نعيش الان فى ابهى العصور تقدما من حيث التكنولوجيا مقارنة بما كنا عليه فيما مضى و من الممكن ان نطلق عليه مسمى ( العصر الالكترونى ) نظرا لما يجمعنا حتى فى العلاقات الانسانية جميعها او معظمها اصبح خلف الشاشات ….و ادى ذلك الى انهيار المنظومه الانسانية و تدميرها بكل ما تعنى الكلمة من معنى ، و من هنا انشغل كلا منا ( المراة و الرجل ) عن الاخر و اصبح هناك فتور فى المشاعر و العلاقات الانسانية على مستوى الاسرة الواحدة او على المستوى الاجتماعى و الانسانى بين الافراد فى الحياة العامة ….و نصل هنا الى ملاحظة مهمة جدا و هى نقطة النقاش فى هذا المقال ( تبديل الادوار ) بين المراة و الرجل فى محيط الاسرة مما نتنج عنه خلل غير طبيعي فى المجتمع باكمله و انهيار اخلاقى و زيادة مستوى الجريمة و الانحراف و زيادة ايضا الامراض النفسية نتيجة ان كلا منهما انحرف بيه المسار الى الطريق الغير صحيح فى تادية دوره و واجباته .
خلق الله سبحانه و تعالى لكل منهما ( الرجل و المراة ) طبيعة مختلفة عن الاخر من حيث الاحتياجات النفسية والفسيولوجية و الاجتماعية و الادوار التى يقوم بيها كل فرد منهم سواء فى مستوى الاسرة الواحدة او ما يقدمه فى المجتمع من انتاج …. و لكن جاء دور التكنولوجيا و التغيرات الاجتماعية و الاقتصادية لكى تجعل كلا منهم لا يستطيع ان يقوم بدوره على اكمل وجه او بمعنى ادق و اوضح عدم الفهم الصحيح و التجاهل في اعادة تريتب هذه الادوار مرة اخرى سواء بقصد او عن غير قصد ، نلاحظ ان الجريمة قد زادت فى المجتمع من قتل و تعذيب و اغتصاب و انتحار ايضا كلها قضايا اخلاقية و تعتبر فى المقام الاول انسانية هل سال احد نفسه ما سبب هذا الاختلال ؟؟؟؟؟ لماذا ادمرت معيير الاخلاق فى المجتمع هل كل فرد ادى واجباته على اكمل وجه ام هناك تقصير ؟؟؟؟ الاجابة بكل ببساطة ان كلا من الرجل و المراة اعترضوا على طبيعة الخالق سواء بقصد او بدون قصد و تم تبديل الادوار و ليس تبادل الادوار… انتبه عزيزيى القارئ لان الفرق كبير بينهم و لكى لا يتم تشتيت عقلك المقصود بمصطلح تبديل الادوار هو ان كل فرد منهم ا خذ دور الفرد الاخر و من هنا جاء الفشل …
دور المراة الفطرى و الطبيعي الذى خلقها الله من اجله هو رعاية الاسرة و التربية السليمة فهى عمود المنزل الاساسى بمعنى دارج و بسيط ( رئيسة جمهورية المنزل ) تواجدها فى الشارع و مشاركة الرجل فى العمل ادى الى التقليل من دورها فى الاسرة و حدث عن ذلك الخلل الاخلاقى من حيث تربية الاطفال و الاهتمام بالرجل و تلبية رغباته و احتياجاته و قد نتج عن هذا بحث الرجل عن امراة تؤدى دورها كامراة حقيقية متفرغة له تلعب دور فى حياته الخاصة و تلبى نزواته و اهوائه و جاءت من هنا الخيانة و بما ان هذا ليس موضوعنا لانه يحتاج الى مقالات و مقالات لنعرف لماذا الرجل يعطى لنفسه حق الخيانة و يبررها بل و بالعكس ينظر الى نفسه على انه مظلوم و ضحية و ليس مخطئ على الاطلاق و ايضا ليس معنى كلامى انى اوافق على مفهوم الرجل للخيانة بل هذا يحتاج الى مقال اخر و نقاش مختلف ليس فى محله الان …. خروج المراة الى الشارع ادى الى فقدها لانوثتها نظرا لما تتعرض له من تحرش و اذى نفسى و تادية دور غير دورها و ان تكون صلبة و قوية الشخصية مما نتج عنه تاثيره ايضا فى معاملتها للرجل و لاطفالها فى محيط الاسرة و اصبح لا يوجد وقت كافى للحوار او حتى المشاركة بينهم فى الاهتمامات و اصبح لكل واحد فيهم حياته الخاصة بيه حتى وقته لنفسه هو شخصيا سواء الرجل او المراة لم يستطيعوا الحصول عليه ( الاهتمام بالنفس ) ليس له وجود و اصبح هنا الهروب هو الحل الوحيد و لكنه ( هروب وهمى و مدمر) الهروب وراء الشاشات الاكترونية …..
