فى إفتتاح مؤتمر “الماء والأمن الغذائى.. قضايا حياة” بأسوان الجديدة: التجربة المصرية فى التنمية غير مسبوقة
كتب- مصطفى ياسين
افتتاح مُبهر شهده المؤتمر الـ12 لـ”الاتحاد العربى للشباب والبيئة” بالمسرح الرومانى بمدينة أسوان الجديدة، بعنوان “الماء والأمن الغذائى.. قضايا حياة”، برعاية د. أشرف صبحى- وزير الشباب والرياضة- ومحافظ أسون، تحت مظلَّة جامعة الدول العربية واليونيسيف ووزارات البيئة، الثقافة، الموارد المائية والرى، وأكساد، ترجمة لتوصيات مجلسى وزراء المياه والبيئة العرب الأخير بالرياض.
يستمر المؤتمر حتى 22 فبراير الجارى، بمدينتى أسوان والأقصر، بمشاركة 300 شاب وفتاة يُمثِّلون عددا كبيرا من الجامعات والمعاهد العُليا- حكومية وخاصة، مصرية وعربية- فضلاً عن وفود شبابية من ١١ دولة عربية، أبرزها: تونس، الجزائر، السعودية، اليمن، الكويت، الأردن، ليبيا، لبنان ومشاركة فلسطينية متميّزة، رغم أحداث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة.
وفى تقديمها لحفل الافتتاح قالت نجلاء البيومى- المذيعة بالتليفزيون المصرى-: المياه والغذاء رُكْنَا المنتدى باعتبارهما أساسًا لحماية المستقبل الذى يصنعه الشباب بأيديهم، وانطلق من مدينة أسوان الجديدة، الشاهدة على تطوير وبناء الجمهورية الجديدة.
حلول عملية
أوضح د. ممدوح رشوان- الأمين العام للاتحاد- أن المنتدى جاء ترجمة لتوصيات مجلس وزراء المياه والبيئة العرب، ومنتدى الشباب الذى عقدته الجامعة العربية مؤخّرا فى طرح القضايا المُلِحَّة لإيجاد حلول يمكن تطبيقها ومتوافقة مع التغيّرات التى تمرّ بالمنطقة، وأن المنتدى يشهد مشاركة عملية من الشباب بتنفيذ حملة رمزية عن النظافة من أكياس البلاستك، وتنفيذ مجموعة من الفاعليات لتثقيف الشباب، وغرس بعض الأشجار بالغابة الشجرية بالأقصر، مؤكدا أن “صوت الشباب” مسموع ويصل لأعلى المستويات والمسئولين وصانعى القرار.
المشاركة الإيجابية
وأعربت د. نجوى صلاح- وكيل أول وزارة الشباب والرياضة، نائبة عن الوزير- عن انبهارها بمستوى التنظيم، واختيار الموضوعات المهمة التى تعيشها الشعوب العربية، داعية الشباب للإسهام والمشاركة الإيجابية فى مثل هذه الملتقيات باعتبارهم عَمَد المجتمع، وهو جزء من استراتيجية الوزارة للنهوض بالعمل الشبابي، مؤكّدة أن الأمن المائي والغذائى هو الرُكن الأساسى الذى تقوم عليه الدول وتنهض بتحقّقه، معلنة انتظارها التوصيات والمقترحات لرفعها لأعلى مستوى في صنع القرار العربي. مشيرة إلى أن حركة العمران والتطوير الكبيرة التي تشهدها مصر حالياً فى شتى المجالات وعلى مستوى الجمهورية “غير مسبوقة” وتقودنا إلى “الجمهورية الجديدة” التى ننشدها جميعا بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
رقابة النواب
أشارت د. جيهان البيومى- عضو لجنة التعليم بمجلس النواب- إلى أن مصر تجمع دائما كل الأشقاء العرب وتهتم بالقضايا العربية وعلى رأسها المياه والأمن المائى والغذائى، ودور “النواب” الرقابى والتشريعي يجعلنا نتابع هذه المشكلات ولذا نجد هناك عدة أنظمة من المحاكاة للنواب، والتدريب على تحمُّل المسئولية، وقد صدرت التشريعات والقوانين للحفاظ على المياه والأراضي الزراعية، وكذا استخدام الأدوات الرقابية للمسئولين عما يقدّمونه لمواجهة تحديات التغيّرات المناخيّة، لكن يبقى الدور الكبير على الشباب فلديه القُدرة لتغيير مسار الحياة كاملة ومعالجة العشوائيات فى طريق بناء الجمهورية الجديدة.
