حكايات كنوز مصرية
بقلم / داليا طايع
حكايات كتيرة بتعدي علينا عن اثارنا القديمة كل ما نكتشفها بنعرف اكتر عن ثقافة حضارة عظيمة من اكثر سبعة آلاف سنة حضارة شعب غير فكرة المستحيل ولحد الان قدروا يثبتوا لعالم اجمع انهم افضل حضارة تتميز بجميع علوم الهندسة والطب والتاريخ والكيمياء والفلك وغيرها من المجالات الأخرى يعجز قلمي عن ذكر الكم الهائل من إنجازات وتطور حيث انها حضارة تتميز بقوتهاوعظمتها انها حضارتنا الفرعونية القديمة الذي نفتخر بها حتى الأن انهم أجدادنا المصريون القدماء .
حكايتنا النهارده هتكون عن أول امرأة في تاريخ البشرية تحكم مصر ايام ما كان العالم لا يعرف ما معنى كلمة دولة أو كيان سياسي كانت مصر دولة عظمى يحكمها ملوك وملكات. اليوم نتكلم عن أول ملكة حكمت في تاريخ البشرية وهي الملكة المصرية “مريت نيت” تعالوا نعرف اكتر …
حكايتنا هتبدا مع الملكة المصرية مريت نيت ملكة من الأسرة الأولى الفرعونية من سلالة الملك مينا أول ملك في تاريخ العالم. وقد حكمت حوالي عشر سنوات من حوالي عام (2939 قبل الميلاد حتى 2929 قبل الميلاد) أي أنها حكمت منذ حوالي خمسة آلاف سنة. وقد كانت الملكة مريت نيت ابنة للملك (جِر) وزوجة للملك ( جت / واجيت) وأم للملك (دِن /أوديمو)) وجميعهم من ملوك الأسرة الأولى، ومعنى اسمها(محبوبة نيت)؛ و(نيت) هي الإلهة نيت التي كان مركز عبادتها في منطقة سايس(صان الحجر الآن في محافظة الشرقية).
وقد اختلف الباحثون في تحديد ترتيبها بين حكام الأسرة الأولى ،لكن الأغلبية يراها الملكة الخامسة بين ملوك الأسرة. وقد جاء ذكرها في حجر بالرمو المحفوظ في متحف بالرمو بإيطاليا وهو ذلك الحجر الذي يعود لعصر الاسرة الخامسة والذي يحوي أسماء الملوك الذين حكموا مصر حتى تاريخ كتابة الحجر، بينما لم يذكرها المؤرخ المصري مانيتون . وقد ذكرتها المصادر التاريخية على أنها ارتقت العرش وحكمت حكماً منفرداً لتكون أول ملكة تعتلي عرش مصر وأول ملكة في تاريخ البشرية.
وعُرفت ميريت بذكائها وحكمتها فكانت امرأة من طراز فريد استطاعت بفضل قوة رأيها ورجاحة عقلها وفطنتها من حماية مصر بعد وفاة زوجها، فشاركت ابنها الملك «دن» في الحكم؛ حيث كانت وصية عليه، وكانت هي من تتخذ القرارات؛ فقد ورث الغلام أبيه طفلاً صغيراً تحت وصاية أمه.، ولها شخصية قوية مؤثرة؛ فقد حكمت في تلك الفترة البعيدة في فترة مهد الحضارة المصرية والإنسانية وأوائل التاريخ العالمي الذي بدأ في أم الدنيا، وقد تمكنت من حماية مصر بعد وفاة زوجها الملك (جت) الذى حكم مصر فترة زمنية قصيرة ومات فجأة حيث كان ابنها (دِن)وريث العرش مازال طفلا ًحينما توفي أبوه فقامت هي بالوصاية على ابنها ولي العرش، وشاركته في الحكم. وكانت امرأة ذات طموح فلم تسمح لأحد بالقفز على حكم مصر وانتزاع السلطة برغم أن التقاليد المصرية الدينية والاجتماعية كانت في ذلك الوقت ضد حكم المرأة للبلاد خاصة في ذلك الزمن البعيد ؛ حيث كان الملك هو وريث الإله حورس الذكر على الأرض فقد كان الملك يحمل لقب حورس منذ بداية الملكية في عهد الملك (ميناـ نعرمر) مؤسس الاسرة الأولى، وقد عملت الملكة مريت نيت في تلك الفترة بجوار مهام حكمها على تربية ابنها الملك الصغير واعداد نشأته تنشئة تليق بمن سيحكم مصر، وكانت ميريت نيت تهتم بمكانتها كملكة حاكمة وليس فقط مجرد زوجة ملك أو أم ملك، حيث ساعدت على تقوية كبار الموظفين، واهتمت بمشاريع الدولة، وقد واصلت «مريت نيت» في فترة حكمها أعمال أبيها وزوجها في ارسال البعثات لاستغلال المناجم بحثًا عن المعادن المختلفة.
