نميرة نجم : بايدن يشتري أسلحة لإسرائيل من شركات أمريكية تقوم بتمويل حملته الإنتخابية الرئاسية
كتب : أحمد عبد الحليم
كشفت السفيرة د. نميرة نجم محام فلسطين وخبير القانون الدولي، مفاجأة أمس حول تواطؤ الرئيس الأمريكي جو بايدن لإطالة فترة الحرب لأكبر فترة زمنية، والإصرار علي إستمرار الحكومة الأمريكية في دفع نفقات إمداد و تسليح إسرائيل بالمُعدات و الذخائر والأسلحة في حربها علي غزة بشرائه الأسلحة من الشركات الخاصة الأمريكية التي تقوم بإنتاجها و صناعتها في الولايات المتحدة، و أن هذه الشركات الخاصة لتصنيع الأسلحة في أمريكا و التي تشتري منها الحكومة الأمريكية السلاح والذخائر تقوم الآن بتوسيع أنشطتها في أمريكا بعد الرواج و الازدهار الذي نالتها من أرباح توريد الأسلحة و المعدات لإسرائيل علي نفقات الحكومة الأمريكية، و فجرت السفيرة مفاجأة قائلة “إن هذه الشركات هي التي ستمول حملة الرئيس بايدن الرئاسية القادمة “و ان الحكومة الأمريكية قادرة علي إنهاء الحرب علي غزة فورا بوقف كل المساعدات العسكرية و الفنية والمادية الداعمة لإسرائيل لكنها لا تريد ؟”إن الجمعية العامة للأمم المتحدة ستصوت اليوم الخميس علي مشروع قرار يمنح فلسطين حقوق العضوية الكاملة كدولة من أعضائه، في سابقة لم تحدث من قبل بعد استخدام الفيتو الأمريكي ضد هذا القرار في مجلس الأمن جاء ذلك في لقاء مع السفيرة عبر مداخلة علي برنامج زوم برنامج ٩٠ دقيقة مع الإعلامي حسام الدين حسين بقناة المحور أمس .
و حول قرار الرئيس الأمريكي بايدن بتعليق شحنة قنابل لإسرائيل قالت السفيرة نجم ان الدعم الأمريكي لإسرائيل ليس له سقف، وما ورد علي لسان الرئيس الأمريكي بايدن قرار لم ينفذ حتى الآن بعد، ولم يأخذ دورته القانونية بأكملها داخل الولاية المتحدة حتى يتم تنفيذه ،وينصب فقط علي نوع واحد من الأسلحة الذي يشار أنهم لا يريدون أن تستخدمها إسرائيل ضد المدنيين، رغم أن كل الأسلحة الأخرى إستخدمت ضد المدنيين في غزة، و هذا الأمر من الواضح أنه قرار مؤقت لتهدئة الوضع الداخلي في أمريكا، ووصل المر لحد ان السيناتور ميتش مكونيل، زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ
وصف بايدن بأنه ينحني تحت الضغط السياسي من قاعدته الحزبية المناهضة لإسرائيل وهذا بسبب ما يحدث في مظاهرات الجامعات الأمريكية التي هي الأكثر تخوف منها في ظل الانتخابات الرئاسية المقبلة بأمريكا، فالخط الأمريكي واضح في حزبيه الديمقراطي و الجمهوري انه سيستمر في دعم إسرائيل، وما يحدث حاليا في أمريكا ما هو إلا تمثيلية ومسرحية هزلية داخل الولايات المتحدة يتم استخدامها لكسب الوقت، و لذلك حتى الآن التهديدات الأمريكية بعدم إقتحام إسرائيل رفح لم نرَ لها إي مدلول علي الأرض، وخرج نتيناهو يقول انه إسرائيل حصلت علي استقلالها تحت ضغوط أمريكية، وفي إطار عقوبات أمريكية، وبالتالي هم مستمرون للانتصار علي حماس، وأن أمريكا عليها التزام أخلاقي واستراتيجي لمد إسرائيل بالأدوات اللازمة للانتصار علي حماس، وحتى الآن الموقف الأمريكي لم يتغير من الحرب .
وأشارت السفيرة إلى انه قبل سيطرة إسرائيل علي معبر رفح من الجانب الفلسطيني وهو اخر شريان للحياة للشعب الفلسطيني، ووقف دخول المساعدات لغزة ، خرج علينا المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية وبمجرد أن أشار إلى أن هناك خطورة من المجاعة و جرائم الحرب التي تحدث في غزة، فخرج علينا الغرب و الولايات المتحدة بعد هذا التصريح بتهديدات واضحة له و كافة أعضاء المحكمة، وسبق للولايات المتحدة الأمريكية ان منعت المدعي العام السابق للمحكمة و أعضاء المحكمة الجنائيةً الدولية الوصول إلى الأمم المتحدة لإلقاء تقارير وعرضها علي مجلس الأمن بالمنظمة الأمم المتحدة.
و أوضحت السفيرة أن العمليات العسكرية كانت قد بدأت بالفعل ومستمرة في رفح ، لأنها ليست فقط الاقتحام الإسرائيلي البري الاخير لرفح، رغم أن الرئيس بايدن و زعماء آخرين حول العالم حذروا من العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح، و لكن القصف المستمر الجوي و الأراضي لرفع جزء من العمليات العسكرية ، و إغلاق المعابر في حد ذاته يؤدي إلى المزيد من تجويع الشعب الفلسطيني، وهذه مأساة حقيقية لأنه مستمر و لم يتوقف، و بمجرد أن صدر بسببه تعليق من المحكمة الجنائية الدولية مرتبط بما يحدث علي الأرض في غزة و احتمالية وقوع جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية، خرج علينا عدد من المسئولين الأمريكيين يشككوا في ولاية المحكمة في نظر الدعوى الخاصة بغزة، وفي نوع من أنواع القرارات “مذكرة اعتقال منتظرة ضد نتنياهو واثنين من مسئولين في حكومته ” التي قد تصدر عن المحكمة باعتبار ان قرارات المحكمة مشينة وغير قانونية وهددوا أعضاء المحكمة، بجانب ان هناك مشروع قانون أعده الحزب الجمهوري لمعاقبة المسئولين في المحكمة الجنائية الدولية كخطوة إستباقية في حال إذا ما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية قرار ضد المسئولين الإسرائيلي، و أنه سوف يتم تمرير هذا القرار و كأن هؤلاء و المسئولين في هذه المحكمة موظفين لدي الولايات المتحدة الأمريكية ، وهو ما يؤكد أن دعم الحكومة الأمريكية لإسرائيل لا حدود له.
و علقت السفيرة نميرة، أن الرئيس الأمريكي بايدن يقول إن إسرائيل حتى الآن لم تتعدى الخط الأحمر، والسؤال هنا ما هو الخط الأحمر وهناك أكثر من ٣٥ ألف مدني قتلوا في غزة نصفهم من الأطفال، و تم اكتشاف سبع مقابر جماعية حتي اليوم في غزة ، و الدمار الذي لحق بقطاع غزة في سبع شهور يتعدى ما حدث في الحرب الأوكرانية الروسية علي مدي أكثر من سنتين ونصف والتي تبلغ مساحتها ١٧٠٠ ضعف قطاع غزة فأين الخط الأحمر؟
و أفادت السفيرة نميرة نجم، أن إستهداف المدنيين الفلسطينيين مستمر ولم يتوقف وحتى الآن يبدو انه لن يتوقف لان حكومة نتنياهو لا ترغب في الهدنة وهذا وضح في كافة أنواع المفاوضات أنها لا ترغب في وقف هذه الحرب علي غزة ، والدعم الأمريكي المستمر لها يعني استمرار آلية الحرب رغم تخوف الحكومات الأمريكية بما يحدث في الداخل الأمريكي من مظاهرات في الجامعات الأمريكية والمحاولات حول العالم الآن لإجهاض الحركة الطلابية المناصرة للقضية الفلسطينية بمعاملات غير إنسانية للطلاب و القبض عليهم .
و ركزت السفيرة علي ان الحكومة الأمريكية تمول الحرب في غزة و لا تمولها بالمال فقط و لكن بالسلاح، والسلاح يأتي من مصانع سلاح أمريكية خاصة تشتري حكومة الولايات المتحدة منها هذه الأسلحة التي تمد بها إسرائيل، و هناك تقرير تظهر ان هذه المصانع بدأت بتوسيع حجمها وإنتاجها بسبب أرباحها الطائلة من مبيعات إنتاجها من الأسلحة للحكومة الأمريكية، وجزء من هذه الإرباح سيمول العملية الانتخابية القادمة للرئيس الأمريكي جو بايدن، ولذلك كافة التصريحات حول الهدنة و المحتجزين و التهديدات للمحاكم الدولية و رفض ما تصدره من قرارات و الفيتو الأمريكي ضد كل القرارات الخاصة بفلسطين في مجلس الأمن بمافيها انضمام فلسطين كدولة في منظمة الأمم المتحدة .
ومربط الفرس إذا توقف التمويل و الدعم الأمريكي لإسرائيل في غزة فستتوقف الحرب.
وأضافت نجم ان الجمعية العامة بالأمم المتحدة ستصوت اليوم علي مشروع قرار يمنح فلسطين حقوق العضوية الكاملة كدولة من أعضائه، في سابقة لم تحدث ذلك من قبل ، لان الإجراءات لم تكتمل لعدم قبول مجلس الامن عضوية فلسطين كعضو جديد بالمنظمة بسبب الفيتو الامريكي ، و في سابقة تعد الأولي من نوعها الان من المنتظر أن يخرج قرار من الجمعية العامة يمنح فلسطين حقوق العضوية الكاملة ، و قيل انه قرار تصويت علي عضوية فلسطين سيجري بشكل استثنائي و لن تستطيع الحكومة الامريكية و قفه لانها بالجمعية العامة ليس لديه تأثير غير تصويتها فقط ، فليس لديها غير صوتها مثل باقي الدول فلا يوجد فيتو بالجمعية العامة للأمم المتحدة، وبلا شك انه من المتوقع انه سيكون هناك حملة مضادة للقرار من الولايات المتحدة والداعمين لعدم التصويت لصالح القرار وهو قرار غير مسبوق، وإذا تم تمريره، قيل أنه سيكون قرار استثنائي و في حالة تمريره لن يكون سابقة يحتذي بها في مسائل اخري ولكنها تخص فقط الوضع الفلسطيني .
وعن تأخر صدور قرار مذكرة المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو و آخرين في حكومته قالت السفيرة كان من المفترض ان يصدر هذا القرار منذ عدة شهور سابقة و قد سبق لي ان طالبت وأشارت إلى الدول الداعمة لفلسطين من أعضاء المحكمة الجنائية الدولية بعزل المدعي العام الحالي للمحكمة لأنه هو السبب في تعطيل تحرك هذه الدعوى من المحكمة ضد اسرائيل ، ووضح عدم حيادته من بداية ألازمة حتى هذا اليوم مع كافة القرائن الموجودة أمامنا التي تبث علي كافة وسائل الأعلام بما يحدث من جرائم ضد الإنسانية ومن مقابر جماعية وجرائم حرب و تجويع اهل غزة و إغلاق المعابر و عدم وصول المساعدات الإنسانية وقتل و إستهداف المدنيين حتى وهم يحاولون الحصول المساعدات المقذوفة من البحر و الملقاة من الجو والمرسلة برا وهو ما يتضح منه وقوع شواهد علي وقوع جرائم ضد الإنسانية و جرائم حرب في غزة.