ليس هذا معناه انى احمل المراة الاخطاء او العيوب التى اصابت المجتمع او الاسرة او اقول انها السبب فى هذا الوضع او اضع فوق عاتقها المسئولية كاملة و لكنى اقف بكل شفافيه و موضوعية و انظر خارج الصندوق لكلا منهما و احاول الوصول لحل يرضى كل الاطراف لماذا هذا الخلل الغير طبيعي الذى يحدث فى الاسرة و المجتمع . هل المراة لعبت دور غير دورها بمحض ارادتها ام هناك من فرض عليها هذا الوضع ام هناك اسباب اخرى ؟؟؟
دور الرجل… خلق بطبيعة محتلفة عن المراة حيث ان تواجده فى الشارع امر طبيعى و من مهام واجباته ان يعمل و يتعرض لكل المشاكل و الصعوبات نظرا لقوة تحمله و فطرته الذى خلقه الله بها و ميزه عن فطرة المراة بهذه القوة ، الرجل لا يحتاج الى الحماية عكس المراة التى تحتاج اليها دائما مهما تعددت و اختلفت المواقف و مهما عدت بها السنين …. نظرا لكلا منهما له خصائصه و وظيفته فى المجتمع و المقصود هنا خصائصه الطبيعية التى فرضها الله على كلا منهما ، فى فرق بين انى اشارك الاهتمامات و بين انى اقوم بدور غير دورى و هنا ياتى معنى مصطلح ( تبادل الادوار ) و هو المشاركة و الاهتمام برغبات و اهداف الاخر … من هنا حدث الخلل الاجتماعى و الاخلاقى عندما تناسى كل واحد منهم دوره الاساسى و لم يعطى وقت لنفسه لمراجعتها هل ما يقوم بيه صح ا م خطأ ؟؟؟ هل هو راضى على ما هو عليه ؟؟؟ هل هذا ما يستحقه ؟؟؟ هل هو سعيد ام يمثل السعادة ؟؟؟ ما الذى ينقصه ؟؟؟ نزول المراة الى الشارع ادى الى انهيار المنظومة باكملها و للاسف هنا احمل الرجل المسئولية كاملة لماذا عزيزي الرجل وافقت بهذا ؟؟؟؟ هل الاحتياج المادى و الجوانب الاقتصادية ادت بك الى هذا ام فقد قدرتك فى السيطرة و الامساك بزمام الامور جيدا ام التطور الفكرى و الحضارى بان المراة لابد من مشاركتها فى الحياة العملية ؟؟؟ ام ماذا ؟؟؟
نعم هنا انا القى بكامل المسئولية على الرجل يقول الله سبحانه و تعالى فى كتابه العزيز ” الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِم ” الاية واضحة و صريحة و لا تحتاج الى اى تفسير القوامه من عندك ايها الرجل و القوامة ليس ماديا فقط و لكنها فى كافة الامور الحياتية الخاصة بيكم ….لماذا وافقت ؟؟؟؟؟
احاول و اكررها بانى بقف موقف حيادى ليس مع طرف ضد الاخر او القى المسئولية كاملة على طرف دون الاخر و لكنى ادعو لمواجهة و مناقشة النفس مرة اخرى لماذا وافق المجتمع كله باغلب فئاته و مستوياته على هذا التبديل و ليس التبادل ….فنترك الشاشات قليلا وعصر التكنولوجيا و نرجع مره اخرى الى فطرة و طبيعة الخالق و يؤدى كلا منكما دوره الذى خلق له حيث نلحق ما تبقى من معايير و قيم اخلاقية و انسانية قد انهارت و انفصل كلا منكما عن الاخر بسبب التمرد على الوضع الفطرى و الطبيعي .
و من هنا نستطيع ان نواجه انفسنا و نعيد ترتيب الادوار مرة اخرى و على كلا منكم ان يكون قاضى عادل امام شريكه و اقصد هنا كلمة شريكه و ليس خصمه لاننا ليس اعداء فى قضيه واحدة بل نحن افراد مشتكرين فى نجاح منظومة هدفها التعايش فى وضع سليم و صحى نفسيا ، و اتفاق يؤدى فى النهاية الى تصحيح الادوار و نبذل قصارى جهدنا لكى نصل الى ما نص عليه الله سبحانه و تعال فى كتابه العزيز .
و اذا استطعنا الوصول الى هذه النقطة بكل شفافية و العمل على مصالحة النفس قبل مصالحة الاخر سوف تكون النتيجة مدهشة للطرفين و نصل الى هنا ببداية جديدة فى حياتنا الاجتماعية و المصالحة مع النفس اولا و اخيرا …..و علينا ان نراجع انفسنا مرة اخرى فى تقيمنا لحايتنا الاجتماعية هل فعلا احنا تبادلنا الادوار ام قمنا بتبديل الادوار .
اترك تعليقك ...