فى الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية: قوة العلاقات المصرية التركية.. تنعكس على أمن المنطقة
أكد السفير صالح موطلو شن- سفير تركيا بالقاهرة- أن العلاقات الطيبة بين أهم دولتين في شرق البحر الأبيض المتوسط، تركيا ومصر، من شأنها أن تعزِّز الأمن والاستقرار والتنمية للجميع في المنطقة.
وقال: نحن ننتظر ونستعد للزيارة المرتقبة من رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان لعقد مباحثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في القاهرة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها غزة وكذلك في القضايا الثنائية. إننا نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقاً في علاقاتنا وتعاوننا مع مصر الشقيقة والصديقة. وسيستمر تاريخنا المشترك وثقافتنا المشتركة وقرابتنا في إلهام هذا المستقبل الأكثر إشراقا. ستظل التجارة والاقتصاد يشكلان العمود الفقري وقوة التعاون المثلى بين البلدين في ظل توقعنا بوصول المزيد من المستثمرين الأتراك شهريًا وسنويًا إلى مصر حاملين معهم ما لديهم من تكنولوجيا ومعلومات وقدرات صناعية، ونحن على يقين من أن إقامة المشروعات التجارية ستستمر في التحسن والسهولة.
جاء ذلك فى الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية، كما يصادف أيضًا الذكرى الخمسمائة لتأسيس الخدمة الخارجية التركية العثمانية، والتي كانت رسميًا أيضًا الخدمة الخارجية لمصر حتى عام 1914.
وأكد إنه لأمر يفطر القلب ويثير القلق الكبير أن نشهد مرة أخرى مشاهد الحرب المروعة في غزة بفلسطين. إننا نحزن وندين مقتل أكثر من 15 ألف فلسطيني بريء. وندين قتل الجميع والمدنيين وخاصة الأطفال والنساء من أي طرف كان. ولا يمكن تبرير العقاب والقتل الجماعي للمدنيين بدعوى الدفاع عن النفس. يجب أن تتوقف إراقة هذه الدماء، ويجب إيصال جميع المساعدات الإنسانية دون عوائق، ويجب معالجة المرضى والجرحى دون أي تأخير. حينها سيكون من الضروري البدء في إعادة بناء غزة. يجب أن ينتهي الحصار والاحتلال اللاإنساني في غزة وفي كل فلسطين. إننا نرفض بشدة التهجير القسري أو إعادة توطين سكان غزة وجميع الشعب الفلسطيني.
إننا نقف جنبًا إلى جنب مع مصر في دعمها الثابت للشعب الفلسطيني، ونقدر بشدة دورها القيادي وجهودها الرامية إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتسهيل إجلاء المواطنين الأجانب ومزدوجي الجنسية، وتحقيق الهدنة المؤقتة وجعلها دائمة في النهاية.
وأكد، ستستمر تركيا في تحملها مسؤولية كبيرة بالتعاون الكامل مع مصر لتقديم المساعدات الإنسانية والاضطلاع بدور هام في إعادة إعمار غزة. ويشمل ذلك إنشاء مستشفيات ميدانية وإرسال المعدات الطبية والأدوية والغذاء والمياه بالإضافة إلى بناء منازل حاويات في المستقبل. نحن نستعد لشحن أكثر من 20.000 طن من الدقيق إلى غزة.
وقد وصلت سفينة المساعدات الإنسانية الثانية التركية إلى مصر، ويقوم الهلال الأحمر المصري بتسليم مساعداتها البالغة 2000 طن على الفور. وفي هذا السياق، أود أن أعرب عن امتناني لوزارة الصحة والسكان المصرية، وعلى وجه الخصوص الوزير د. خالد عبدالغفار وموظفيه المتميزين لدعمهم وتعاونهم المثالي في تقديم المساعدة الطبية لغزة وفي علاج المرضى الفلسطينيين.
وأعرب عن فخره بإنجازات بلاده التي ظفروا بها بالكامل، قائلا: نستمد إلهامنا من 1000 عام منذ بدء قيام دولتنا الأصيلة في الأناضول، والتي تشمل الإمبراطوريتين السلجوقية والعثمانية.
أضاف: إن الجمهورية التي أسَّسها أتاتورك العظيم على مبادئ الدولة القومية والمساواة والقانون والعلمانية والمواطنة- بغض النظر عن العِرق أو الدين أو الجنس- والتي تُوِّجت بديمقراطية متعددة الأحزاب وتطوّرت على مدار القرن العشرين، ولدت الجمهورية على أسس الإمبراطورية العثمانية. في الواقع، تسببت الحرب العالمية الأولى، على الرغم من الانتصارات العديدة على العديد من الجبهات، بما في ذلك غاليبولي وكوت العمارة والصراعات على العديد من الجبهات الأخرى، مثل فلسطين والمدينة المنورة وغزة وسيناء، تسببت في دمار الإمبراطورية العثمانية وأثَّرت على الشعب التركي ككل بشكل كبير.
أدّى هذا الدمار والخراب ومحاولات إبادة الأُمة إلى ولادة أمّة تركية جديدة وقوية وعلى أسس صلبة. ويمكن رؤية هذه التطورات على أفضل وجه في أوجه التنمية التي تحققت في بلادي في السنوات العشرين الماضية في ظل قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان.
قال: إن ما جعل أتاتورك، قائدا وجنرالا عظيما في مواجهاته في جبهات عديدة خلال الحرب العالمية الأولى، هو قدرته على صنع السلام مع خصومه، وإعادة العلاقات الودية مع جميع الدول والتركيز على رعاية شعبه في معاناته، وإعادة بناء الأمة وإعادة إعمار اقتصادها. وبهذا فإن شعار أتاتورك “السلام في الوطن، سلام في العالم” لا يزال المبدأ الوحيد في سياستنا الخارجية. وفي حفل تنصيبه مؤخرًا، أكد الرئيس أردوغان أيضًا على اتباع هذا المبدأ الدائم.