900
900
مقالات

قصاصات فكرية

" الفضول والفضيلة "

900
900

بقلم / عزت سمير
رئيس محكمة الإستئناف


تمر السنون وعبر الأزمان يظل الصراع الدائم والقائم فيما ببن تلك الفضيلة وذلك الفضول ،، ولكن ما هي الحكاية ، حكاية هذين النقيضين ،،
فدائماً أبداً ومنذ بدء الخليقة يأتي الصراع ما بين النقيضين الخير والشر ، ليسير في مساره المعهود حتي تأتي النصرة لأيهما ولو بصورة مؤقته ، ولكن ذلك الصراع يأتي عبر الأزمان والعهود ليتطور وتتشكل زواياه حسب ما يكون عليه ذلك الزمان الذي يدور فيه ، فتكون الغلبة لمن هو أقرب على شاكلته ، فإن كان الزمان بقريب من القيم والمثل والمبادئ ، كلما كانت النصرة والغلبة للخير وفضيلته ،، بينما أنه وإن كان الزمان في إنعدام من الخلق الكريم والسلوك القويم ، كلما كانت الغلبة ولو بصورة مؤقتة لنقيصة الإنفلات الأخلاقي وإنعدام التربية الحميدة ،،
ولعله من مظاهر بعض ما نحياه في زمننا هذا ، هو ذلك الشئ الذي يطل علينا بين الحين والحين ،، يطل علينا جميعاً بلا إستثناء أو إخفاء ،، ذلك الشئ الذي يظهر في إطلالته الخارجية بثوب الفضيلة ويتشح بوشاحها الكريم الأصيل بأنه صاحب خير ومعروف وسند أصيل ليمد يد العون والمدد الكريم مصارحاً بأنه صاحب خير وفضيلة ليعرف كل ما لديك من عوالم داخلية ليأتي لك بالخير كله في تلك الهيئة المتنكره ،، فهي بكل يقين وصدق ليست بالفضيلة المزعومة نحو طريق الخير و مساره ،، فكل ما تأتيه تلك الصفة من أفاعيل إنما هي من قبيل الفضول كريه الأوصاف والذي يتناقض كل التناقض مع ما يكون عليه ذلك الفاعل الأصيل للفضيلة والتي محتواها فعل الخير وإتيانه دون معرفة أحوال الناس وتحسس أسرارهم بفضول ليس بمبتغاه سوي هتك ستر الأخيار لإرضاء شهوة الأشرار ، أشرار الخلق ممن يتبعون عورات العباد لإشباع رغبة فضولهم دون أن يكون لديهم إخلاص نية برهم بمد يد العون والنجاة ،
فصدقاً أقول بأن الصراع قائم بين الخير والشر ، بين الفضول الكريه والفضيلة الحميدة في حب الناس ونجدتهم ،، وكل يقيني بأن الله دوماً في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه دون فضول غير مرغوب فيه ،،،
ولعلي في تلك اللحظات الكريمة من ليلة الجمعة المباركة أتمني للجميع النجاة من كل فضول يؤدي للفجور بين أناس ضلوا طريق الهداية وصاروا في غياهب الإستدراج ،،، ولكني في نهاية قصاصتي أقول وبحق أنني توحشتكم وبحق .

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى