أصل حكاية زيزينيا «الوالي والخواجه»
بقلم/ ياسمين عبده
يعتبر حي زيزينيا أحد الأحياء الراقية والأشهر بمنطقة الإسكندرية، وذلك بسبب القصور والفيلات التي كان أغلب سكانها من امراء الأسرة العلوية.
وهو على إسم اليوناني استيفان زيزينيا، الذي وصفه الجميع أنه شخص طموح لدرجة الطمع، حيث استغل نفوذه وسيطرة القناصل فى عهد سعيد باشا فى تحقيق مآربه غير السوية.
منح زيزينيا اليوناني والحاصل على الجنسية الفرنسية، حق جباية رسوم مرور السفن عند هاويس الإسكندرية، عند اتصال ترعة المحمودية بميناء ثغر الإسكندرية، وكان هذا الامتياز يدر أرباحاً سنوية لزيزينيا، تقدر بـ ٨ آلاف جنيه.
وأدرك الوالي سعيد باشا، بعد فوات الأوان أن حق جباية الرسوم عمل من أعمال السيادة الوطنية للحكومة، ولا يصح أن يتولاها الأجانب، فقرر سعيد باشا سحب امتياز زيزينيا، واسترداد ملكية الهاويس، لكن حصل زيزينيا على تعويض من الحكومة بلغ ثلاثة ملايين من الفرنكات، أو مايقارب من ١٢٠ ألف جنيه، رغم أن الحكومة المصرية كانت قبل زيزينيا هى التى تدير الهاويس، بل وقامت بتطهيره وعمل إصلاحات جيدة به.
عُين زيزينيا قنصلاً لبلجيكا، وبحكم منصبه كان يتمتع بنفوذ، فضلا على حصوله على الجنسية الفرنسية، وقد استفاد من عمله كقنصل فى التجارة، بل ادعى ادعاءات كاذبة أن محمد على باشا قد وعده شفوياً قبل وفاته بأن يمنحه امتياز الإشراف على ديوان المرورية.
وأمر زيزينيا الحكام بتنفيذ الأمر الشفوي، وحين رفض الحكام التنفيذ، تقدم بطلب للحكومة الفرنسية، ولأنه لم يكن يملك مستنداً طرق الأساليب الدبلوماسية، لذا تم منحه من سعيد باشا هذا الامتياز لأخذ عوائد الهاويس، رغم أن زيزينيا لم يكن يملك مستنداً.
علم زيزينيا أهمية مدينة الإسكندرية، وقام بشراء أرض وبعد مرور فترة من الزمن باع الخواجة زيزينيا جزءاً من الأرض إلى الحكومة، وذلك لمد خط الترام ، وبعد مد الخط بدأت المنطقة في العمران، وعرفها الناس وأقاموا بها فسميت المنطقة بحي زيزينيا نسبةً إلى صاحب المنطقة «الخواجه زيزينيا».
ورغم أن “الخواجه زيزينيا” وصف بالمطمع والاستغلال، سيظل حي زيزينيا هو أشهر مناطق الإسكندرية، وأهم الأعمال الدرامية، ليبقى “زيزينيا” خالداً في الذاكرة.