كتب / إسماعيل خلف
أعلنت بيانات جديدة أصدرتها “ستاتيستا” أن مبيعات التجارة الإلكترونية بالتجزئة عالميا ستسجل نموا بنسبة 39 بالمئة خلال السنوات المقبلة، لتصل إلى أكثر من 8 تريليونات دولار بحلول عام 2027. وحققت التجارة الإلكترونية بالتجزئة خلال العام الماضي مبيعات بلغت 5.8 تريليون دولار.
وفي تقريرها لشهر ديسمبر 2023، توقعت “ستاتيستا” أن يبلغ حجم التجارة الإلكترونية 20 بالمئة من إجمالي مبيعات التجزئة حول العالم وبتقديرات تبلغ 6.3 تريليون دولار.
وقالت “ستاتيستا” في تقريرها :” تحمل شركة التجزئة الصينية العملاقة علي بابا لقب أكبر متاجر التجزئة للتجارة الإلكترونية على مستوى العالم، حيث تمثل حصة سوقية تبلغ 23 بالمئة”.
تشير توقعات”ستاتيستا” إلى أنه بحلول عام 2027، ستتجاوز شركة أمازون “شركة التجارة الإلكترونية ومقرها سياتل” شركة علي بابا الصينية في المبيعات المقدرة، لتصل إلى 1.2 تريليون دولار من المبيعات عبر الإنترنت.
وأكدت أن سوق التجارة الإلكترونية الصيني هو الأكبر على مستوى العالم في عام 2023، حيث استحوذت مبيعات الإنترنت على ما يقرب من نصف معاملات التجزئة في الصين، وتلتها إندونيسيا بحصة مبيعات عبر الإنترنت بلغت 32 بالمئة من إجمالي مبيعات التجزئة داخل إندونيسيا، ثم المملكة المتحدة وكوريا الجنوبية، بحصة تجاوزت 30 بالمئة داخل كل منهما.
وأضافت بأن أسواق التجارة الإلكترونية الصاعدة تركزت حول آسيا، وبرزت الفلبين والهند باعتبارهما أسرع أسواق التجارة الإلكترونية نمواً استناداً إلى المبيعات عبر الإنترنت، إذ يتوقع معدل نمو يتجاوز 20 بالمئة.
وأشارت المنصة الدولية المتخصصة في الإحصاء والتحليل إلى أن الهواتف الذكية شكلت في عام 2023، أكثر من 70 بالمئة من جميع زيارات مواقع البيع بالتجزئة في جميع أنحاء العالم، لافتة إلى أن التجارة الإلكترونية تحظى بشعبية خاصة في آسيا، حيث تحقق دول مثل الصين أو كوريا الجنوبية أكثر من ثلثي إجمالي مبيعاتها عبر الإنترنت عبر الأجهزة المحمولة.
وذكرت أن الأزياء والإلكترونيات الاستهلاكية تعد من بين أفضل قطاعات التجارة الإلكترونية حتى الآن وتساهم في أكبر حصة من مبيعات التجزئة عبر الإنترنت.
وصف تقرير “ستاتيستا” مشهد الاندماج والاستحواذ في التجارة الإلكترونية في عام 2023 بـ”الهادئ نسبياً”، إذ لم تصل عمليات الاستحواذ التي تمت في ذلك العام إلى قائمة أفضل 10 عمليات استحواذ على الإطلاق بناءً على قيمة الصفقة.
وأوضح أن شراء منصة Filpkart ، الهندية للتسوق عبر الإنترنت من قبل Walmart في عام 2018، يعد أحد أكبر عمليات الاستحواذ على شركات التجارة الإلكترونية الناشئة حتى الآن، وذلك بقيمة 16 مليار دولار.
كما تم شراء شركة توصيل الطعام عبر الإنترنت Wolt بواسطة DoorDash في عام 2018، بكلفة بلغت حوالي 8.1 مليار دولار، وفي ديسمبر 2022، استحوذت شركة التجارة السريعة التركية Getir على منافستها الألمانية Gorillas مقابل 1.2 مليار دولار.
قالت”ستايتستا”، في تقرير أصدرته مؤخراً تحت عنوان “التجارة الاجتماعية -حقائق وإحصاءات”: ” مع تزايد الطلب على التسوق السهل والفوري عبر الإنترنت، بدأت الشركات في الاستفادة من إمكانات التجارة الإلكترونية التي توفرها هذه المنصات باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي”.
