صفوت عمران يكتب : مصر تضع أصبعها على الزناد.. الحرب قد تنطلق في أي لحظة!!
المشهد شديد التعقيد .. ما يحدث في الكواليس مرعب.. وليس كل ما يعرف يقال .. مشهد انتهى إلى أن القوات المسلحة المصرية أصبحت على الحدود مع قطاع غزة .. والثابت أن مصر منذ 7 أكتوبر في حالة حرب، وأن صباع القاهرة على الزناد ويمكن أن ينطلق في أي لحظة ليشعل حرب إقليمية لا يعرف أحد إلى أين تذهب بمنطقة الشرق الأوسط والعالم…
#منذ أيام كشفت تقارير غربية أن مصر أبلغت الأمم المتحدة وأمريكا وتل أبيب وعدد من العواصم أنه: «في حالة قيام إسرائيل باجتياح رفح وإجبار الفلسطنيين على اقتحام الحدود مع مصر فسيتم تجميد إتفاقية السلام» .. هذه الرسالة الواضحة تزامنت مع الانتشار الكثيف للجيش المصري على الشريط الحدودي، ومعناها إعلان حرب يمكن أن تنطلق في أي لحظة.. وهو ما قد يفسر الزيارات المتتالية لمسئولين وقادة من إسرائيل وامريكا والإتحاد الأوروبي وتركيا وعدد من دول العالم للقاهرة، زيارات تتجاوز في هدفها وقف الإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة التي تمارسها إسرائيل، وتتجاوز المطالب الدولية بوقف إطلاق النار وإعادة إعمار القطاع.
#الجدال الدائر الآن في مختلف الأوساط.. هل مصر تحارب إسرائيل لوقف مخططها العدواني لتهجير سكان غزة بهدف الاستيلاء على سيناء مجدداً أم تستخدم القاهرة سياسة ضبط النفس إلى النهاية وتواجه المخطط بتحركات سياسية ودبلوماسية، وعسكرية محدودة كما تفعل على مدار الاربعة أشهر الماضية، الواقع .. أن الأمر يعتمد على تقدير الموقف لدى القيادة السياسية والقوات المسلحة واختيار الطريقة الأنسب للرد على تحركات تل أبيب… لكن أمام مصر خيارين:
1- إذا تراجعت إسرائيل عن العدوان في غزة، ولم تنفذ تهديدات قيادات مجلس الحرب باجتياح رفح، وتراجعت عن محاولات استفزاز مصر، وبدأت مرحلة الهدنة في القطاع ووقف إطلاق النار، فإن القاهرة ليست في حاجة لدخول حرب الآن وتكون ربحت إفساد مخطط التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء.. وكسبت جولة في صراع الوجود مع الكيان الإسرائيلي المحتل ومن خلفه.. وهو أمر قد لا يتركه هؤلاء لمصر بسهولة.
2- الحرب قد تكون الخيار الحتمي لمواجهة المخطط الصهيوامريكي لتهجير الفلسطنيين إلى مصر من بوابة سيناء، ومنع مخطط إسرائيل الذي يضر بمصر ويهدد استقرارها ويضرب الأمن القومي لها، إذا نفذت إسرائيل تهديدها باقتحام رفح.. وحديث البعض عن خسائر الحرب المحتملة مردود علية بأنه أحياناً تكون خسائر الحرب أقل كلفة من خسائر السلام…
مطلعون قالوا إن القاهرة مستعدة لجميع السيناريوهات حتى لو بدا للبعض خلاف ذلك .. حتى لو كانت التصريحات الرسمية لا تظهر مدى الصدام مع الكيان خلال الأشهر الأخيرة.. وقد يذهب مراقبون أن اقتصاد مصر المتعثر والذي يعاني من مشكلات عديدة قد يمنعها من خوض الحرب، إلا أن هؤلاء لا يدركوا أن الحرب مع إسرائيل إذا اندلعت فلن تكون رفاهية أو رحلة ترفيهية يكون للقاهرة فيها الاختيار بين أن تذهب لها أو لا تذهب .. بل ستكون حرب وجود .. حرب مصيرية للحافظ على مصر ووحدة وسلامة أراضيها.. لمنع احتلال أو اقتطاع جزء من مصر في سيناء وهو أمر مرفوض من جميع المصريين.. وغير مسموح لأحد التفريط فيه تحت أي ظرف.
الذين ينظرون إلى أن الحرب قد تحتاج كلفة اقتصادية واسعة .. هذا صحيح إذا استمرت الحرب عام أو أكثر باستخدام أسلحة محدودة التأثير، لكن علينا إدراك أن موازين القوى الحديثة مرتفعة التدمير مختلفة تماماً.. مصر إذا خاضت حرب مع إسرائيل، ستكون حرب مدمرة شاملة قد لا تحتاج سوى اسبوع واحد، والكيان يدرك ذلك، ومن خلف تل أبيب يدركون ذلك أيضاً، ما يتم الاستعداد له هو كيفية مواجهة من هم خلف إسرائيل؟! وكيفية تجنب رد فعلهم؟! .. وفقاً لخبراء فإن مصر في الحرب القادمة مع إسرائيل لن تسمح أن تكون تكرار لـ 67، ولن تكتفي بالحفاظ على التراب الوطني كما حدث في 73، بل سوف تصل إلى عمق الكيان المحتل.. وأن دخول مصر الحرب بعد 45 سنة من كامب ديفيد يعيدها مجدداً لصدارة الصراع العربي الإسرائيلي…
#يحذر البعض بأن الحرب مع إسرائيل قد تكون فخ للقضاء على الجيش المصري كما حدث مع جيوش العراق وسوريا وليبيا، خاصة أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول سوف يحاربون إلى جانب إسرائيل.. وهو تحذير في محله إذا اخذناه بعين الحذر والاستعداد له، وليس بعين الخوف والقلق، لأن مصر إذا ذهبت إلى هذه الحرب فستكون مرغمة للحافظ على أمنها القومي وسلامة ترابها الوطني .. إذن نحن أمام خيارين كلاهما مر… فيما يبقى الموت في ميادين القتال أشرف من الموت مثل النعام.
