900
900
مقالات

الفراعنة بلا هوية !!

900
900

بقلم – شريف سعيد

انتظرت ساعات طويلة حتى أستطيع الكتابة بعقلانية ومن ثم لا تسيطر على كلماتي انفعالات الهزيمة المخزية وتكون سبباً في خروج المقال عن النص والتزمت الصمت المصحوب بالشلل الكروي وشاهدت النجوم والمحللين وهم يتبارون في الهجوم على المنتخب ومسؤولي الكرة المصرية ورأيت منهم من مازالت الالوان تحكم كلماته وانفعالاته ومنهم من أراد استغلال الفرصة للقفز على منصب شخص آخر ومنهم من أصابته الصدمة وفقد أعصابه وتطاول، ولكن الحقيقة الوحيدة أن الشعب المصري بات ليلته حزيناً مصدوماً بعد أن شاهد انهيار ما تبقى من هوية كرة القدم المصرية على أقدام لاعبين وجهاز واتحاد فقدنا فيهم كل الأمل لعودة ما تبقى من الإنجازات الكروية المصرية والتي تبارى الكثيرون خلال السنوات الماضية على سحقها.
لم يستطع أي مدرب بعد الكبير حسن شحاتة عمل هوية أو شكل مميز لمنتخبنا، فحتى القدير كوبر صاحب إنجاز الصعود لكأس العالم وإخفاقاته صنع في فترة توليه هوية دفاعية سلبية مقيتة جعلت محبي كرة القدم تنفر منها ولم يستطع أحد من مسؤولي الكرة المصرية أن يثنيه عن ذلك ويوضح له أن منتخب مصر وجماهيره ليسوا من هواة تلك الهوية السلبية.
افتقر المنتخب المصري في بطولة أمم افريقيا المقامة في كوت ديفوار إلى القدرة على تطبيق أبسط الخطط التكتيكية بشكل منظم والتكيف مع الفرق المنافسة ومجاراتها، وافتقر إلى الشراسة الهجومية رغم امتلاكه لمجموعة لاعبين مميزين هجومياً وعلى رأسهم كابتن المنتخب المصاب الراحل عن المنتخب بإرادته محمد صلاح.
نعاني من مشاكل عدة إدارية وفنية وقلة الابتكار والاعتماد على استراتيجيات وتكتيكات قديمة ومتكررة، مما جعل الفرق المنافسة تستطيع قراءتنا بسهولة وتضيق اللعب على اللاعبين.
على الرغم من امتلاك المنتخب مجموعة مميزة من اللاعبين المحليين والمحترفين نعاني من مستوى الأداء ضعيف واستحواذ سلبي بلا هدف وفقر حاد في الحلول الفنية والفردية، وظهرت قلة الحيلة خلال الدور الأول الذى انتهى بثلاثة تعادلات وحصاد ستة أهداف في شباكنا، والفقر الأكبر في عدم القدرة على فرض أسلوب وتكتيك على أرض الملعب في مواجهة الكونغو، والحقيقة أننا لا نعلم هل ذلك نتيجة غياب الروح القتالية والشراسة عند اللاعبين أم خطأ في التوظيف والتنفيذ وعدم قدرة المدير الفني على إيجاد حلول فنية.
في النهاية أثبت كل الفشل الكروي السابق أن الكرة المصرية تحتاج إلى قرارات مصيرية وتغييرات جذرية في الأسلوب والاستراتيجيات وخطط طويلة الأجل للتعامل مع صناعة كرة القدم بشكل أفضل والعمل على صناعة اللاعب القائد في ظل غياب القادة الفعّالين الذين يؤثرون في نفوس اللاعبين وتوجيههم في الملعب وتحفيز هم على تحمل الضغوط وتحقيق الأداء الأمثل وإخراج كل ما يملكه اللاعب من امكانيات.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى