(أرض المعاد..اللعنة الثالثة لليهود)… الجزء الأخير
بقلم / د. عمرو شحاتة
“كان باستطاعتي أن أقتل كل يهود العالم ،ولكنني تركت البعض منهم لتعرفوا مِنهم لماذا كنتُ أقتلهم !!؟”
هذا ما قاله هتلر الذي أحرق ستة مليون من اليهود. والذي عرف وقتها “بالهلوكوست” ،وهذا أكبر تصنيف عنصرى من الأوروبيين في حق اليهود، حين تم منعهم من العمل فى أوروبا وسمح لهم بتجارة المال -أى الدَّيْن والربا – وما شابه ذلك ، حتي تضاعفت أموالهم ، وكان يَحلُوا لهم خراب أي مكان حَلُّوا به ، حتي قَرَّر الأوروبيون التخلص منهم نهائياً؛ فكانت نشأة “الصهيونية”.
والغريب أن نشأة “الصهيونية” كانت على يد أحد الأشخاص من غير اليهود. وهو ( كيدو هرزى )
وكان رجلا ملحدا ، ومن شاركه في التأسيس كانوا من اليهود العلمانيين.
ومن هنا رفض اليهود المتدينون “الصهيونية”، ورفضوا أيضاً إنشاء دولة يهودية بالقوة ، كما حَرَّمَت اليهودية الأرثوذكسية العودة إلى ما سموه “أرض المعاد”. واعتبروه فخا لهم للتعجيل بالنهاية.
ومادام معظم اليهود ضد قيام دولة إسرائيل فلماذا أقيمت!!؟
ولماذا اختاروا فلسطين تحديداً رغم وجود أماكن أخرى مثل أوغندا مثلا !!؟
وهذا دليل على السبب الحقيقي في رغبة الغرب في التخلص من اليهود جميعا نهائيا.
لأن الأوروبيون يعتبرونهم جنسا أدني ، وأنهم سبب في الكثير من المشاكل الأمنية؛ فكان الغرب في حاجة إلي التخلص منهم نهائيا.
وفي الوقت نفسه وجد الغرب ضالتهم في اليهود لتحقيق أهدافهم الاستعمارية ؛ فأنشأت جماعة من اليهود تخدم مصالحهم في الشرق مقابل تقديم الدعم والحماية لهم.
ومن هنا يمكنهم التخلص من اليهود والاستفادة منهم في وقت واحد.
اللعبة السياسية ليست بها صداقات أو عداوات دائماً.
-بل هى تخدم المصلحة-
أى أن الموضوع عرض وطلب.
ومنذ هذا الوقت نشأ الارتباط الوثيق بين أمريكا ودولة الكيان المحتل.
والسؤال المهم هنا : ما الذي يمكن لإسرائيل أن تقدمه لأمريكا حتي تقدم أمريكا لهم كل هذا الدعم الهائل اقتصاديا وعسكرياً وسياسياً. وليس هذا فقط بل وصل الأمر إلى أن أمريكا هى أول دولة اعترفت بوجود الكيان الصهيوني. وأنها دولة مستقلة عام 1948
وبعدها بعام واحد فقط تأسست العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وصارت إسرائيل أهم شريك لأمريكا بمنطقة الشرق الأوسط من يومها وحتي الآن.
ويأتي كل رئيس أمريكي بعد تنصيبه ليؤكد -على الفور- بالتزامه بأمن إسرائيل واستقرارها ،
والسر في ذلك يظهر ببساطة في تحكُّم العائلات اليهودية بالمال والإعلام العالمي ، بجانب طمع اقتصادي أعمي بعد الحرب العالمية الثانية في منطقة الشرق الأوسط والتي ظهرت أهميتها لدى الغرب عند ظهور بحار النفط والتي تعوم فوقه المنطقة.
وهنا شعرت أمريكا أن الدول الاستعمارية ستنقضّ علي النفط مثل الكلاب الجائعة ، ولكن كيف ستدخل أمريكا إلي المنطقة ؟
فكانت إسرائيل هى الداعم الأول لها في تنفيذ مخططها وهو جعل المنطقة في تشتُّت دائم طوووول الوقت في خلافات ونزاعات وحروب لا تنتهي.
