900
900
مقالات

أشجار السماء

موسم الشحاته

900
900

بقلم/ داليا عزت

نحن على أعتاب شهر رمضان ،ولأنه شهر الإحسان.. تستعد طائفة الشحاذين لموسم الشحاته.. تنشط حركاتهم على أبواب المساجد ،متصيدين المصلين للنيل من حسناتهم.. ايضا ستجدهم منتشرين كالجراد فى الساعة الذهبية التى تسبق آذان المغرب.. فهى ذروة العمل وساعة حظهم ، منهم المرأة الملثمة وقد تظن انها اخفت وجهها خجلا من مذلة مد اليد.. مسكين ان ظننت ذلك فهو الزى الرسمى لوظيفتها ، فقد تصادفها فى الحياة الأخرى نازلة من سيارتها أو من النادى او تصادفها تتسوق فى أكبر المحلات ومن ثم ستفقد الثقة فيهن وتحجب حسنتك.. وهذا لاشك سيؤثر على أرباح المنظومة ككل ، ولابأس ان ترى فى يدها علبة مناديل لتمسح بنقودك احزانها وتوهمك انها لا تشحذ انما (تسترزق ).

ولاعجب ان ترى فوق كتفها طفل مزدرى المظهر لنيل أكبر قدر من تعاطفك.. وآخر يسير بذيلها وماان يراك إلا وتجده قد تحول نحو ذيلك يتعلق بك كالقرادة فلا يتركك الا وقد اعطيته حسنه للخلاص من الحاحه وليس أملا فى الثواب..

ايضا ستجد الرجل المريض يكاد يسقط من سوء التغذية وكثرة الأعياء ومع ذلك لا يتوقف عن الحركة فالرزق يحب الخفية ، يؤكد لك بختم النسر مرضه من خلال روشتة طبية.. واذا كنت مفتح ولاتأكل من هذا الكلام يظهر لك خرطوم دقيق ممتد من تحت ملابسه فى اخره كيس بول ، حتى يسقط جميع حججك ، وتجد نفسك مش بس بتتصدق عليه كمان بتدعى له .

يحضرنى وصف دكتور طلعت أسعد خبير التسويق المعروف ، ان الشحاذ صاحب فكر تسويقى بالفطرة ، فهو يختار المكان والزمان بحنكة.. فمثلا أمام لجان الأمتحانات أو دور العبادة ، يستخدم أداوت البيع المتمثله فى جسده وصوته ودعوته لأقناعك بالتصدق عليه لتجد نفسك اشتريت بيعته بكل اريحية .

ورغم اننا سمعنا كثيرا عن شحاذين غادروا الدنيا مخلفين وراءهم اموالا طائلة الا اننا لا نتعظ ونقع فى افخاخهم عن طيب خاطر إيمانا منا بنيل أجر الحسنة سواء كذب او صدق .
وللأسف هذا الأستسهال يشجعهم على الأنتشار والتبلد فى التكسب بلا عمل.. إضافة إلى منع وصول هذا الحق لمستحقيه الذين ذكرهم القرأن الكريم انهم أغنياء من التعفف لا يسألون الناس إلحافا.
الخلاصة الا تعطى ذكاتك أو صدقاتك إلا لمستحقيها.. أشخاص تعرفهم وتعرف حوائجهم .

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى