بالشراكة مع وزارتي الصحة والتعليم.. “منظمة الصحة العالمية” بالتعاون مع بنك الطعام يطلقان مبادرة “الشراكة من أجل مدن صحية”
كتب / مؤمن دربالة
أطلقت، اليوم الإثنين، مبادرة “الشراكة من أجل مدن صحية” في مجموعة من المدارس الابتدائية الحكومية بمحافظة القاهرة، بالتعاون بين منظمة الصحة العالمية، ووزارتي الصحة والسكان، والتربية والتعليم والتعليم الفني ومحافظة القاهرة، وبنك الطعام المصري، بهدف وقاية صحة المواطنين من الأمراض غير السارية، عبر توفير الأجهزة والإمدادات التي ستمكن المقاصف بالمدارس من بيع الأطعمة الصحية.
جاء ذلك بحضور الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، والدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، واللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، والسيد محسن سرحان، الرئيس التنفيذي لبنك الطعام.
وبمناسبة إطلاق المبادرة، سيتولى بنك الطعام المصري، توفير أغذية صحية مع مراعاة معايير سلامة الغذاء، وتشغيل المقصف المدرسي وتقديم أنشطة تفاعلية لتعزيز الرسائل الصحية بشكل مبسط وجذاب في المدارس المختارة، وذلك ضمن برنامج “التغذية للمدرسية” للبنك، والذي يعد أحد أهم برامج محور الوقاية من انتشـار سـوء التغذية بين الأطفال حديثي الولادة والأطفال البالغين حتى عمر 12 سنة مـن خـلال التحـول مـن السياسـات العلاجية إلى الأنشـطة الاحترازيـة التـي تهـدف إلى الحـد مـن احتماليـة انعدام الأمن الغذائي.
قال الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، إن برنامج «الشراكة من أجل مدن صحية» يتسق مع جهود الوزارة والدولة المصرية لتحسين صحة الأجيال القادمة، والتي تمثلت في إطلاق مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لمكافحة السمنة والأنيميا والتقزم لدى الأطفال في المدارس، وغيرها من المبادرات والبرامج التي تسعى للوصول إلى مستقبل خالٍ من مسببات الأمراض.
وضمن المبادرة، عملت منظمة الصحة العالمية على تقييم معلومات واتجاهات وسلوكيات الطلاب والمدرسين والمجتمع المدرسي عن التغذية السليمة، وبناءً على نتائج هذا التقييم قامت بتصميم وإعداد مواد تثقيفية لرفع وعي المجتمع المدرسي ككل بخصوص التغذية الصحية بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الألعاب التفاعلية التعليمية للأطفال.
من جانبه قال الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن هذه المبادرة حققت خطوات جادة في تحسين بيئة التغذية في المدارس الشريكة المستهدفة، وتم استكمال إدخال التغييرات اللازمة على المقاصف المدرسية لتقديم بدائل صحية للطلاب في المرحلة الابتدائية في (15) مدرسة بمحافظة القاهرة، وتم تصميم وطباعة وتوزيع المواد التثقيفية للمجتمع المدرسي، بناءً على دراسة للمعرفة والاتجاهات والسلوكيات الغذائية للطلاب والعاملين بالمدارس، كما تم التنسيق مع بنك الطعام المصري لتوفير الأغذية الطازجة في المقاصف المدرسية، مع تطبيق معايير منظمة الصحة العالمية لسلامة الغذاء.
من جهته قال الدكتور نعمة عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، إن صحة الأفراد لا تعتمد فقط على مجموعة العوامل البيولوجية المترابطة التي تشمل الأبعاد الجسدية والعقلية والنفسية، بل إنها تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك حيث إنها تتأثر بشدة بالمحددات البيئية، والسلوكية، والاجتماعية والاقتصادية. ومنظمة الصحة العالمية ملتزمة بدعم الحكومات في تهيئة المناخ لبيئة صحية والعمل على خفض التعرض لعوامل الخطورة التي تؤدى الى الأمراض غير السارية والإصابات. وحيث أن الامراض غير السارية تتسبب في حوالي 84% من الوفيات في مصر، كان من الأهمية العمل على عوامل الخطورة الأكثر انتشاراً والتى من أهمها التغذية غير الصحية ومن هنا تأتي أهمية المبادرة في العمل على تثقيف وتغيير سلوكيات النشء والأجيال القادمة فيما يتعلق بالتغذية السليمة.”
فيما أكد اللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، أن هذه المبادرة تهدف إلى تغيير الوعي الصحي عند الأطفال وزرع أفكار جديدة من أجل تحسين البيئة التغذوية، وتحسين صحة الأطفال والحد من الأمراض المزمنة على المدى البعيد، وتدريب المدرسين ليكون لديهم القدرة على تصحيح مفاهيم وعادات الأطفال الخاطئة عن طريق تطبيق الأساليب الصحية بالمدارس المشاركة فى مشروع المدن الصحية، وعمل تثقيف عن التغذية الصحيحة.
قال السيد/ محسن سرحان، الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري، إن البنك حرص على المشاركة في مبادرة “الشراكة من أجل مدن صحية” بالتعاون مع الجهات الرسمية والمنظمات المحلية والدولية، لتطابق أهدافها الاستراتيجية مع برنامج “التغذية المدرسية” لبنك الطعام، والذي يهدف إلى توفير وجبـات مدرسـية صحية وآمنة للأطفال بما يسهم في تلبيـة الاحتياجات الغذائية الأساسية للنشء والحــد مــن ســوء التغذيــة، ويساعدهم على النمو بشكل أفضل وكذلك تنمية عادات صحية على المدى الطويل، كما ينعكس على تفوقهم الدراسي بالإضافة إلى كسب مهارات حياتية.
الجدير بالذكر مبادرة الشراكة من أجل مدن صحية، شبكة عالمية مدعومة من مؤسسة بلومبرج الخيرية وتضم 70 مدينة من بينها القاهرة، وتهدف لإنقاذ الأرواح من خلال الوقاية من الأمراض غير السارية مثل السرطان والسكرى وأمراض القلب والسمنة عن طريق مواجهة ومكافحة عوامل الخطورة المؤدية إليهم باختيار وتنفيذ مجموعة من الأنشطة التي تهدف إلى تطبيق معايير التغذية الدولية للأطعمة المقدمة والمباعة في المؤسسات العامة وبصفة خاصة في المدارس الحكومية الابتدائية عن طريق تقديم بدائل صحية للطلاب في مقصف المدرسة بأسعار مناسبة مع رفع كفاءته وتوفير الأدوات اللازمة لإعداد تلك البدائل.
كما قامت بتقييم بيئة المقاصف المدرسية ونوعية الأطعمة المباعة فيها وبناء عليه قامت المنظمة بتوفير الأجهزة والإمدادات التي ستمكن المقاصف من بيع الأطعمة الصحية مثل الفواكه والخضراوات كبديل صحي عن الأطعمة غير الصحية المليئة بالسكريات والدهون والملح، وكذلك الفشار بديلا عن المقرمشات المملحة غير الصحية. كذلك تم تدريب المثقفين الصحيين ومسئولي المقاصف المدرسية على تقديم المعلومات العلمية الخاصة بتلك البدائل الصحية وتحفيز الطلاب على انتهاج نمط غذائي صحي.
وتعاني مصر من عبء مزدوج من سوء التغذية والسمنة، أظهرت نتائج المبادرة الرئاسية للكشف عن سوء التغذية بين طلاب المدارس الابتدائية للعام الدراسى 2022/2021 انتشار فقر الدم بين الأطفال في الفئة العمرية من 6-12 سنوات بمعدل 17% تقريباً، كما يعاني حوالى 4.5% في نفس الفئة العمرية من التقزم بينما يعاني 12% من زيادة الوزن والسمنة.