900
900
الثقافةسياحه

شم النسيم .. عيد الربيع والحياة️

900
900

كتب / محمد مصطفى

شم النسيم عيد وحكاية تتجدد كل عام مع حلول فصل الربيع، حكاية عشق للحياة وتقدير لجمال الطبيعة.
فمع كل نسمة ربيعية تعانق أرض مصر، يزهر فرح عريق في قلوب المصريين، احتفالًا بعيد الربيع الذي أرتبط بموسم أو فصل الحصاد المعروف بأسم “شمو”، والذي يرمز إلى تجدد الحياة. هذا العيد المصري الأصيل، الذي يجمع بين عادات الماضي وبهجة الحاضر وتمتد جذوره في عمق الحضارة المصرية القديمة إلى ما يقرب من خمسة آلاف عام. حيث يعتبر عيد شم النسيم أحد أهم وأقدم الأعياد الشعبية في مصر القديمة التي توافق الربيع في نهاية شهر أبريل أو بداية شهر مايو، ويعود أصل هذا العيد إلى العصور المصرية القديمة. حيث كان المصريون القدماء يحتفلون ببداية فصل الربيع وعودة الحياة إلى الأرض بعد أنقضاء فصل الشتاء.

هذا ويعتبر عيد شم النسيم أحد أهم الأعياد الزراعية الكونية في مصر القديمة، واصطبغ بمرور الوقت بصبغة اجتماعية ذات صلة مباشرة بالطبيعة. فكان المصري القديم يرى في شم النسيم رمزًا لبداية الحياة الجديدة للطبيعة، وخصص له طقوس مميزة، فتخرج الأسر في بهجة وسرور إلى الحدائق والمتنزهات، ويستمتعون بجمال الطبيعة الخلابة، ويتناولون أطعمة تقليدية مرتبطة بالاحتفال بهذا العيد مثل (السمك المملح والبصل والخص ولحم الإوز والبيض) اعتقادًا منهم أنها تجلب لهم الصحة والبركة.

فكانوا يرون في البصل الأخضر رمزًا للنمو والتجدد، وفي السمك المملح رمز ذو أسباب عقائدية تنطوي على ‏أن الحياة ‏خُلقت من محيط مائي خرجت منه جميع الكائنات وأعقبه بعث للحياة‏، وفي تلوين البيض بألوان زاهية رمزًا للحياة الجديدة.

مع مرور الزمن، حافظ المصريون على عبق هذا العيد، فمع دخول المسيحية إلى مصر تزامنت المواعيد مع فترة الصوم الكبير فبدأ يُحتفل ‏بشم النسيم في اليوم التالي للعيد حتى يومنا هذا.‏
إن عيد شم النسيم هو عيدًا استثنائيًا يعطينا الفرصة للتجديد والاحتفاء بالحياة والتواصل مع تراثنا العريق ورمز لجمال مصر وعبق حضارتها التي لا تنضب.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى