أمل كمالي تكتب : تاتا خطي العتبه
نولد أبرياء.. لا ندري من نحن ونتعرف علي الأشياء بأعيننا ثم أذنينا ثم بفمنا نلتقط أي شيء أمامنا ونضعه بفمنا ثم نرميه لنتعرف علي أشياء أخري.. وتقوي الأقدام ونصير صغار نجري ونسقط ونصطدم بالأشياء ونبكي.. ولكن بعدها صرنا نعلم معني الآلم بالارتطام . وتجري الايام ونصير شباب ونتمرد علي كل ما عرفناه وتعلمناه سابقا ونصر علي عالم لانفهمه ونتقابل لنثبت اننا احسن واوجه واقوي ويزيد التنافس والتباهي وندعي فهم العالم حولنا ونتمرد اكثر ونكسر قوانين ونخترع قوانين الي ان يثبت لنا اننا لم نزل لم نعرف شيئا وان العالم حولنا غير مهم حقيقي ونحن وحدنا .. وتجري السنوات ونصبح آباء وأمهات ونتعرف علي مشاعر جديده ورغبات جديده تولد مع ابنائنا وتخلتط الأحلام والأمال ونترك انفسنا قليلا ونلهث وتمر السنين ونكتشف اننا تعلمنا قليلا رغم كل ما اختبرناه وعشناه وانه مهما سافرنا واكلنا ولبسنا وشربنا و أسرفنا علي انفسنا .. لم نتعلم كثيرا ولازلنا غير سعداء او لم يكن ما تعلمناه كافي بالدرجه التي كنا نتوقعها .. هناك شيء مفقود لم نجده الا بيننا وبين انفسنا وحين ظهر ذلك لأنفسنا فقدنا معني وجود الغير حولنا .. ما الذي يجعلنا سعداء وراضيين.. أهذا الفوز أم تلك الجائزة.. تلك السنوات التي كرت من ايدينا ، لنتكشف ان لا شيء يسعدنا غيرنا ، لا شيء يكبلنا غيرنا لا شيء يجعلنا أغبياء إلا نحن.. فنتجه للداخل و نفتح ذلك الصندوق الأسود .. وهنا نعرف ونظهر ونكاشف ونعاتب ونتخاصم ونتصالح ونحاول ترويض الوحوش التي تسكن هنا ، احيانا نجاريها واحيانا نسجنها .. وبعدها نصادقها ونرأف بها ونطلقها من سجنها داخلنا لنسيطع الحياه بهدوء وثقه وحب .
والآن تسأل خيالك .. هل عرفنا تلك القطعه البلاستيكيه التي كنا نضعها في أفواهنا!
تلك الرحله لم تكن اكتشاف لبشر ولا حياه ولا كواكب ولا كنوز.. تلك الحياه تتضح الان معانيها حين اقتربت من معرفه نفسك ،
كنت انت البشر والجن والملاك والكوكب والنجم الذي آكل التراب وأرتطم بالأرض وعلا بالسماء واختبر ونجح وفشل وضحك وصبر …
لتمر بتلك التجربه الإنسانيه المهوله السعيده والتعيسه في ذات الوقت لتحاول تعرف من انت وتحاول ان تخطي العتبه.. وتكتشف في لحظه أنك كنت أنت العتبه .
تاتا هنخطي العتبه.