د/ محمد كامل الباز يكتب : وزارة الصحة ” مخصص للنساءفقط “
مشاكل المجتمع متعددة ومختلفة بل وأيضاً أحياناً تكون متجددة، منها مايسبب القلق ومنها ما يستدعي التحفز والعمل، وأحياناً كثير منها مايثير الدهشة ويصيبك بالملل!!
الصحة من أهم قطاعات أى مجتمع والتى بدورها تقف عامل مساعد فى البنية التحتية لأى بلد بل من أهم ركائز تلك البنية، هل يعقل أن يتقدم بلد بدون صحة؟
هل من الممكن أن تتوافر فرص عمل وإنتاج قوي بدون صحة جيدة؟
بل هل من المعقول أن تنهض بلد وتجذب الاستثمارات الخارجية بدون قطاع صحي قوي وفعال يطمئن أى أحد قادم من الخارج ان هذا البلد به منظومة صحية مطمئنة !!
تجولت فى الكثير من اماكن الصحة فى بلدنا الحبيب فلاحظت شىء غريب جداً فى معظم المراكز والوحدات وأحيانا المستشفيات أيضاً، و غياب العنصر الذكوري!!
قلة الأطباء من الرجال بل يصل الأمر إلى ندرتهم وإنعدام وجودهم فى الكثير !!
ما هو السبب؟ ولماذا أصبح الوضع هكذا وأين رجال مصر من الاطباء هل سافروا ؟ هل تقاعدوا؟ هل استقالوا؟
بالطبع لا نقلل من دور المراة، هي عامل هام جدا على كل الأصعدة، ياتي دورها مع الرجل لكن أن تدخل وحدات بأكملها دون رؤية أى رجال وكانك ركبت عربة المترو المخصصة للسيدات فهذا أمر غريب ويدعو للبحث والتمحيص!!
القطاع الطبي من القطاعات الخدمية التى تتطلب وجود أطباء طيلة اليوم فهل ستسير المنظومة الطبية بشكل جيد ولا يوجد هناك اي أطباء متواجدين ؟ بالطبع الطبيبات يكون الشيفتات المسائية والمبيت مقلق لها والرجال غير موجودين اصلا فما هو الحل؟
كي نكن صرحاء مع أنفسنا فما زالت هناك بعض التخصصات الطبية التي يعزف عنها النساء أو يفضل الكثير منهن السلامة بالابتعاد عنها مثل الجراحة العامة والعظام وجراحة الوجه والفكين، وجراحة القلب وغيرها، بالفعل هناك طبيبات ماهرات فى تلك التخصصات ولكنها نسبة قليلة ولا تكفي للاعتماد عليها ومن ثم تلك الخدمات الطبية معرضة لمشكلة كبيرة فى ظل عدم وجود أطباء رجال،
مازالت مشكلة الإجازات التى تاخذها المرأة من اعتيادى ورعاية طفل وحمل وخلافه، إضافة إلي احتياجها وقت أكبر فى البيت لمراعاة الأولاد ومتابعتهم، لن تستطيع بالتأكيد مواكبة متطلبات الوزارة باستمرار من تواجد ومبيت وسهر!!
هل تكمن مشكلة قلة الرجال فى المستشفيات والمراكز الصحية إلي قلة إنجاب الرجال ؟
بالطبع لا ولكن السبب الرئيسي فى ذلك هو قلة الإهتمام بالمنظومة الصحية، الضغط على العاملين فى القطاع الصحي دائما ومحاولة تخيرهم بين العمل الخاص وعمل الحكومة وبالتأكيد يكون اختيار الأطباء هو العمل الخاص، بل لوحظ فى الآونة الأخيرة كثرة عدد المسافرين من الأطباء وتركهم البلد، الذي لم يسافر يقدم على إجازة أو يستقيل ويعمل فى الخاص، تكون المحصلة النهائية هو وجود قطاع من أكبر القطاعات الخدمية فى البلاد تحت وصاية النساء فقط، وبالطبع ستتأثر الخدمة المقدمة ويكون المواطن هو المتضرر الاول!!
متضرر من عدم وجود كثير من التخصصات التي يتفوق بها الرجال ويهجرها النساء، متضرر تأخر الخدمة المقدمه ليه حيث قل عدد الأطباء ف الأماكن
بعض الأقسام أصبحت تعاني من طبيبة وحيده فى المكان، البعض الآخر قامت فيه الطبيبة باجازات مرضية امتدت لشهور نتج عنه تدهور كامل فى الخدمة المقدمة للجمهور.
نناشد الهيئات المعنية بضرورة إعادة التوازن ف الوزارة ومحاولة تحفيز الاطباء للرجوع للوزارة وذلك من خلال رفع الأجور، زيادة الحوافز، رفع كفاءة البنية التحتية، تقليل الضغط الكبير علي الأطباء من تفتيشات غير مبررة وجزاءات شبه دائمة، والذي بدوره كان سبب فى سفر وهجرة الكثير منهم؛
بذلك يعود للقطاع الصحي التوازن الطبيعي بين الأطباء والطبيبات فترقي المنظومة وتزيد الخدمات.