#هناك من يؤكد أن القاهرة مستعدة منذ فترة لاحتمال الحرب لمواجهة المخطط الصهيوامريكي لتهجير الفلسطنيين، على حساب مصر، وأن الفترة الماضية تم إعداد ما يسمى باقتصاد الحرب جيداً، وأن القاهرة تملك من الأسلحة والذخائر والامكانيات ما يمكن أن تفاجئ به الجميع، بل هي مستعدة لما هو أبعد من ذلك، وما هو أعمق، بل إن القاهرة استطاعت ترتيب فريق من الحلفاء لدعمها حال دخول أي حرب في مواجهة كيان الاحتلال.. أي أن إذا كانت تل أبيب لن تدخل بمفردها الحرب ضد مصر، أيضاً القاهرة لن تدخل منفرده الحرب ضد إسرائيل .. وهو ما يزيد من تعقيد الحسابات الصهيونية فما ينتظرها «جحيم وجهنم» وليس نزهة على شاطئ القناة.
#سيقول البعض مجدداً: «الا يمكن أن تكون تلك الحرب فخاً للجيش المصري كما حدث في اليمن» .. إلا مسئولين مصريين قالوا: «الأمر أعمق والدروس من الماضي تم تعلمها جيداً.. والعالم لا يحترم إلا القوي .. والقوة هي من تخلق الحق.. وإذا لم يدرك عدوك قوتك فسوف يلتهمك».. ويبدو أن القاهرة خلال السنوات الأخيرة كانت تعمل على مسارات عديدة متوازية، فقد كانت تخوض معركة بناء في الداخل، واستعداد لحرب عسكرية قادمة قادمة لا محالة.. حرب لا يمكن تجنبها للأبد خاصة لما يكون الهدف الاستراتيجي لعدوك هو القضاء عليك.. والمعروف عزيزي القارئ أن الحرب يكسبها من هو أكثر استعداداً.. ومن هو أكثر ذكاء وأكثر هدوء وأكثر قدرة على إستثمار قدراته وتحقيق أقصى فائدة منها.
#يقول البعض أن النظام السياسي المصري قد يذهب للحرب هرباً من أزمته الاقتصادية الداخلية بالقفز للأمام عبر دخول حرباً مع الكيان.. وهؤلاء حساباتهم تخضع لأزمة الثقة في السلطة .. لكن الحرب ليست نزهة .. والحرب مع إسرائيل تحديداً لن تكون محدودة لتحقيق إنتصار سريع يوظفه النظام سياسياً في الداخل، ولذا لا بد أن نتوقف عن المكايدة السياسية، وندرك حقيقة الموقف الذي تعيشه مصر فهو شديد الخطورة وشديد التعقيد، خاصة أن مصر التي كانت على مدار السنوات الماضية تظهر توافق استراتيجي مع أمريكا والغرب، ترجمة لما قاله اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية في إحدى التصريحات: «لا يمكن أن نظهر العداء لأمريكا لأنها قادرة على دهسنا إقتصاديا بشكل لا نتحمله، وأننا نتحرك بشكل متوازن للحفاظ على مصالحنا».. بدأت منذ 7 أكتوبر تتمرد على المخطط الصهيوامريكي ورفضت التهجير، لذا مصر لن تذهب إلى الحرب إلا مرغمة وحتى أخر لحظة تمارس خداع تكتيكي يجنبها المواجهة المباشرة والحافظ على أمنها القومي.
#مصر نجحت خلال الأيام الماضية مخبارتياً بشكل كبير، وأثبت للجميع أنها تمتلك جهاز مخابرات على أعلى مستوى، يؤدي مهام مختلفة ومتنوعة، ولديه رجال وعيون وبصمات في كافة أنحاء المعمورة، فدائماً كان يفاجئ خصوم القاهرة أن داخل كل كمين كمين.. وأن المعرفة لا تقدم مجاناً فالمعرفة على قدر الحاجة .. ومصر العظمي تدرك أن: «العالم غير متروك للصدفة .. العالم له صحاب بيديروه…».
#في العمق:
نصيحة للجميع .. في الشرق الأوسط.. في اسرائيل.. في أفريقيا .. في اوروبا.. في أمريكا .. من أي جنسية ومن أي دين .. إن أخذت شيئًا من مصر الضعيفة الآن فستستردها مصر القوية ولو كلفها ذلك حرباً بعد حين.. فلا تفكر في استغلال ضعف مصر أبداً إلا إذا كنت قد ضمنت أنها ماتت للابد؟ .. ومصر لا تموت.