التكاتف العربى
وأكد د. محسن البطران- أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، رئيس البنك الزراعي سابقا- أن الأمن الغذائي أهم شئ، فهو أمن قومى وغاية وهدف لكل الدول، والعرب لديهم فرصة لتحقيقه، شريطة التكاتف، من خلال التبادل التجاري، وزيادة الإنتاجية الزراعية والاستفادة من المياه لتحقيق التنمية المستدامة.
المياه العربية
وأكد د. إيهاب عبدالعزيز- مدير برنامج المياه بمنظمة اليونيسيف- أهمية المياه والغذاء لوجود الحياة ذاتها، وضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي منهما خاصة فى ظل وجود مؤامرات ومخطّطات الاحتلال الصهيوني للسيطرة على مصادر المياه العربية، محذِّرا من أن أغلب الدول العربية لا تمتلك السيطرة على منابع أنهارها، ومن غير المعقول ترْك أطفال وشباب اليوم يواجهون مخاطرها مستقبلا بمفردهم، ما يوجب حلّها نهائيا فمن “من لا يملك قُوْتَه لا يملك قراره”.
القادم أفضل
ووصف د. سيد خليفة- نقيب الزراعيين المصريين والأفارقة، المدير الإقليمي لمنظمة أكساد- نهر النيل بأنه شريان الحياة منذ قدماء المصريين وسيظل إلى أن يشاء الله، وعلى أرض أسوان التاريخ والحضارة نستشرف المستقبل الأفضل من خلال المشاريع القومية العملاقة التى تُبَشِّر بذلك ومنها: توشكى الخير بزراعة مليون فدان، وأكبر مشروع زراعة فى كوم امبو، وأكبر مشروع للطاقة الشمسية في بَنْبَان، فهذا هو طريقنا نحو “الجمهورية الجديدة”، فضلا عن زراعة ٤ مليون فدان فى مشروع مصر المستقبل، دخل الخدمة حاليا منها ٢ مليون فدان تمثِّل السد العالى الجديد لمصر المحروسة.
استدرك د. خليفة قائلا: لكن تبقى القضية الأهم والأخطر وهى “الوعى” لدحض الشائعات، ونشر ثقافة الفهم الصحيح، فى مواجهة قوى الشر التى لا تريد خيرا للوطن وأهله.
العلم والحياة
وأكد م. عبدالصبور الراوى- رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بأسوان- ضرورة ربط العلم بالحياة العملية لحل المشاكل، مشيرا الى وجود إدارة متكاملة بالشركة للتوعية بأهمية المياه منذ صغر الإنسان، لذا عقدنا عدّة ندوات فى المدارس والجامعات والمعاهد.
التنسيق العربى
وطالَب د. كريم محمد- ممثّل المنظّمات والاتحادات بجامعة الدول العربية- بضرورة تنسيق عُرَى التعاون بين الدول العربية، خاصة فيما يحقّق الأمن المائي والغذائى والتكامل الاقتصادي انطلاقا من العمل العربى المشترك.
تجسيد شبابى
وفى تجسيد للمشاركة الشبابية ألقى كلمة الشباب أحمد ربعان- من الأردن- محذرا من التأثيرات السلبية والخطيرة الناتجة عن التغير المناخي على المجتمع والبيئة المحيطة، مشيرا إلى أن الشباب أكثر الفئات تضرُّرًا لأنهم يعيشون فترة طويلة على هذا الكوكب، وبالتالي يجب ألا يبتبلموا كمجرد ضحايا بل مشاركون فى الحل، وتكثيف جهودهم لتحقيق الأمن المائي والغذائى.
وانتهى الافتتاح بتبادل التكريمات والدروع وشهادات التقدير، وسط أغانى فرقة الفنون الشعبية “توشكى” التى تجاوب معها الشباب، على أن تبدأ فعاليات اليوم الثانى غدا الأحد بزيارة لبعض المناطق الأثرية قثل: السد العالى، متحف النيل، جزيرة النباتات، بجانب عقد العديد من ورش العمل بالمدينة الشبابية، والمتعلقة بكيفية الحفاظ على المياه والاستفادة القصوى من الزراعة المستدامة.