وقد وجِدَوا لها مقبرتين ملكيتين على عادة ملوك ذلك العصر العتيق(عصر الأسرتين الاولى والثانية) بنفس شكل عمارة المقابر الملكية الذكورية احداهما في أبيدوس(البلينا بسوهاج في منطقة ام القعاب) والأخرى بسقارة وهذا من دلائل أنها حكمت كملكة منفردة . وكان أول من ابتكر فكرة إنشاء مقبرتين للملك هو الملك (عحا) ثاني ملوك الأسرة الأولى حيث عُثر له ايضاً على مقبرتين وربما كانت هذه الفكرة تدل على توحيد القطرين أو الوجهين القبلي والبحري حيث كان العهد قريبا من فترة توحيد القطرين ، ولعل مقبرة سقارة كانت رمزية أي لم تُدفَن فيها الملكة وإنما دُفِنَت في مقبرة أبيدوس ، خاصة أن مومياوات هذه الأسرة عثر عليها في مقابر أبيدوس. وتعتبر مقبرتاها من أعظم مقابر الأسرة الأولى. وكانت مقبرتها التي في ابيدوس والتي دُفِنت فيها الملكة تحتوي على ثماني حجرات للتخزين، وقد وُجد في وسط المقبرة تابوتٌ خشبيٌ خاصٌ بها، وقِطع صغيرة من صفائح الذهب الرقيق، وكذلك تم العثور على ختم خاص بالملكة،وختم آخر للملك جر، وبعض الأوانى المنقوشة، وعثر بها أيضا على مشط من العاج مرسوم عليه الصعود إلى السماء بعد الموت.
وتميزت مقبرة الملكة مريت نيت عن سائر مقابر ملوك الأسرة الأولى فهي في غاية الدقة والجمال، ومن الآثار الأخرى للملكة أنه عُثِرَ لها على عدد من الآثار تربطها بالملوك جِر وجِت ودِن(والدها وزوجها وابنها)، وقد ظهر اسمها على ختم عُثِر عليه في ابيدوس في منطقة أم القعاب في قائمة للملوك تبدأ من الملك (عحا)حتى الملك(دن) حيث كان اسم مريت نيت الأخير في هذه القائمة وهذا من دلائل أنها حكمت كملكة حكما منفردا. كذلك ورد اسمها على ختم ملكى عثر عليه في مقبرة بسقارة، كما وُجِدَ اسمها في مقبرة ابنها الملك (دن) حيث ظهر اسمها في السَّرخ الملكى(واجهة القصر الملكى) الذى كانت تُكتب فيه أسماء الملوك (وهو رسم أو نقش يصور واجهة القصر الملكي حيث كان يكتب فيه اسماء الملوك منتسبين للإله حورس الذي يعتبر الملك وريثه على الارض)حيث لُقبت بأم الملك، ووُجِدَت أيضا لها لوحتان إحداهما لوحة شهيرة بالمتحف المصرى.
وإذا كانت ميريت نيت لم تحقق إنجازات كبيرة بمفردها، فإن إعدادها لابنها الملك دن للحكم كان أعظم إسهام للحضارة المصرية، فقد أعدت أحد أعظم ملوك الحضارة المصرية للمسؤولية العظيمة التي ستقع على عاتقه، وعلى يديه، حيث بعد أن شَبَّ ابنها وأصبح في مقدوره حكم مصر مكّنت ابنها من الحكم وانسحبت من المشهد السياسي كملكة حاكمة مشاركة في الحكم إلى دور الملكة الأم التي تساند ابنها الملك وتقف وراءه وتقدم له النصح والمشورة والرأي حتى أصبح ابنها أحد أهم ملوك العصر العتيق والذي قام بتوسيع الحدود المصرية وحافظ عليها، كما أنه وضع أسس الحكم الملكي المقدس الذي اتبعه ملوك مصر حتى نهاية العصر الفرعوني وحافظ على استقرار مصر السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وتشير النقوش التي يعمل العلماء حاليًا على تفسيرها إلى أن الملكة ميريت نيت حكمت العالم بأكمله في تلك الفترة، حيث امتدت بنفوذها وسلطتها على العالم القديم، خضعت لها جميع القبائل البدائية التي كانت تعيش في المناطق المحيطة بمصر العظيمة.
وسوف تظل ذكرى الملكة مريت نيت خالدة فى ذاكرة التاريخ وفي أذهان المصريين، نظرا لدورها العظيم الذى قامت به حفاظا على حكم مصر وعرش ابنها الملك الصغير من طمع الطامعين.