخشاب في مصر ومنطقة الشرق الأوسط سوقا واعدا، حيث تبلغ نسبة واردات الأخشاب فيه حوالي 90 مليون متر مكعب، ونظراً لإستيرادنا كميات كبيرة من الأخشاب ، فقد عكف عدد من الشباب على تقديم منتج جديد صديق للبيئة ويقلل قيمة وارداتنا من الخشب يمكنه تلبية جزء إحتياجات السوق ، ويوفر فرص عمل لكثير من الشباب ، ويحقق قيمة مضافة لإقتصادنا.
ويأتي الخشب البلاستيكي “ WPC” وهو خليط من البلاستيك والمخلفات الزراعية على رأس هذه المنتجات صديقة البيئة التي تساهم في الحد من استهلاك الخشب الطبيعي ، و إذا كان حلنا و هو تحويل مخلفات البلاستيك والخشب إلى منتج مثل الخشب البلاستيكي، فهذا سيفتح لنا سوقًا كبيرًا في مصر، خاصة وأن مصر لا تمتلك غابات أو مصادر طبيعية للأخشاب، على الرغم من أننا نعتمد دائما على الإستيراد في الخشب. فنجد واردات الأخشاب في منطقة شمال إفريقيا شهريًا، سنجد أن مصر في المقدمة، تليها المغرب وتونس، هذا يعني أن مصر تستورد نسبة كبيرة جدا من الأخشاب، إذا رجعنا إلى عام 2015 ونظرنا إلى نسبة واردات مصر من الأخشاب، سنجد أنها بلغت 3.8 مليون متر مكعب، بالطبع هذا رقم كبير جدا، وهذه النسبة في عام 2020، انخفضت بسبب جائحة COVID-19، إنخفضت إلى 2.8 مليون متر مكعب، هذا الرقم كبير جدا بالنسبة لسوق الأخشاب في مصر.
نماذج ملهمة.
وهناك عدد من قصص النجاح الملهمة في هذه الصناعة الجديدة ، لذا نظمت جمعية رواد للتنمية برئاسة الدكتورة هالة أحمدين زيارة لأحد مصانع لإنتاج الخشب البلاستيكي بالعاشر من رمضان، لصاحبه خالد جلال غنيم الذي عاد من العراق عام 2015 وقرر العزف منفرداً هو وأسرته بالخروج عن السرب ليصدح في سماء الصناعات الصغيرة صديقة البيئة ، إيماناً منه بأن المشروعات الصغيرة قاطرة التنمية المستدامة ، فبعد ما شاهد واطلع على الصناعات الحديثة و أخد يفكر في مشروع خارج الصندوق صديق للبيئة إلى أن وقع الاختيار على مصنعات مخلفات البلاستيك خاصة الجراكن والبراميل ، حيث تحويل مخلفات البلاستيك والخشب إلى منتج مثل الخشب البلاستيكي، فهذا سيفتح لنا سوقًا كبيرًا في مصر، خاصة وأن مصر لا تمتلك غابات أو مصادر طبيعية للأخشاب، على الرغم من أننا نعتمد دائما على الإستيراد في الخشب. وقام بتأسيس شركة في مارس 2020 كشركة مستقلة، لديها خبرات سابقة من 2016 في مجال تصميم وتصنيع المنتجات الخشبية ، تعتمد على سواعد الشباب ، ويساعده أفراد أسرته وزوجته ، و يقوم المصنع بإنتاج قطاعات خشبية تستخدم في النوافذ والأبواب وهي أيضا مصنوعة من مواد قابلة للتحلل يمكن إعادة تدويرها مرة أخرى ، كما أن المصنع به فريق تصميم خاص به ، وتمكن المصنع من الوصول إلى أكبر إنتاجية تبلغ حوالي 600 طن في الشهر، هذا رقم كبير جدا، مما يدل على قدرة المصنع على تلبية إحتياجات السوق المصري .
