رواية ” آبق”
كتب / طلعت طه
رواية ” آبق” للكاتب عماد الدوماني
………….
بدأ بِكاميرات ممرَّات الطابق العُلوي وقت عودته؛ فإذا هي ظلامٌ كلها إلا شعاعًا يخرج من غرفة “جاسر”، فانتقل إلى الكاميرا الخاصة بها؛ فوجد مُحتويات الغُرفة مُهشمة تمامًا و”جاسر” على فراشه كما الصَّريع غارقًا في دِمائه، فوثبَ على كرسيه صائحًا: “هايدي” لِ بسرعة، الكاميرات التقطت كل شيء، التَقَطتْ ما أخبرتكما عنه، فلماذا تنكران ذلك؟
تضاعفت دهشته فقال: كيف لم تظهر تلك المشاهد أول مرة أمامنا جميعًا؟ أم أن للكاميرا سرًّا حجبته عن الآخرين، وأفصحت عنه لي! سرعان ما فكر فِيما قاله؛ فانقبض قلبه وداهمت الوساوس رأسه. تنقَّل في المقاطع الأخرى المصورة للفيلا حتى يحسم شكه؛ فلم يرَ زوجته في المطبخ كما شاهدها قبل قليل في الواقع، بل وجدها مُلقاةً على فِراشها، كأنما هي جثةٌ لا حِراك فيها. رَابَه أمَرهما، وقال لنفسه مستنكرا: إذن لم يكن خيالًا، ولا وَهْمًا، فلماذا يتلاعبان بي؟ وماذا يُدبِّران؟