سارة طالب السهيل تعلن إطلاق مبادرتها العالمية لتجريم معاداة العرب
كتبت : داليا فاروق – القاهرة
أطلقت الكاتبة والباحثة والشاعرة العربية – “سارة طالب السهيل”، مبادرة هي الأولي من نوعها علي كافة الأصعدة، إنسانيًا، تاريخيًا، وسياسيًا، بعنوان ؛ ” دعوة لتجريم معاداة العرب “.
ووجهت “السهيل” مبادرتها، إلي المؤسسات الإقليمية والدولية كافة، ما بين المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، أو القائمة علي حماية الحقوق المدنية والسياسية للشعوب.
كما وجهت المبادرة إلي الشرفاء في العالم من ساسة وقانونيين وحقوقيين ومفكرين وفنانين ورياضيين ورجال دين، من كافة الرسالات السماوية من أجل سن تشريعات دولية، لتجريم معاداة العرب بصفة عامة.
وأبدت “سارة السهيل” دهشتها من لجوء الأنظمة الدولية الغربية، لفرض قوانين مزدوجة المعايير مثل “معاداة السامية”، المفروضة إجباريا علي شعوب الأرض، لدرجة أنها صارت سيفًا مسلطًا علي حريات الرأي والتعبير التي تتشدق بها الديمقراطيات الغربية، بينما غالبيتها خاضعة لسيطرة اللوبي الصهيوني المؤثر في مجريات انتخاباتها ومواقع صنع القرار بها.
كاشفًة ؛ أن العرب من أقدم الأعراق علي وجه الأرض، هم الأولي بقوانين معاداة السامية، وفقا لحقائق التاريخ الراسخة، التي سجلت أن العرب أقدم الأمم السامية، من نسل “سام ابن نوح” – عليه السلام، أول من سكنوا جزيرة العرب، من اليمن، إلي أرض كلدان (العراق – لاحقا)، و(كنعان – سوريا لاحقا)، ومن نسل “نوح” جاء “إبراهيم – عليه السلام”، وابناه ؛ إسماعيل (أبو العرب المستعربة) وإسحق أبو يعقوب (جد بني إسرائيل) – عليهم السلام.
مؤكدة أن الظلم والاضطهاد الذي يواجهه العرب في الخارج، جاء نتيجة استسلام العالم الغربي للرؤية الإسرائيلية الزائفة، بمرجعياتها ذات النصوص التحريضية والمنحرفة، المنسوبة كذبًا للرسالة اليهودية، مثل خرافة “شعب الله المختار” وعقيدة “أبناء الله” الجاهلية.. بينما بقية الشعوب بالنسبة لهم “جوييم” – (بالعبرية: גויים) – أي: “أغيار”.. أقل مرتبة إنسانية مقارنة باليهود! – بزعمهم العنصري امتدادًا للفكر النازي والفاشي.
وكانت النتيجة تصاعد موجات معاداة العرب، بشكل غير مسبوق علي مدي العقود الماضية، بمسميات متعددة مثل العربوفوبيا ودعوات الإبادة الجماعية للشعوب العربية.
هذه الثقافة الرجعية، لها جذور قديمة في المجتمعات الأوروبية وغير الأوروبية، حيث سجل التاريخ في عصر سقوط دولة الأندلس العربية، مظاهر اضطهاد وعداء شديد لكل ما هو عربي، رغم أن الحضارة العربية هي التي قامت عليها الحضارة الأوروبية وأخرجتها من عصور الظلام إلي نور المدنية.
كما شهدت الحربين العالميتين، بالتزامن مع عصر الاستعمار الأجنبي، إجبار ملايين العرب علي التجنيد قسريا في جيوش الحلفاء ليموتوا بدلا من الجنود الأوروبيين، وفقاً لمؤرخين مثل “عبدالله لاروي”.
تواصلت النظرة العنصرية، من جانب الأوروبيين للعرب، وتجسدت في سياسات زعماء سياسيين مثل جان-ماري لوبان وغيره من زعماء اليمين المتطرف الفرنسي، خلال عقد التسعينات من القرن الماضي.
تلاه صدور قانون حظر الحجاب لنساء العرب المسلمات، في عهد الزعيم الفرنسي جاك شيراك.
ولازالت التقارير الأوروبية والأميركية، تسجل موجات العداء للعرب، بعد أحداث 11 سبتمبر، كتقرير حقوق الإنسان وتكافؤ الفرص الصادر في أستراليا سنة 2004، وتقارير مماثلة صدرت من جمهورية التشيك، التي صنفت باعتبارها الدولة الأكثر عداء للعرب في أوروبا سنة 2008.
كما أشار تقرير لإذاعة (BBC) الإنجليزية، لدراسة أجرتها وكالة الحقوق الأساسية التابعة للاتحاد الأوروبي، أثبتت أن المنحدرين من أصل أفريقي في أوروبا (بمن في ذلك المسلمون) يواجهون “العنف والتمييز العنصري”.
وكذلك تقارير صادرة عن رابطة مكافحة التشهير (ADL) ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) عن ارتفاع كبير في الجرائم ضد العرب والمسلمين، بحسب المنشور بوكالة (CNN).
وهو ما وثقته منظمة الأمم المتحدة مرارا، واصفة مظاهر كراهية الإسلام بأنها بلغت “مستويات وبائية” في جميع أنحاء العالم!
ولازالت هوليوود – عاصمة الفن الأمريكي العالمية – لا تجسد شخصيات العرب إلا في صور مسيئة إما باعتباره إرهابي!، أو زير نساء!، أو عبد للمال!، بحسب المنصفين – النادرين – من النقاد أمثال “غودفري شيشاير” و”بول كلينتون”.
واختتمت “السهيل” بقولها ؛ حان الوقت لتحرك المجتمع الدولي ومؤسساته الفاعلة، باتجاه سن التشريعات الدولية اللازمة لحماية الإنسان العربي، وحقوقه المتفق عليها في الشرائع السماوية جمعاء، ثم وفقا للتشريعات القانونية الأممية.
وحيث أدانت “السهيل” بأقوي العبارات، ما وصفته بجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، وفق أجندة استعمارية، لا تختلف عن التي اتبعتها قوي الاستعمار الغاشم لقارات أمريكا الشمالية والجنوبية وأستراليا، في نسخة مُحَدَّثة من جرائم الإبادة الجماعية للشعوب.
جدير بالذكر ؛ أن المبادرة الرائدة، تأتي علي خلفية العدوان الصهيوني الهمجي علي العرب من سكان أرض فلسطين، التي سقطت تحت نيِّر الاستعمار الأجنبي منذ ما يقُرب من قرن من الزمان.
وذلك ؛ في ظل يقظة وعي عالمية، بعد غفلة دامت عقودا طويلة، من الهيمنة الإعلامية لأبواق صهيون الدولية المضللة، المُزَيِّفة للحقائق التاريخية والجيوبوليتيكية والتشريعية والدينية.