بقلم /محمد حسين
عمارنا الطويله عباره عن سفينه كبيره وسط امواج عاتيه تتلاعب بها عاصفه هوجاء…اما ان تنجو لتصل لشواطئ الامان …او تسحبك الاعماق المظلمه نحو النهايه المطلقه …حيث ينتهي كل شيء
كانت لحضات طويله على من لا يعرف له منبتا …..ثم جلست كمحارب سرق بعض الراحة بمنتصف الموت ..وبدأت استمع لحديثه الطويل ….. كان جدك جنديا أيام الحرب …وبعد أن انتصر الاعداء ووصلوا لضواحي مدينتا إختفى جدك منذ ذلك الوقت … ووثق كشهيد بعد أن إنسحب الغزاه … إزدادت الافكار برأسي مشكلة دوامه كبيره ضعت بين جنباتها …. ولم استطع ان انطق بما يجول بأفكاري اللامتناهيه ….وكأن العم احمد قرأ بين تفاصيل اندهاشي وحيرتي …ثم سأل الموظف السؤال الأهم بهذه القصه …أليس للجد أهل وأقارب ….. إستطرق الموظف لبعض الوقت ثم نفث دخان سجارته كمن يخرج آهات حبيسه …..ثم قام على عجل وأحضر بعض السجلات الجديدة وبدأ يقلبها بحزم وكأنه اخذ المهمه على عاتقه معلنا بقرار ذاته على إجابه كل الأسئلة … وبعد وقت طويل …سمعت صرخته التي أيقضتني من سراب الأفكار التي كانت تنهش عقلي ….لقد وجدتهم …قمت على عجل راكضا نحوه ..أرجوك أخبرني …. قال ليس لديه سوى أقارب بعيدين …ولم يبقى من عائلته أحد …فمنهم من وارى الثرى ومنهم من هاجر مبتعدا لخارج الوطن …. كان كلاما أخذ منحنيات جديدة من الفضول والتساؤل …… وقفت صامتا وكأنما حط على رأسي الطير … ومن جديد وكعادته استلم العم زمام المبادره من جديد : هل تستطيع اخبارنا بآخر مكان تواجد فيه الجد قبل أن يختفي ويحتويه النسيان …وبدون الرجوع لسجلاته المهترئه …قال كان في اطراف المدينه مقاتلا … من الجهه الشماليه ..بمنطقة تسمى ..المروج الخضراء …. شكره عمي على عجل وأمسك بيدي كمن يخاف علي أن اتوه بين زحمه الأسئله والغموض الذي تشعب بداخل وجداني … وعندما حملنا طريق جديد سألته بأسى : إلى أين وجهتنا يا عماه …قال لي : الى آخر مكان تواجد فيه جدك قبل ان يغيب وسط لهيب المعارك ….. حينها لم افهم لماذا هناك … ولكني إلتزمت الصمت لأني أعرف أن هذا الرجل الطيب الوقور ..تدور برأسه فكره ما ويحاول ان يبلورها حقيقه وواقعا …. وصلنا للمكان المطلوب …. وبعد بعض التوهان بين الشوارع ..ومن خلال الاسئله لبعض المارة..وصلنا لمنزل من طابقين …. ما هذا يا عماه …قال تعال معي يا صغيري ..فهذه جمعيه قدامى الحرب بهذه المنطقه علنا نجد جوابا شافيا هنا ……..
يتبع …………