بقلم / محمد حسين
عمارنا الطويله عباره عن سفينه كبيره وسط امواج عاتيه تتلاعب بها عاصفه هوجاء…اما ان تنجو لتصل لشواطئ الامان …او تسحبك الاعماق المظلمه نحو النهايه المطلقه …حيث ينتهي كل شئ
بعض الأسئله التي لا جواب لها …. غموضها هو ما يزيدك إصرارا على إيجاد تفاصيلها ..وكلما تشعبت ….في المقابل تتشابك الأفكار بأعماقك حد الجنون .
دخلنا نحو قاعه كبيره وبالسؤال وصلنا لمكتب المدير …. بعد أن جلسنا بادر العم بالتكلم شارحا تفاصيل قصتنا وما نبحث عنه .. كان ذاك الرجل ينصت مستمعا مندهشا من قصتنا التي يملؤها الغموض …وبعد ان أتم العم أحمد كلامه ارخى بضهره نحو الوراء كمن وضع حملا أثقل عاتقه …..وأشعل سيجارته وعيناه تراقب شفتي المدير منتظرا بشوق لعله ينطق بشفاه …. لم يتكلم المدير بل نادى لشخص ما وقال له اتصل بكل اعضاء الجمعيه واطلبهم لاجتماع طارئ ومستعجل …. ثم ألتفت نحو العم قائلا : سننتظر هنا الى ان يحضر الجميع …. وصمت شاردا كمن يسترجع تفاصيل ما ألقي على مسامعه …..استأذنت العم لكي أخرج متجولا بين ردهات المكان فاحصا بعيناي كل تفاصيل المكان …لعلي أجد جوابا بين اركانه … لاحضت ان هناك حديقه صغيره بالخارج ..توجهت نحوها وأستلقيت على بساط العشب الأخضر …. لا أعرف لماذا حظرتني ذكريات الطفولة مع جدي …تفاصيل الكوخ والغابه .. ثم أغمضت عيناي كمن يخاف على صورة ما من الهروب من بين تراكم الأفكار ثم أخذني النوم دون تخطيط مسبق ..إستيقظت من سباتي العميق على صوت العم قائلا : بسرعه لقد حضر الجميع وسيبدأ الاجتماع …. دخلنا إحدى القاعات الكبيره وكان هناك حشد من الرجال كبار السن وقد بدا على محياهم شقاء العمر الطويل …. قال المدير لنا تكلمو بقصتكم الغريبه لكي يسمعها كل من حضر ….
ثم دخل العم بتفاصيل ما نبحث عنه منذ البدايه الى ان وصلنا اليهم ..عم الصمت المكان …أحسست أنهم يسترجعون ذكريات قديمه لطالما حاولو الهروب منها …وبعد صمت أثقل بضلاله على المكان … نكلم احدهم وكأنه يسترجع افكارا منسيه : احمد النجار اجل لقد تذكرت وبدأ بسرد قصه ذلك اليوم المشؤوم على حد وصفه …
كانت المعركه حاميه الوطيس وأصوات الموت تملأ جنبات المكان … وكنا نعلم يقينا ان الهزيمه أصبحت واقعا ملموسا …جائت الأوامر بالانسحاب ..وكان مالك ضمن كتيبتي ولكن المدافع لاحقتنا وبدأت بحصد الارواح حتى تشتت شملنا وبمسيرة الهروب كنا نتسلل على عجل بين ركام المنازل التي سويت بالأرض ومن خلف الركام المتكدس وصل لمسامعنا صوت إمرأه مستنجده … لم يأبه احد لهذا الصوت ألا مالك عاد ادراجه شاقا طريقه بصعوبه بين الركام نحو مصدر الصوت وبعد ان اختبئنا وراء حائط متهالك … بدأنا بمراقبه مالك وقد غاب بين الدخان ……/
يتبع..