900
900
مقالات

أشجار السماء

بساتين الرجال لا تطرح أزهار! ؟

900
900

بقلم / داليـــــــــا عـــــــزت

(عايزة ورد ياإبراهيم … كيلوا كباب أفيد يايسرية ) جملة شهيرة من فيلم (أحلى الأوقات ) جسدت إفتقاد المرأة المصرية للرومانسية ،وإن نيران ثورتها مهما إندلعت من ضغوط الحياة تطفئها وردة بسيطة.. لكنها تحمل معانى كثيرة وكبيرة من الحب والتقدير ، فهو رسول العشاق .. سمير المشتاق كما وصفته اسمهان ، وأوصى به عمنا بيرم التونسى كل حبيب فى شدو أم كلثوم.. إذا أهداه حبيبب لحبيب .. يكون معناه وصاله قريب
شوف الزهور وأتعلم .. بين الحبايب تتكلم.
لكن بتعلم فى مين !

وعبد الوهاب بح صوته ياورد مين يشتريك وللحبيب يهديك..
لكن لا حياة لمن تنادى فنسبة إستجابة الرجل المصرى ضعيفة لا تتعدى المناسبات العاطفية تحت ضغط والحاح شديد من المرأة .

والذى لا يعلمه الرجل أويعلمه و(عامل مش واخد باله ) ان الدراسات الحديثة تؤكد أن 55 % من النساء يرغبن فى إهداءهن الورود.

وفى دراسة إجريت على 90 إمرأة وضعت باقات الزهر فى مكاتبهن ساعدت فى تحسين مزاجهن وزيادة قدرتهم الأنتاجية مقارنة بغيرهن ممن لم يخضعن للتجربة.

وفى دراسة مماثلة وضعت أيدى مجموعة من النساء فى ثلج داخل غرفة مغلقة فلم يتحملوا الألم لنصف دقيقة ، بينما اجريت على أخريات وفى الغرفة باقات زهور سجلن نسبة تحمل وصلت لدقيقة.. مما يبين تأثيره فى تحمل ضغوط الحياه .
ومثلما تستاء المرأة من أعداء الورود يستاء أكثر منهم أصحاب محلات الزهور.. لان غياب الرومانسية يؤثر على حركة بيعهم بشكل ملحوظ.
وفى الفترة الأخيرة شهدت كثير من المحلات تغير نشاطها لدرجة ان احد أصحاب محلات الأزهار وضع ماكينة تصوير مستندات بجانب الورد حتى تدور عجلة الرزق .
حتى بوكية المريض تبدل ب2 كيلوا فاكهة.. وأصبح الورد المجفف أضعف إيمان المحب لأنه ببساطة سوف يبقى شاهد على رومانسيته العملية .
والناظر لتاريخ المصرى القديم لن يتخيل الفجوة بينه وبين المصرى الحديث ، فرسوم الأزهار على جدران المعابد تدل على رومانسيته قديما.. ففى بردية هاريس أهدى الملك رمسيس الثالث 2مليون طن ورد لمعبد امون حبا وتعظيما.. كما سجلت إحدى الجدران إهداء عنخ است أمون زهور اللوتس على قبر زوجها توت عنخ أمون.
فقد ورث المصرين أكاليل الجنائز لفترة ليست بعيدة.. وسجلها المخرج عاطف سالم فى فيلم ( خان الخليلى ) عن رواية نجيب محفوظ حيث اعتاد البطل إهداء ورد حب لحبيبته أثناء سيرها فى طريق المقابر للوصول الى مدرستها وتقديم أزهار أخرى على قبر أحبته .

والمصرى القديم كان أذكى فلم تكن زهرته تحمل شكلا ومعنى فقط.. فقد إكتشف عالم الفيزياء (بول دافيز ) ان إستنشاق زهرة اللوتس تحفز جزء من الحمض النووى الخامل ، ذا التأثير الايجابى على الحالة المزاجية والفكرية.. أى أن إستنشاقها كفيل بإخماد مشاجرة زوجية .

وبعد هذا العرض هل يفعلها الرجل ويعمل بالمثل الصينى إذا كان لديك قرشان فأشتر بإحداهما رغيفا وبالأخر زهرة ،، أم سيظل يكمن للزهور العداء والنفور وفى مخيلته حرب الوردتين لوليام شكسبير .

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى