في الدولة السعودية الأولى .. صُنِعَّت كسوة الكعبة لأول مرة في الأحساء من عام 1221هـ حتى عام 1227هـ
كتب / محمد فتحي
أولت الدولة السعودية الأولى، الحرمين الشريفين – المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف – عناية واهتماماً كبيراً، وشمل ذلك الكعبة المشرفة، لما تمثّله من أهمية كبيرة لدى المسلمين على مر العصور.
وكانت كسوة الكعبة منذ العصور الإسلامية، تعدّ من المظاهر المهمة خلال موسم الحج، وقد تعددت أشكالها وألوانها، فقد كساها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالثياب اليمانية.
وفي عهد الدولة السعودية الأولى، عندما تم توحيد مكة المكرمة تحت الحكم السعودي في عهد الإمام سعود بن عبد العزيز، فقد أمر الإمام سعود بصناعة الكسوة في الدولة فتم حياكتها، فقد حج سنة 1221هـ ولأول مرة في عهد الدولة السعودية الأولى كسيت الكعبة المشرفة بكسوة من القز الأحمر الفاخر ثم بعد ذلك أصبحت تكسى بالديباج والقيلان الأسود، وكسوة بابها بالحرير المطرز بالذهب والفضة، وكان الإمام سعود في كل سنة يحج يكسو الكعبة المشرفة بكسوة جديدة.
وكانت كسوة الكعبة تصنع في الأحساء وترسل إلى مكة المكرمة من عام 1221هـ حتى عام 1227هـ، لشهرة أهاليها بإتقان ومهارة فن الحياكة، كما أنها كانت معروفة بأنها الأفضل والأجود.
واستمرت كسوة الكعبة خلال عهد الملك عبد العزيز وتميّز بأمره ببناء مصنع للكسوة في مكة المكرمة، وبذا يكون أول مرة في تاريخ الكعبة أن تنسج وتكسى من داخل مكة المكرمة، ولا زال حتى اليوم يصنع الكسوة للكعبة المشرفة، وهو محل اهتمام وعناية ملوك المملكة العربية السعودية حتى وقتنا الحاضر.