900
900
مقالات

موعد مع القدر

900
900

بقلم / محمد حسين

بعض الأيادي التي تمتد لك وأنت تشق طريقا معينا ..ستجد بها دفئا وأمانا من نوع خاص فبعض الليالي الحالكه السواد تحتاج بصيصا من نور ولو كان خافتا سينير جنبات الماضي والحاضر والمستقبل …….
كان حسام ينظر نحو هذا الخط الفاصل بينه وبين بلغاريا هذه المحطه الجديدة ،وهو يعلم يقينا أنها لن تكون وجهته الأخيره ..ولكنه كان يشعر بقرارة نفسه ببعض الطمأنينه والأمان لأن /حنان/ ستصل لأقاربها وقد تعرف شيئا عن أهلها الذين غابوا وسط اللامكان وإحتوتهم غياهب المجهول …

إستطاعت المجموعة اجتياز الحدود وهناك افترق حسام وحنان وكريم عن المجموعه لأنهم سيتوجهون نحو مدينه /صوفيا / حيث اقارب حنان ….
كانت حنان مغيبه عن واقع ما كانوا يعيشونه ويكابدونه ولم تكن تعلم السر الذي إحتفظ به حسام حيث أنه غير وجهته من أجل حنان فقد كان من المفروض أن يتوجه لدوله /المجر/ولكنه فضل أن يوصل حنان لبر الأمان قبل أن يكمل مسيرة هجرته الطويله …..

لم تكن مدينه صوفيا تبعد كثيرا عن الحدود كانوا يستعملون وسائل متجنبين مراكز البلدات خوفا من دوريات البوليس وتبعاتها …. كانت حنان تعرف اسم الحي الذي يوجد به أقاربها وهذا ما سهل المهمه على حسام بعد أن وصل لمشارف المدينة وبالسؤال ….وصلوا لذالك الحي المعروف بالمدينه التي تعج بالضجيج والضوضاء ….كان الحي يضم الكثير من الجاليات العربيه الهاربه من هولات الحروب وتبعاتها من الفقر ..فهذه نتيجه الحروب التي تعيشها بلادنا إما الغنى الفاحش ..أو الغوص بمستنقعات الفقر والحرمان ولا وسطية بين هذا وذاك …… وصلت حنان لمبتغاها واستطاعوا أن يصلوا لباب المنزل الكبير …تولى حسام زمام المبادرة وأخذ على عاتقه شرح ما تعرضوا له من ويلات الطريق ومن تكون هذه الفتاه التي غلبها الصمت وهي تنتظر بلهفه أن يبوح أحدهم بما كانت تشتاق بأن تسمعه من أي خبر عن أهلها يعيد لها بعض من فرح مسروق بغفله عن خضم الأحداث المتعاقبه …ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ……

ببلاد الغرب حتى النفوس تتغير وتتغير معها طباع البشر الذين لا يدخرون جهدا الا ويبذولنه ليندمجوا بحضاره غريبة عن حضارتهم فلا تبقى الطيبة وصله الرحم شيئا مذكورا …..كان استقبالهم يخلوا من أي ما يمثل هول ما كابده حسام وأصدقائه ولم يكن لديهم اي معلومة ولو صغيره يستطيع من خلالها حسام وحنان الوصول ولو لخيط رفيع من الأمل ….بقوا ليلتهم والافكار المتلاطمه برؤوسهم كما الامواج العاتيه …وبادر حسام بسؤاله لحنان : سأكمل طريقي نحو المانيا ولكني لأني غيرت وجهتي لأحضر معكي سأضطر لأن اتوجه نحو /رومانيا / حيث ان الطريق سيكون اكثر مشقه وصعوبه ….وبعد برهه قصيره من التفكير قالت حنان : سأرافقك فنحن قبل خروجنا من بلدنا كان القرار ان نقضي بعض الوقت هنا ومن بعدها وجهتنا النهائيه كانت نحو /هولندا/ لم يجبها حسام وكأنه كان يريد في قراره نفسه ان تأخذ وقتها بالتفكير …… وفي الصباح كان حسام على حيره من امره فالصغير كريم لن يستطيع ان يحتمل مشقه الطريق … وعندما اخبرهم بما كان يجول بكيانه من افكار اقترح عليه اصحاب البيت ان يسلموه لمنظمه وستعتني به كونه طفل قاصر وسيوصلونه لأهله او اقاربه ..دون ترحيله الى بلده الام حيث كانت القوانين /أن كتن الشخص قاصرا لن يتم ترحيله …وهذا ما حدث بلفعل ..ثم قام حسام بأعطاء اقارب حنان عنوانا في المانيا حيث سيتوجه ان استطاع الوصول …علهم ان وصلو لأي معلومات عن اهل حنان يتصلون به على ذالك العنوان …وبعد ان تزودو بالطعام والماء …وقامو بتوديع الصغير /كريم/تبرع احد الاشخاص بأن يوصلهم بسيارته لمشارف الحدود /رومانيا / ……وبلفعل بعد عده ساعات كانوا على مشارف الحدود ليتوجه حسام وحنان نحو مصير جديد…لن يعرفو ما سيحمل في طياته من احداث .
يتبع……..

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى