كتب / نادر احمد
شهد المسرح الكبير بدار الأوبرا إنطلاق الليلة الثالثة من حفلات المشروع الفني والخاص بالفنان الكبير مدحت صالح والذي أطلق عليه “الأساتذة ” ويقام بالتعاون مع دار الأوبرا وتحت رعاية وزارة الثقافة ودعم من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ، وقد شهد الحفل حضور جماهيري كبير ملاْ أرجاء المسرح كما أذيع الحفل علي الهواء مباشرة بقناة الحياة المصرية الفضائية .
أحيا مدحت صالح الحفل بمصاحبة أوركسترا ” سيني سيمفوني ” بقيادة المايسترو الشاب أحمد عويضة ، وبرغم الدعاية الكبيرة للحفل وتوفير كل التجهيزات الفنية إلا أن الفنان مدحت صالح لم يغني سوي 90 دقيقة فقط ، منهم ساعة كاملة في الفاصل الأول من الحفل ، ونصف ساعة في الفاصل الثاني ، وهو ما لم يحدث في أي حفل من حفلات الأوبرا خاصة التي تقدم علي المسرح الكبير ، وقد ظهرت ملامح الإرهاق علي مدحت صالح وأدائه ، ويبدو أن إهتمامه كان منصباً علي مشاركته في حفل موسم الرياض بمدينة جدة والذي أقيم قبل الحفل الأوبرا بثلاث أيام ، بل أنه جاء من المملكة السعودية قبل الحفل بيوم واحد .
إقتصرت فقرات الحفل علي ميدلي لأغاني الموسيقار محمد عبدالوهاب في الفاصل الأول وضمت مقدمات أغاني ” يا ورد مين يشتريك – قلبي بيقوللي كلام – ليه ليه ياعين ” ، بينما قدم في الفاصل الثاني ميدلي لأجمل أغاني الفنان الكبير فريد الأطرش وتضمنت مقدمات اغاني ” يا حبيبي طال غيابك – وياك – قلبي ومفتاحه – يازهرة في خيالي – جميل جمال ” ، كما حرص علي أن يغني للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ أغنية ” نبتدي منين الحكاية ” ، كما إهتم أيضاً المايسترو أحمد عويضة بالعندليب فإفتتح الفاصل الأول بموسيقي أغنية ” أهواك ” ، كما إفتتح الفاصل الثاني بموسيقي أغنية ” أنا لك علي طول ” ، كما غني في الفاصل الأول أيضاً لمحمد فوزي ” ياجميل ياللي هنا ” ، ولماهر العطار ” بلغوه ” .
في الجزء الثاني من الحفل كانت المفاجأة الكبري حيث خصص مدحت صالح في الفاصل الثاني القصير ( 30 دقيقة ) مجموعة من أغانيه الخاصة بما يعني أنه وضع نفسه أو أغانيه ضمن مشروع الأساتذة ، فقدم خمسة أغاني من أغانيه الخاصة والمعاصرة لنا والتي دأب علي تقديمها في حفلاته العادية ، فبعد أن قدم ميدلي لأغاني فريد الأطرش ،قام بغناء أعماله الخاصة ” كوكب تاني – بحلم علي قدي – زي ما هي حبها – الحلم ده حلمنا ” ، وكانت المفاجأة الأكبر أن إختتم الحفل بأحدث أغانيه ” حمايا العزيز ألف شكر والسلام ” والتي طرحها في الشهور الأخيرة من العام الماضي 2023 ، وهي الأغنية نفسها التي إختتم بها الفاصل الأول ، مما يثير الدهشة في أن يعيد أحد أغانيه مرتين في الحفل ذاكراً في المرة الثانية أنه يعيد غنائها بناءً علي طلب الحضور ، فهل ما حدث دعاية للأغنية في حفل يذاع علي الهواء . !!!
وهنا يطرح السؤال أين أغاني ” الأساتذة ” التي تشدق بها مدحت صالح عند إعلانه عن ذلك المشروع الفني حيث ذكر أنه سيغني لأسماء لم تطرح أعمالهم من قبل علي مسرح الأوبرا ، ولكن الحفل إقتصر علي اغاني الفنانين الذين عاصرناهم كعبدالوهاب وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ ومحمد فوزي وماهر العطار ، وهي الأسماء التي قدمت أعمالهم في الحفل وترجع لزمن الخمسينات والستينات من القرن الماضي ، أما أغاني العشرينات والثلاثينات لسيد درويش وزكريا أحمد وداوود حسني ومنيرة المهدية وصالح عبدالحي فلا وجود لهم في أجندة حفلات مشروع ” الأساتذة ” ، بل أن مجموع أغاني مدحت في الحفل تفوق عدد أغاني من غني لهم ، فقد غني أغنية واحدة لكل من عبدالحليم حافظ ومحمد فوزي وماهر العطار ، بخلاف أغاني الميدلي لعبدالوهاب وفريد الأطرش وكأنه يأخذ من كل بستان زهرة ، ليتحول مشروع ” الأساتذة ” لمشروع أغاني الأستاذ مدحت صالح.