معرض الكتاب يناقش تأثير «حياة كريمة» على بناء الشخصية المصرية
مشاركون: مصر الآن تشهد تغيرات تعيد تشكيل هوية مصر بشكل أفضل
كتبت / علياء عبد الرازق
ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للدورة الـ 55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، عقدت ندوة بعنوان «بناء الشخصية المصرية في حياة كريمة» بالقاعة الرئيسية “قاعة حسن سليم”، بمشاركة أ.د. عمرو سليمان المدير التنفيذي والمشرف على مشروع الشخصية المصرية، د. مصطفى زمزم رئيس مجلس أمناء مؤسسة صناع الخير عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي وسفير المبادرة الرئاسية حياة كريمة، اللواء د. محمد الهمشري أمين عام المؤسسة العربية للإعلام والثقافة، ومروة حافظ رئيس مؤسسة أنا مصراوية، وأدارت الندوة د. يسر فاروق فلوكس رئيس مجلس أمناء المؤسسة العربية للإعلام والثقافة.
وبدأت الندوة بعرض فيلم توضيحي عن جهود المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” في إثراء المشهد الثقافي وتحقيق العدالة الثقافية بين مختلف أطياف الشعب، كما تسلط الضوء على أبرز المبادرات القومية لدعم الفن والثقافة المصرية ودعم الشباب المبدعين في شتى المجالات.
وقال الدكتور مصطفى زمزم: “يعتبر بناء الإنسان هو أهم شيء في الحياة، واليوم سأتحدث عن أهم مبادرة في بناء مصر الحديثة، وهي حياة كريمة لتطوير الريف المصري، مشيرا أن المناطق العشوائية لم يكن بها مسكن ملائم ولا بيئة ملائمة للحياة وعدم الاهتمام بالتعليم، وكل هذا كان ينتج عنه هجرة البعض بشكل مستمر إلى العواصم،، وإذا ارجعنا لأصل الموضوع سنجد أننا لو استطعنا توفير خدمات كثيرة مفيدة للريف المصري، ستتحسن سبل الحياة هناك، وسوف نستطيع إخراج نماذج جيدة وعلماء من الريف، فطالما استطعنا توفير احتياجات المجتمع، كتطوير التعليم والبنية التحتية، وهذا ما تسعى إليه المبادرة، والتى تم الانتهاء من المرحلة الأولى منها وسوف تنطلق المرحلة الثانية لتشمل قرى في محافظات أخرى.
وأضاف: “أصبح لدينا 12 جامعة رائدة في أعمال الطاقة النووية وأصبح لدينا جامعات تكنولوجية كثيرة، وأصبح خريج هذه الجامعات التكنولوجية بيتم طلبه في الخارج بشكل مدهش، وهنا نستطيع الاستفادة من أشياء كثيرة كتشغيل العملة الصعبة، وتم إطلاق مبادرات كثيرة لدعم الشباب داخل هذه الجامعات وبيتم تدريبهم بشكل جيد ليتناسبوا مع سوق العمل.
وأشار «زمزم» إلى أنه قبل مبادرة حياة كريمة كنا وصلنا إلى مرحلة خطيرة لم يكن يوجد بها أي نوع من التخطيط، ولكن بعد تنفيذ حياة كريمة أصبح لدى قاطني الريف المصري عدالة اجتماعية وتمكين اقتصادي حقيقي، لافتا إلى وجود قادة الرأي والفكر داخل هذه القرى والذين لهم تأثير قوي ووجودهم نقلة كبيرة لبناء الشخصية المصرية، وقد بدأت العديد من الوزارات إطلاق ندوات وبرامج ثقافية واجتماعية ورياضية داخل القرى على مدار السنة.
وأكد مصطفى أن الخطط التي يتم تنفيذها جيدة للغاية، ولكن لابد أن نعتمد على أنفسنا، ونعمل على تمكين الأُسر في المشروعات الزراعية والبرامج التوعوية، فنحنا نمتلك قدرات إذا استطعنا تشغيلها بشكل جيد، فستغير من سلوكياتنا وسيتم بناء قيم متحضرة، ورؤيتنا للشخصية المصرية ستختلف للغاية، ولن يتم كل ذلك إلا بتمكين اقتصادي قوي، وذلك سيساعد على بناء الشخصية المصرية التي يتم العمل عليها حاليا.
بينما بدأ عمرو سليمان حديثه بشكره وزارة الثقافة والهيئة العامة المصرية للكتاب على المجهود المبذول في معرض الكتاب، وقال: “المجتمع والشعب المصري بطل بدرجة امتياز لأنه يواجه تغيرات وضغوط وتحديات كانت من الممكن تغيره ولكن ذلك لم يحدث ومازال الشعب المصري صامدا أمام هذه التحديات.
وأوضح أن مصر مرت بنقطتين مهمين على حياتها بداية من عصر محمد علي الذي كان يرى أن التعليم نقطة مهمة وهنا بدأ صياغة الدولة المصرية الحديثة، والدليل هنا بناء الكثير من المدارس ثم حركة الترجمة ثم بدأ ذلك يصب على الإنتاج الثقافي المقدم، وبالتالي كانت مرحلة مهمة بدأت معها تشكيل هوية الدولة المصرية، ونحن الآن في الفترة الثانية وهي فترة مشابهة لتلك الفترة بشكل كبير في ظل التحديات والتغيرات مازالت الدولة المصرية تشكل هويتها بشكل أفضل.
وأكد أن ما تقوم به القيادة السياسية الآن خاصة مشروع حياة كريمة وتطوير الريف المصري ليس بالأمر الهين ووضع هذه الأمور في الاعتبار يبعث إعادة اهتمام الدولة المصرية بجودة الحياة وتصحيح الهوية البصرية الذي يعد أمرا مهما للغاية للمواطن المصري، ذلك الأمر الذي يحدث لأول مرة تاريخيا، مما يساهم في تغيير الذوق العام والسلوك للمواطن نفسه بعد أن تم تطوير الريف المصري، لافتا إلى أن هوية الريف المصري فُقدت بشكل عنيف مما أثر على الرؤية الإبداعية لقاطنيه، ولكن مشروع حياة كريمة ساهم بشكل كبير في استعادة هوية الريف المصري البصرية.
وأشار سليمان أن حياة كريمة تدعو إلى الفخر وأن نتكاتف جميعا وما تفعله الدولة المصرية سيكتب في التاريخ، قائلا: “حينما أحدث عن هوية الريف المصري واستعادته مرة أخرى، اتحدث عن استعادة الدولة المصرية هويتها مرة أخرى لأن كل شيء بدأ من الريف المصري، ومصر قادرة على صناعة شخصيتها والدولة المصرية تؤكد ذلك من خلال حياة كريمة”.
وتابع، أن أحد أهم جينات المواطن المصري الراسخة، هي قدرته على الإبداع والابتكار والحياة، والدليل على ذلك أن مصر كانت الناقل الرئيسي والأساسي على تطور واستمرارية جميع الحضارات، فما تفعله الدولة الأن سيكتب في التاريخ، وأصبح لدينا مبادرات كثيرة كمبادرة مراكب النجاة التي تساعد الشباب تناهض الهجرة الغير شرعية، واكد أن رعاية القيادة السياسية للمشاريع متناهية الصغر يساعد على تطوير النمو والوعي في الريف، وإذا استمرينا على ذلك سيقوم الريف المصري بتصدير أشياء كثير غير الزراعة”، مؤكدا أن حياة كريمة ليست مقتصرة على الريف المصري فقط بل شاملة لكل المصريين على كل المستويات.
وأوضح اللواء د. محمد الهمشري، أن تطوير الريف المصري يعد من أهم الموضوعات في حياتنا، وأن الأمن الفردي للمواطن يصب بطريقة مباشرة في الأمن القومي للوطن بشكل عام، مشيرا أن المعايير التي تم استخدامها لتطوير الريف المصري، اعتمدت على تغذية هرم الاحتياجات للمواطن المصري، وأكد أن ما تقدمه حياة كريمة واستعادة النشاط الثقافي والاجتماعي في القرى يأتي في مصلحة المواطن المصري واستعادة الدولة المصرية والشخصية المصري، مضيفا أنه تم توحيد جهود منظمة العمل الوطني وأيضا حياة كريمة، وأصبح العمل يُبنى على فكر واحد ويستهدف مجتمع واحد، أيضا عملت هذه المؤسسات على جمع مساعدات لأهل غزة، فأكثر من ٨٠٪ من المساعدات التي ذهبت إلى غزة كانت مصرية.
وأشاد بما تقدمه مبادرة إبدأ، والتي تساعد النماذج المبتدئة، وتساند أي شخص لديه فكرة بسيطة، فهي تقوم بمساعدته في عمل دراسة جدوى وغيرها من الخدمات التي تقدمها له، وأيضا جهودها في مساعدة وتدريب الشباب على اكتساب حرفة، جيدة، وأضاف أن الدولة قدمت الكثير من البرامج على المستوى الاقتصادي، كما يتم دعم المشروعات الصغيرة بشكل جيد.
ومن جانبها قالت مروة حافظ: “أنا مصرواية تعني مصر قوية إيمانا أن مصر قوية بشعبها وجيشها والمرأة أيضا، والرئيس السيسي كان أول اهتماماته بناء الشخصية المصرية، وتشجيع ودعم المرأة المصرية وظهر ذلك جليا في الفترة الأخيرة مع تغير الفكر وتمكين المرأة وإظهار دورها بشكل كبير”.
وأشادت بدور القيادة السياسية في مواجهة الحروب الفكرية وحروب الجيل الرابع، ودعم الشباب في الفترة الأخيرة، مؤكدة على أهمية تشجيع كل شخص على إقامة المشاريع والمبادرات ذلك الأمر الذي يؤدي إلى التمكين الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
وأضافت مروة: “كنت أذهب وأتحدث مع السيدات داخل منازلهم في قرى بمدينة الإسكندرية، واستمع إلى مشاكلهم وأحرص على إيجاد حلول لها، كما أننا نسعى دوما على مساعدتهم بشكل مستمر، وتدريبهم على تعليم أشياء بسيطة وسهلة تساعدهم على المعيشة”.
واختتمت الدكتورة يسر فاروق فلوكس الندوة قائلة: “يجب أن أؤكد على مدى فخري واعتزازي أنني مصرية، وأن مصر دولة كبيرة، والشخصية المصرية شخصية بناءة لا تهدم، مؤكدة أن مصر لا تنتهي وستظل تبني وسنظل نعيش في حياة كريمة في وطن كريم تحت رعاية قيادة سياسية تهتم بالشخصية المصرية وبناءها”.