مزايا الخشب البلاستيكي
وفي داخل المصنع قام الدكتور محمود حنفي نصار، أستاذ مساعد في قسم الفيزياء كلية العلوم بجامعة بنها، بإلقاء مقدمة توضيحية عن ماهو الخشب البلاستيكي قائلاً : سأتحدث بمقدمة بسيطة عن النفايات والمخلفات وأنواعها المختلفة، وعن القيمة الإقتصادية والنفع البيئي الذي سيعود من خلال إستخدام منتج الخشب البلاستيكي في الصناعة، وكذلك الحلول التي يمكننا تقديمها للإستفادة من هذه المخلفات، ومن أهم هذه الحلول لدينا هو الخشب البلاستيكي، المعروف إقتصاديا باسم “WPC” ، كلنا نعلم أن لدينا هذه المخلفات، وخاصة تلك التي تنتمي إلى التحلل، هذه المُخلفات تعود إلى عناصرها الأولية بفعل البكتيريا، بالطبع كل المُخلفات العضوية بطبيعتها مواد قابلة للتحلل، ولو أخذنا نوعا آخر من المُخلفات وهو المُخلفات المنزلية الموجودة في بيوتنا أو مكاتبنا أو غير ذلك، فهذه المُخلفات تأتي نتيجة أنشطة الإنسان، مثل بقايا الطعام المطبوخ أو غير المطبوخ، واليوم سنتحدث عن نوع آخر وهو المُخلفات الصناعية، هذه المُخلفات تأتي نتيجة من المصانع، مثل مصانع البلاستيك والزجاج وغيرها، طبعًا، نسبة المخلفات الكبيرة التي لدينا والتي تسبب نسبة تلوث كبير للبيئة، نريد أن نستفيد منها، وذلك من خلال خفض كمية المخلفات وإستخدامها بغرض الحصول على منتج عالي الجودة، مما سينمي إقتصادنا.
يمكننا خفض كمية المخلفات من خلال إعادة تدويرها مرة أخرى، أي إعادة تصنيعها، أو من خلال إضافتها إلى منتج آخر للحصول على منتج عالي الجودة.
من ضمن الأشياء التي يجب أن نعرفها أن هناك بعض النفايات التي لا يمكننا الإستفادة منها، هذه النفايات تسمى “نفايات غير قابلة للتدوير”، ويتم التخلص منها عن طريق دفنها أو حرقها، مثل النفايات التي تأتي من المحرقة أو الحيوانات النافقة أو النفايات الناتجة عن تنظيف الشوارع وغيرها ، ولدينا أنواع كثيرة من المخلفات، منها: المخلفات المنزلية: تمثل حوالي 30% من إجمالي المخلفات، وكذلك المخلفات الصناعية: تمثل حوالي 9% من إجمالي المخلفات.
المخلفات الزراعية: تمثل حوالي 11% من إجمالي المخلفات ، المخلفات الطبية: تمثل حوالي 14% من إجمالي المخلفات ، و المخلفات البلاستيكية: تمثل حوالي 12% من إجمالي المخلفات.
المخلفات الأخرى: تمثل حوالي 10% من إجمالي المخلفات.
وأوضح نصار أن كميات المخلفات في عام 2012، فنجد المخلفات المنزلية تمثل حوالي 20 مليون طن، أي ما يعادل 27% من إجمالي المخلفات ، والمخلفات الصناعية تمثل حوالي 5 ملايين طن، أي ما يعادل 7% من إجمالي المخلفات ، المخلفات الزراعية تمثل حوالي 24 مليون طن، أي ما يعادل 32% من إجمالي المخلفات.
المخلفات الصحية تمثل حوالي 1.5 مليون طن، أي ما يعادل 20% من إجمالي المخلفات.
مخلفات الهدم والبناء تمثل حوالي 4 ملايين طن.
مخلفات النفايات البلدية الصلبة تمثل حوالي 20 مليون طن، أي ما يعادل 27% من إجمالي المخلفات ، كما يبلغ إجمالي كمية المخلفات حوالي 57 مليون طن ، و هذه النسبة كبيرة جدا وضخمة جدا، لذلك يجب أن نفكر في كيفية تقليل كمية النفايات ، وكذلك كيفية الإستفادة من هذه النسبة في الصناعة والحصول على منتجات عالية الجودة.
ويرى أستاذ مساعد في قسم الفيزياء كلية العلوم بجامعة بنها أنه على سبيل المثال، إذا ركزنا على المخلفات الزراعية، سنجد أن طرق التخلص منها هي:
الحرق: وهي الطريقة الأكثر شيوعا.
التخلص منها على جانبي الطرق أو في المصارف: وهي طريقة غير صحية وغير قانونية.
استخدامها كوقود: وهي طريقة جيدة للإستفادة من هذه المخلفات.
استخدامها كطعام للحيوانات: وهي طريقة أخرى للإستفادة منها.
استخدامها في الإنتاج أو التصنيع الغذائي: وهي طريقة جديدة ومُبتكرة.
وبالنظر إلى كمية المخلفات الكبيرة التي رأيناها، ينبغي أن يدفعنا هذا إلى التفكير جميعا في إيجاد طرق ذكية للإستفادة من هذه المخلفات.
نحن نريد أن نأخذ هذه المخلفات ونحولها إلى منتجات جديدة، على سبيل المثال، يمكننا أن نركز على البلاستيك والمخلفات الزراعية، ثم نقوم بإعادة تدويرها عن طريق خلطها معًا، أو إضافة مواد أخرى إليها إذا لزم الأمر. وإذا فعلنا ذلك في حالة البلاستيك والمخلفات، يمكننا تحويل هذه المخلفات إلى منتج عالي الجودة، ونتيجة لذلك، حصلنا على خليط يسمى الخشب البلاستيكي. وهو نوع من الخشب مصنوع من البلاستيك والمخلفات البلاستيك ونشارة الخشب، وفي هذه الحالة، سنحصل على منتج يتمتع بخصائص كل من الخشب والبلاستيك.
دعونا نسأل: هل نحن بحاجة إلى الخشب حقا؟
وهنا إذا نظرنا واردات الأخشاب في منطقة شمال إفريقيا شهريًا، سنجد أن مصر في المقدمة، تليها المغرب وتونس، هذا يعني أن مصر تستورد نسبة كبيرة جدا من الأخشاب، إذا رجعنا إلى عام 2015 ونظرنا إلى نسبة واردات مصر من الأخشاب، سنجد أنها بلغت 3.8 مليون متر مكعب، بالطبع هذا رقم كبير جدا، وهذه النسبة في عام 2020، انخفضت بسبب جائحة COVID-19، إنخفضت إلى 2.8 مليون متر مكعب، هذا الرقم كبير جدا بالنسبة لسوق الأخشاب في مصر.
في الواقع، يعتبر سوق الأخشاب في مصر ومنطقة الشرق الأوسط سوقا واعدا، حيث تبلغ نسبة واردات الأخشاب فيه حوالي 90 مليون متر مكعب، وبناء على ذلك نحاول تقديم منتج جديد يمكنه تلبية جزء من هذه الإحتياجات، وتوفير فرص عمل، وإضافة قيمة مضافة لإقتصادنا.
من هنا يجب أن نتحدث عن الخشب البلاستيكي، وهو خليط من البلاستيك والمخلفات الزراعية.
إذا كان حلنا و هو تحويل مخلفات البلاستيك والخشب إلى منتج مثل الخشب البلاستيكي، فهذا سيفتح لنا سوقًا كبيرًا في مصر، خاصة وأن مصر لا تمتلك غابات أو مصادر طبيعية للأخشاب، على الرغم من أننا نعتمد دائما على الإستيراد في الخشب.
تلبية احتياجات السوق المصري
كما أن قطاع الشباب، الذي يرغب في الزواج أو غيرها، لديه احتياجات كبيرة من قطاع الأخشاب، وفي منطقة الدلتا هناك طلب كبير على الأخشاب، وإذا أخذنا على سبيل المثال الأبواب والنوافذ، سنجد أنها 30% من سوق الأخشاب، وإذا نظرنا إلى الأساسيات، سنجد أنها تمثل 15%.
كما تعلمون، أن هناك أنواع مختلفة من الأخشاب، مثل المطابخ ومواد الديكور والأرضيات.
لذلك، من المحتمل أن تصبح مصر منطقة واعدة في صناعة الأخشاب.
أن الحل الذي قدم بالنسبة لعملية الخشب والنشارة والبلاستيك وكيف نحصل عليه .
وإليكم شرحا للحل الذي اقترحناه لمعالجة الخشب والنشارة والبلاستيك وكيفية الحصول على الخشب البلاستيكي، فعلى سبيل المثال لدي كمية من الخشب وكمية من البلاستيك، أبدأ بطحنهم وخلطهم معا، ثم يتم صهرهما، وبعد ذلك بضيف بعض الإضافات التي ستساعدني على تحسين جودة الخشب البلاستيكي مثل مادة أنهيدريد المالييك،ثم أقوم بعمل عملية صب للخشب البلاستيكي في قوالب معينة، ثم أقوم بتجفيف الخشب البلاستيكي في درجات حرارة معينة، وبذلك يتم إنتاج الخشب البلاستيكي بهذه الطريقة.