فتكون إسرائيل لها شريكاً مؤقتاً حتى تنتهي المهمة وستقوم أمريكا بنفسها بالقضاء عليها كما فعلت مع الهنود الحمر .
هذا باعترافات رؤساء أمريكا وسياسيين كبار .
هل يعقل أن ترعب اللعنتان الأولي والثانية حاخامات إسرائيل وساستها هكذا..؟ نعم وبقوة..!
لأنه في صميم التقاليد اليهودية الاهتمام بالنبوءة التلمودية إذ لها مكانة خاصة بالتجليل والتبجيل منذ قرون؛
فهي تحذرهم من لعنة العقد الثامن علي الدولة اليهودية.
والسؤال الآن: ما مدى خطاياها عليهم الآن.
والعجيب أنه منذ ست سنوات ادَّعي نتنياهو : ” أن بقاءه رئيساً للوزراء هو الضمان الوحيد لبقاء إسرائيل بعد عقدها الثامن ”
وبتجاهلهم المتعمد بتحذيرات التلمود فإنهم يأتون بالنهاية. فالموضوع هنا تجاوز الحاخامات والسياسيين والرؤساء. إذ الأمر يفرض رهبته وتداعياته على دولة الاحتلال.
وبم أن الله إذا أراد شيئاً هيأ له أسباباً ؛ فما أسباب زوال دولتهم الثالثة!؟
وكيف سيحدث هذا الانهيار!؟
إن سقوط إسرائيل كما أن له أسباب خارجية فله أسباب داخلية أيضاً.
وستكون هناك خلافات داخلية في شأنهم الداخلي ستطيح بهم .
وفي النهاية سيفعل الله بهم ما فعله في سابقيهم من الأمم.
هذى ليست مجرد توقعات بل حقائق واقعية.فقد كانت محور خطاب في الأوساط الدينية والسياسية والاجتماعية في آخر عشر سنوات.
وقد قال نتنياهو في موقع روسيا اليوم :” أن حربا أهلية ستهلك إسرائيل” والكثير من شعبه يطالب بمحاكمة نتنياهو بتهمة الخيانة وعدم قدرته على قيادة البلد.
فما بالك بالشأن الخارجي -امريكا وأوروبا –
أليس هذا واضحاً أن الغرب يعمل بكل الوسائل والطرق لمص دماء الشرق ونفطه !!؟
فهل سيكون غريبا عليهم اعتبار إسرائيل أداة لهم وحين الانتهاء من الغرض سيتم إهلاكها !!
وبعد زوال إسرائيل من المنطقة على إثرها تدخل أمريكا.
وما هي الخطة بعد الزوال؟
وهنا ستكون الخطة أذكي وأكثر سيطرة عن طريق الشركات ورؤوس الأموال والتي ستدخل كل بيوتنا وعقول أطفالنا وشبابنا والسيطرة عليه عن طريق الذكاء الاصطناعي وما شابه .. والأفلام التي تنتشر كالنار في الهشيم وهوليوود ونتفلكس و و
وتأثيرهم على دول إسلامية بدأت تحتفل بما يعرف “بالهالوين”
ودول أخرى عربية اعترفت “بالمثلية الجنسية ” قانونياً.
كل هذا ما هو إلا تمهيد لإلغاء الهوية العربية من الداخل ، وتهيئة لنا هو قادم .
والقادم أدهى وأَمَّر ….
الخلاصة …
“أنا بخير ما دمت بعيداً عن السياسة.”
علينا أن نجهز أنفسنا لنتسلح بالعلم والعقل، ونحرِّر عقولنا من التفاهة والبلادة ؛حتي نحرِّر أرضنا وأوطاننا. ولا يخدعنكم حجم السلاح وتنوعه.
إن أسلحة بملايين الدولارات تسقط أمام حجر من فلسطين. وهذا يدل على أن صاحبه على حق في قضيته ،
ونحن جميعاً معكم يا أهل فلسطين ..