معارض عالمية وأخرى محليّة وبينهما مكتبتان لإثراء تجربة ضيوف الرحمن
كتب / رأفت حسونة
تنظم الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، عدداً من المعارض الدائمة والمتنقلة داخل وخارج المسجد الحرام لما لها من أهمية فاعلة في إثراء الزوار فضلاً عن دور المكتبات لاسيما إذ كانت تعنى بالحرمين الشريفين وعمارتهما وإرثهما الحضاري والتاريخي والوجداني العميق, حيث يقدم كل ذلك بطريقة رقمية تلامس المشاعر وكأنّه بين أروقة الحرمين الشريفين وتروي لهم تفاصيل العمارة الإسلامية والفنون التشكيلية والحرفية وهي تتطور من طور إلى طور حتى الوصول إلى هذا العصر، وأمهات الكتب التراثية والشرعية والتاريخية التي حافظت على التراث القديم وأسهمت في نقله حياً كالمصحف الشريف بخط عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وتعمل تلك المعارض على إثراء تجربة الزائر وتجسّد له العناية البالغة التي أولاها قادة المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- وحتى العهد الزاهر، لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، وضيوف الرحمن يشهدون هذا التطور الذي تجسده المعالم بين الماضي والحاضر كالسجاد والأبواب والعربات وكسوة الكعبة المشرفة وبئر زمزم ومجسمات للتوسعات السعودية الكبرى.
ولتزيد ثراء التجربة فقد خصصت الهيئة للمعارض موظفين مؤهلين ومدربين يقفون على تجهيز هذه المعارض الدائمة والمعارض المتنقلة وفق أحدث أساليب حديثة متقدمة تقنياً ورقمياً تجذب الزوار في أنحاء العالم لتوسع آفاقه ومداركه المعرفية تاريخياً وثقافياً، وتنقل للمجتمعات العالمية بشكل عام تاريخ وحاضر مسيرة التنمية الشاملة للحرمين الشريفين ومنظومة خدمات قاصديهما.
وتعد إثراء تجربة الزائر وتوعيته من مستهدفات الهيئة الرئيسة حيث قامت بتنظيم الزيارات للمعارض المقامة بالمسجد الحرام خلال شهر رمضان، ومكتبة الحرم المكي الشريف، ومكتبة المسجد الحرام، وكذلك زيارة مجمع الكسوة، التي يستقبل فيها زواره من الساعة 10 صباحاً حتى 5 مساءً ومن الساعة 4 مساءً حتى 11 مساءً، وبإمكان القاصد زيارة مكتبة المسجد الحرام المتواجدة في الدور الثاني جوار باب الملك فهد على مدار اليوم، أما مكتبة الحرم المكي الشريف ببطحاء قريش فهي متاحة على فترتين من 10 صباحاً حتى 5 مساءً والثانية من 4 مساءً حتى 11 مساءً.
وتعد مكتبة الحرم المكي الشريف من أهم المكتبات في المملكة العربية السعودية ومن أبرز مصادر طلاب العلم والباحثين عن الاطلاع والمعرفة، بقرابة 70 ألف عنوان في قاعة الاطلاع فيها مقتنيات وقفيه، فهي منذ القديم وضعت على عاتقها اختيار نوادر الكتب والمخطوطات، بالإضافة إلى اختيار وتزويد المكتبة بمجموعات الكتب للموضوعات والعلوم المختلفة.
وكون المكتبة تحوي أندر المخطوطات والمطبوعات تجري العناية بالكتب والصحف القديمة وإعادة ترميمها عن طريق إدارة الترميم والتعقيم, التي تهدف إلى الحفاظ على أوعية المعلومات الموجودة في مكتبة الحرم المكي الشريف وصيانتها ليتسنى للمستفيدين الانتفاع بها, ولذا أتاحت للزوار زيارتها في الفترتين الصباحية والمسائية من 8 صباحاً وحتى 8 مساءً.
وتعمل إدارة الخدمات المكتبية على تهيئة المكان بشكل مستمر لتوفير البيئة المكتبية المطلوبة وكذلك الحرص على تنظيم أرفف القاعة بشكل مستمر والتأكد من التنظيم المفهرس للكتب بين الأرفف بطريقة صحيحة، التي تحتوي على مختلف فروع العلم وصنوف المعرفة لتمكين الباحثين والمطالعين وطلبة العلم من الوصول إليها والاستفادة منها بأرقى وسيلة ممكنة, كما وفرت الإدارة أجهزة البحث السريع وكذلك آلات التصوير الجزئي.
وتضم الإدارة قاعة الشيخ ناصر الراشد للاطلاع والقراءة، فيها أكثر من (100) ألف عنوان مختلفة منها اللغة العربية والشريعة والسيرة النبوية والعلوم الاجتماعية والعلوم التطبيقية والعلوم البحتة وغيرها.
(مكتبة المسجد النبوي):
يعود تاريخ إنشاء مكتبة المسجد النبوي إلى عام 1352هـ وتقع دخل حرم المسجد النبوي، وتعد ثاني أكبر مكتبة تضم مخطوطات وقفيّه قديمة، مثل مكتبة الشيخ محمد العزيز الوزير التي أوقفت عام 1320هـ، وقد ذكر صاحب كتاب “خزائن الكتب العربية” أن مكتبة المسجد النبوي الشريف تكونت قبل حريق المسجد النبوي في 13 رمضان عام 886 هـ، حيث احترقت خزائن المصاحف والكتب في ذلك الحريق، وكانت تضم الخزائن كتباً نفيسة ومصاحف عظيمة. ويسمح لجميع زوار المسجد النبوي الشريف بالاستفادة من المكتبة والخدمات المقدمة فيها على الفترتين الصباحية والمسائية من 8 صباحاً وحتى 8 مساءً.
وتتكون أقسام المكتبة من قاعات المطالعة، وقسم المخطوطات، وقسم المكتبة الصوتية، والقسم الفني، وقسم الفهرسة، وقسم الكتب النادرة، والمكتبة الرقمية.