“تاريخ صحراء الساقية الحمراء ووادي الذهب وبلاد شنقيط”.. كتاب جديد
كتب/ مصطفى ياسين
صدر عن مطبعة سومي برانت بأكادير، كتاب جديد بعنوان “تقييد في تاريخ صحراء الساقية الحمراء ووادي الذهب وبلاد شنقيط” لمؤلفه عبدالحي بن سيد أحمد بن علال البربوشي الرگيبي، دراسة وتحقيق وتعليق د. عادل جاهل.
جاء الكتاب في 231 صفحة من الحجم الكبير، قدم له د. بوشعيب الساوري (جامعة الحسن الأول سطات) د. محمد المختار جيي (السنغال).
ومما جاء في تقديم د. الساوري: “يكتَسي كتاب (تقييد في تاريخ صحراء الساقية الحمراء ووادي الذهب وبلاد شنقيط) لعبدالحي البربوشي، الذي انبرى د. عادل بن جاهل لتحْقيقه وتقديمه للقارئ المغربي، أهمّية كبيرة، بالرغم من صِغَر حجْمه، بالنظر إلى الموضوع الذي يطرقُه وهو تاريخ الصحراء المغربية، وما يعانيه بشكل كبير من قلّة المصادر المحلّية، مقابل كثرة المصادر الأجنبية، وهي الظاهرة اللافتة للباحثين والمهتمين بتاريخ المنطقة، والتي ترجع بالدرجة الأولى إلى شبه غياب ثقافة التدوين عند أهل المنطقة (كما يعلل محقّق الكتاب) واعتمادِهم ما يختزنه الشعر والأغاني، وعلى الرواية الشفهية. وقد جمَع مؤلف الكتاب في نهْجه التاريخي بين الشهادة التاريخية على الوقائع والأحداث التاريخية التي عايشها خلال الفترة المتراوحة ما بين النصف الثاني من القرن الميلادي التاسع عشر والعقد الثالث من القرن الميلادي العشرين، وبين الرواية الشفهية للأحداث التي لم يعايشها وكذلك ما ألّف حولها من قصائد شعرية تؤرخ للوقائع والمعارك التي شهدتها الصحراء.
تكمُن قيمة هذا المخطوط النّادر في سدّه جانباً من هذا الفراغ الذي يُعاني منْه تاريخ المنطقة، والذي يواجه أيّ باحث فيها، وتأتي هذه القيمة في عرْض المؤلف وتتبّعه لمُختلف الصّراعات والمعارك الدّموية التي شهدتها الصحراء، وأسبابها، ونتائجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وامتداداتها، وكيف كان يُعقد السلم، بذكر أسماء القبائل والأماكن والأشخاص بأسمائهم وألقابهم. يجعل هذا العمل المحقّق من صاحبه واحداً من الذين حاولوا التأريخ للمنطقة، انطلاقاً من الرواية الشفهية وما ظلّ محفُوظاً من وقائع ومعارك في الأشعار الشّعبية المغنّاة.
بذل د. عادل بن جاهل مجهوداً كبيراً في تحقيق هذا العمل، الذي يعد إضافة نوعية إلى المكتبة المغربية، من خلال الآتي: أولاً: وجَد الباحث مخْطوط (تقييد في تاريخ صحراء الساقية الحمراء ووادي الذهب وبلاد شنقيط) في نسخته الأصلية الفريدة والوحيدة بخط مؤلِّفها؛ بالصّدفة حينما قام بزيارة علمية خاصة لمدريد عاصمة مملكة إسپانيا، وتحديداً إلى “مركز الأرشيڤ العام للإدارة بألكالا دي إيناريس” (Archivo General de la Administración Alcalá de Henares)، ما بين شهري يونيو وسبتمبر 2020م؛ بغية البحث عن وثائق ومستندات وأصول تاريخية أصيلة وجديدة ودفينة، تهمّ موضوعات وقضايا أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ المعاصر والراهن المُعنوَنة (التاريخ الاجتماعي والديموغرافي للصحراء الأطلنتية المغربية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين: دراسة في الأرشيڤ الإسپاني)، وسعى الباحث إلى تقديم تحقيقه للكتاب في صورة علمية لعموم القراء والمهتمين بالدراسات الصحراوية والأفريقية، خصوصاً أنه تبيّن بعد تحرّيه وتواصله مع مختصين في مجال تاريخ وتراث الصحراء المغربية، والذين أكدوا له عدم علْمهم بأي شيء عن هذا المخطوط النّادر ولا عن صاحبه؛
ثانياً: فرضت ندرة هذا المخطوط على د. عادل بن محمد جاهل بذل مجهود كبير، اقتضى منه الدقة والحذر العلميين لضبطه وإضاءته بما يكفي من التعليقات والحواشي الشارحة لفتْح مغالِقِه، وتدقيق كل ما يتعلق به من ضبط للتواريخ والوقائع، والتعريف بالشخصيات والأماكن الواردة فيه؛
ثالثاً: تصْدير الكتاب المحقّق بدراسة قيّمة ومركّزة بهدف تنْوير قارئ الكتاب منْ خلال الكشْف عن ظروف العثور على المخطوط، وشملت أيضاً إبراز قيمة الكتاب، وسياقه التاريخي، وأهدافه، ومضامينه، وفرادته، وكل الخطوات العلمية التي سلكها الباحث في تحقيقه؛
رابعاً: الفهارس الكثيرة والمهمة والدقيقة التي ذيّل بها الباحث تحقيقه لهذا النص الفريد: فهرس الآيات القرآنية، فهرس الأحاديث النبوية، فهرس أعلام الأشخاص، فهرس القبائل والجماعات والعشائر، فهرس الأماكن والبلدان، فهرس عناوين الكتب وما يناسبها الواردة في المتن، وفهرس الألفاظ اللافتة للانتباه.”