موعد مع القدر – الجزء الأخير
بقلم / محمد حسين
لكل طريق نهايه بعض النهايات تغلب عليها السعاده وبعضها يغوص بأعماق الاسى ..وبعضها يبقى مبهما مترنحا بين هذا وذاك …….
وصل حسام ورفيقه طريقه لبلد جديد وكانت مدينه /زيجيد /هي اول ما حطو به ترحالهم …. حيث قضو ليلتهم بأنتضار الصباح حيث ستكون وجهتهم التاليه هي /النمسا /ولكن الاقدار كانت تحضر شيئا مغايرا تماما لما خطط له حسام …….
كان حسام حذرا في تنقلاته فبعد مغادرتهم مدينه /زيجيد/ كان يتجنب المرور بين مراكز المدن الكبيره … فتاره تحملهم اقدامهم لمسير قد يستقرق بالساعات وتاره تهيئ لهم الضروف بعض وسائل النقل وفي نهايه المطاف حطو ترحالهم على مشارف /حديقه الحرس الوطنيه / الشاسعه حيث كان يجب عليهم قطعها دون اي وسيله نقل …
كانت هذه الحديقه الواسعه هي اخطر مكان بالنسبه للمهاجرين حيث ان الدوريات تجوب المكان بكل بقاعها ….بدأ حسام وحنان الولوج بأعماق غاباتها المتراميه الاطراف ….كان اشد ما يخيف حسام من ان يمسك بهم حيث سيتم ترحيلهم الى صربيا من جديد بعد مسيره شاقه لأن الحذر يستوجب بنتائجه المتراكمه التأني وخصوصا ان اصوات سيارات البوليس كانت تسمع بين الفينه والاخرى بين اركان الغابه الواسعه ….وكان المصير المعتم يتربص بهم من كل جهات المكان …. وبعد ان ايقن حسام ان الحدود باتت قريبه …قال لحنان :لنقضي الليله هنا وفي الفجر ننطلق بسرعه لكي لا نصادف ما نتوجس منه خيفه …كانت حنان قد باتت تثق بكل ما ينطق به حسام ولا تناقش له قرارا … وفي اعماق قلبها اصبح حبها له يعلو كقمم الجبال …..
وقبل شروق الشمس توجهو نحو الحدود القريبه وقبل ان يصلو للنقطه الاخيره تعالت اصوات الصافرات معلنه اقتراب البوليس الذي صاح بهم عبر مكبرات الصوت بلهجه انكليزيه ركيكه /قفواااا/ …..
كانت لحظات يشوبها تفكير يدور برأس حسام كدوامه هوجاء التفت لحنان وقال لها مبتسما : هل تثقين بي …وردت : بالتأكيد حتى النهايه … ثم بدأا بالركض مسرعين ومن خلفهم من يحاواون قتل الاحلام قبل نضوجها ..وبعد عده ندائات لم يستجب لها المسافران بدأو بأطلاق النار …لم يأبه حسام لأزيز الرصاص وهو يمضي ممسكا بقوه بيد حنان كمن يخاف على صغيرته من الضياع … الى ان استطاعو الأبتعاد مجتازين الحدود وعندما وصلو لبر الامان توقف حسام وأحست حنان ان قبضته قد فقدت قوتها …
حنان : حسام هل هناك خطب لقد اضعناهم لقد نجونا ……جلس حسام وبصوت خافت : انا مصاب لقد اصبت بطلقات ناريه …كان هول ما نطق به قد نزل كما الصاعقه على مسامع حنان وهي تتفحص جسده الذي بدأت الدماء تسيل منه …
متحاملا على نفسه قال : حنان لقد وصلت لوجهتي النهائيه وسأذهب للقاء والدي …. بدأت حنان بالبكاء : لا ارجوك لا تتركني وسط المجهول سوف تنجو انا احبك ….
حسام : وانا احبك ولكنها نهايه الطريق بالنسبه لي يجب عليكي ان تكملي لوحدكي بعد هذه النقطه …
ثن اخرج من جيبه ورقه كتب فيها بعض الارقام ..وقال : ان استطعتي ان تصلي بأمان اتصلي على الرقم الاول في الورقه واخبريه عن مصيري احبكي حنان تابعي من اجلي …
ثم اسلم الروح …..اجل كانت هذه هي نهايه حسام الحتميه ..هناك حيث كان /موعده مع القدر / فلقد كابد كل هذا الطريق من مشاق ليصل لموعده النهائي …اما حنان فقد اكملت طريقها وهي تجر احزانها الى ان وصلت نحو وجهتها النهائيه ..وأحتراما لوصيه حسام اتصلت بي فقد كنت المقصود بهذا الاتصال … اخبرتني بما حدث بالتفصيل لأبقى صامتا تائها وسط تراكمات الذكريات التي كان حسام بكل تفصيل من تفاصيلها …..
وبعد عده اشهر استطاعت حنان ان تجتمع بأهلها ..اجل لقد كانو بخير وكابدو مشقات الطرق الطويله …. بعد مضي عام على موت حسام …توجهت حنان نحو النمسا فبعد بحث طويل استطاعت ان تصل للصغير /كريم / الذي كان احدى وصايا حسام ..وأخذته ليعيش معها بعد ان فقد جميع أهله….ما زالت حنان تراسلني بين الفينه والاخرى ..حيث اني صله الوصل الوحيده بينها وبين ذكرى حسام الغائب الحاضر …
هكذا هو المصير المجهول الذي يتبعه الهارب من ويلات الحروب التي أكلت كل ما كان حيا في طريقها حتى أحلامنا وأمالنا ومستقبلنا … فحسام شخص من بين آلاف الاشخاص الذين يكونون كل يوم على ////موعد مع القدر ////………
تمت بعون الله ……….