حكاية شارع “باب الشعرية”
بقلم/ ياسمين عبده
يقع شارع باب الشعرية في محافظة القاهرة، وهو حي شعبي قديم وعريق.
وسمي بذلك نسبة إلى طائفة من البربر المغاربة الذين يشتهرون بإسم بنو الشعرية.
ويعتبر باب الشعرية أحد بابين كانا في جزء من السور الشمالى الذى شيده بهاء الدين قراقوش وزير السلطان صلاح الدين الأيوبي، كان دافع إنشائه تحصين القاهرة من الخارج، حيث إن القاهرة بموقعها وأهميتها كانت دائمًا موطن الخطر الخارجي فكانت للأبواب ضرورة استراتيجية.
وكان ذلك الجزء من السور الشمالي به باب البحر وباب الشعرية، وكان يمتد بين الناصية الشمالية الغربية لحصن القاهرة الفاطمى، وبين قلعة المقس التي بنيت عند ضفة النيل في ذلك الوقت وكان موضعها مجاوراً لجامع أولاد عنان الحالي في مكان جامع المقس الذى كان قد شيده الحاكم بأمر الله.
ظل باب الشعرية قائمًا مثل الكثير من الأبواب القديمة، حتى تم هدم جزء منه سنة 1884 بعد تصدع فيه فيما أستمر اسم المنطقة متداولاً بين الناس باسم باب الشعرية وميدان باب الشعرية.
وأثناء العهد العثماني وحتى قدوم الحملة الفرنسية، كان بعض أمراء المماليك والوجهاء يقطنون بيوتاً عظيمة تطل على الخليج المصري وبركة الرطلي، بينما يسكن العامة فى الأحواش والوكالات التي تُقفل عليها أبواب الحارات خلال الليل، وظلت عدة عائلات كبيرة تقيم فى باب الشعرية حتى أوائل القرن العشرين، مثل عائلات الشيخ العروسي، والشيخ القويسني، والحريري، والشوبري، وفيما عدا البيوت الكبيرة الواقعة على شاطئ الخليج والبرك، كان القسم يعتبر مسكن الحرفيين، ونظراً لوقوع جزء كبير من باب الشعرية خارج أسوار القاهرة، فقد تمركزت به المهن الأخرى التي لم يكن مسموحاً بممارستها داخل أسوار المدينة: مثل المخابز والمسابك التى تسبب أدخنة كثيفة، ومحال الجزارة والمذابح، بالإضافة إلى المهن التى تحتاج لمساحات واسعة مثل تسويق الحبوب والفاكهة.