وقدرت قيمة إيرادات التجارة الاجتماعية في جميع أنحاء العالم بـ 724 مليار دولار في عام 2022، متوقعة أن ترتفع إيرادات التجارة عبر منصات التواصل الاجتماعي العالمية خلال العام 2023 إلى نحو 913 مليار دولار، وأن تتجاوز 6 تريليونات دولار بحلول عام 2030، بحسب وكالة أنباء الإمارات.
ولفت التقرير إلى أن الدول الآسيوية تحتل مكانة كبيرة بشكل خاص في مجال التسوق الاجتماعي، وأن أكثر من 80 بالمائة من مستخدمي الإنترنت في تايلاند والهند والصين هم من المشترين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما أن مبيعات التجزئة في التجارة الاجتماعية في الصين تبلغ قيمتها ما يقرب من عشرة أضعاف نظيرتها في الولايات المتحدة الأميركية.
وصرحت “ستاتيستا” في تقريرها: “كان منصة “فيسبوك”، أول شبكة اجتماعية تتجاوز مليار حساب مسجل، ويبلغ عدد مستخدميها النشطين حالياً أكثر من ثلاثة مليارات مستخدم شهرياً”.
وأضافت: تمتلك ميتا Meta Platforms أربعاً من أكبر منصات الوسائط الاجتماعية، ولكل منها مليار مستخدم نشط شهرياً وهي “فيسبوك”، و”واتس آب “، و”انستغرام”، و”فيسبوك ماسنجر”.
ولفتت إلى أن معظم الشبكات الاجتماعية ذات التصنيف الأعلى والتي تضم أكثر من 100 مليون مستخدم نشأت في الولايات المتحدة، ولكن خدمات مثل الشبكات الاجتماعية الصينية WeChat أو QQ أو تطبيق مشاركة الفيديو Douyin، اكتسبت أيضاً جاذبية سائدة في مناطقها بسبب السياق والمحتوى المحلي.
قالت منصة “ستاتيستا” في تقرير لها بعنوان” السكان الرقميين 2024″ والصادر قبل أيام: “ اعتباراً من يناير 2024، كان هناك 5.35 مليار مستخدم للإنترنت في جميع أنحاء العالم، وهو ما يمثل 66.2 بالمئة من سكان العالم. ومن هذا المجموع، كان 5.04 مليار، أو 62.3 بالمئة من سكان العالم، من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي”.
وأضافت أن شبكة الإنترنت، التي تربط مليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم، تعد ركيزة أساسية لمجتمع المعلومات الحديث، مشيرة إلى أن شمال أوروبا جاءت بالمرتبة الأولى بين مناطق العالم من حيث حصة السكان الذين يستخدمون الإنترنت في عام 2023.
وأوضحت بيانات تقارير “ستاتيستا”، أن آسيا تعد موطناً لأكبر عدد من مستخدمي الإنترنت في جميع أنحاء العالم بأكثر من 2.93 مليار مستخدم وفقاً لآخر إحصاء، كما احتلت أوروبا المرتبة الثانية بحوالي 750 مليون مستخدم للإنترنت، فيما تتبوأ الصين والهند والولايات المتحدة مرتبة متقدمة على الدول الأخرى في جميع أنحاء العالم من حيث عدد مستخدمي الإنترنت.
ذكر تقرير “ستاتيستا” أنه اعتباراً من عام 2022، بلغت نسبة مستخدمي الإنترنت من الإناث في جميع أنحاء العالم 63 بالمئة، أي أقل بنسبة 6 بالمئة من نسبة الرجال. وكان التفاوت بين الجنسين في استخدام الإنترنت أكبر في الدول العربية وإفريقيا، حيث بلغ الفارق حوالي 10 بالمئة”.
وأضاف أن المناطق في جميع أنحاء العالم، مثل رابطة الدول المستقلة وأوروبا، أظهرت فجوة أصغر بين الجنسين، لافتاً إلى أنه بداية من عام 2022، زاد الاستخدام العالمي للإنترنت بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا في جميع المناطق، ويمثل الشباب في أوروبا الأكثر انتشارا للاستخدام، بنسبة 98 بالمائة، وبالمقارنة، بلغ المتوسط العالمي للفئة العمرية 15-24 سنة 75 بالمئة.
وقال: ” كان مستوى الدخل في البلدان أيضاً عاملاً أساسياً للوصول إلى الإنترنت، إذ تفيد التقارير أن 92 بالمئة من سكان البلدان ذات الدخل المرتفع يستخدمون الإنترنت، مقابل 26 بالمئة فقط من سكان الأسواق منخفضة الدخل”.