ونجد لهذا المنتج صديق البيئة عدة فوائد منها توفير فرص عمل جديدة، كما أنه سيساعدنا على تقليل الإعتماد على الإستيراد من الأخشاب، و تساعدنا على حماية البيئة من الملوثات.
وبالطبع، الخشب البلاستيكي له مميزات، وأهم مميزاته التي لا توجد في الخشب الطبيعي هي أنه مقاوم للنمل الأبيض، كما تعلمون هذا مشكلة كبيرة بالنسبة لنا، وميزة أخرى هي أنه يمكن إنتاج الخشب البلاستيكي بألوان عديدة وشكل جميل، بالطبع نريد أن يظل المنتج الذي نحصل عليه محافظا على لونه وجماله وأناقته.
وبسبب وجود خشب بلاستيكي مقاوم لأشعة الشمس، نحصل على منتج يتمتع بعمر إفتراضي طويل، لأنه مقاوم لجميع العوامل الجوية، سواء المطر أو الرطوبة أو الشمس.
في النقطة الأخيرة، بما أن المنتج مصنوع من مواد قابلة للتحلل، فهو بطبيعة الحال صديق للبيئة.
وكما تحدثنا، هذه المنتجات لها مزايا، لا يمكننا إنكارها، كما أن كل شيء في العالم له مزايا وعيوب. بناءً على ذلك، يجب أن نعمل على تطوير هذا المنتج، وعلى سبيل المثال، حصلت على خشب يحاكي الخشب الطبيعي، ولكنه ليس بنفس المظهر الجذاب للخشب الطبيعي، ولكننا نحاول تحسين هذه النقطة.
إحدى المشكلات الخاصة بالخشب البلاستيكي هي أنه في درجات الحرارة العالية جدا قد يتأثر، خاصة إذا كان في المناطق الصحراوية.
ومن ناحية تكلفة الخشب البلاستيكي، قد تكون مرتفعة في البداية، لأنها أغلى من المواد البديلة أو الخشب الطبيعي، ولكن إذا قارنا ذلك بتكلفة الصيانة، والتي يحتاجها الخشب الطبيعي كل ستة أشهر من الدهان أو الصنفرة أو إصلاح الأجزاء، فسنجد أن الخشب البلاستيكي ليس مكلفا جدا.
طبعًا، المنتج الذي نتحدث عنه هو صديق للبيئة ويمكن إستخدامه في جميع الأماكن، بما في ذلك المستشفيات وأماكن الرعاية الصحية والمصانع والمباني السكنية.
وحاليا يتم العمل على تطوير منتج جديد يتكون من طبقتين من الخشب البلاستيكي، الطبقة الداخلية مصنوعة من الخشب البلاستيكي العادي، والطبقة الخارجية مصنوعة من الخشب البلاستيكي المقاوم للعوامل الجوية، هذا المنتج الجديد سيكون أكثر متانة ومقاومة للعوامل الجوية من المنتجات الحالية ، فإن إنتشار الخشب البلاستيكي أصبح واسعا جدا حتى في المشاريع الصناعية وأصبح يستخدم في أي مكان. في المباني الجديدة، أصبح يستخدم حتى في السيارات. وفي داخل المصنع قام المهندس جلال خالد غنيم بأخذ الصحفيين والإعلاميين بجولة تفقدية للوقوف على كيفية إنتاج المنتج .
أوضح المهندس خالد جلال غنيم أنه يتم البدء بالحصول على نشارة الخشب بعد غربلة الخشب للحصول على أعلى جودة للنشارة ، عقب ذلك يتم طحن النشارة المستخرجة بحيث تكون بنسبة 60 % في الخليط المستخدم لإنتاج الـ “WPC” و30% مخلفات بلاستيك ، عبارة عن حبيبات من الجراكن والبراميل ” هاي لبولي إثيلين ” و10% مادة الاندهيدريدالمالييك ، مع تحليل البلاستيك للتأكد من خلوه من أي كيماويات .
المهندس حسام خالد ـ مدير عام المصنع ـ أكد أنه إعادة تدوير للبلاستيك لإنتاج منتجات صديقة للبيئة ، هو الهدف الرئيسي للمشروع بمساعدة مجموعة من الشباب المتخصيين بإدخاله 4مراحل للوصول للخشب البلاستيكي .