د. محمد كامل الباز يكتب : منتدي ” تكوين” هل ينجح فيما فشل فيه السابقين !!!
المتنور كائن غريب، يدعو للدهشة فعلاً، يؤمن باشياء وفق ما يقول ولا ينفذ منها شيئاً، يخترع بطولات وهمية لا نعرف عنها شيئاً، يؤرخ نضالا مزيفا لا يملك منه شيئاً؛
يصدع رؤوسنا هؤلاء المتنورون المثقفون بضرورة الحرية والعدالة، ينادون دائما بعدم القمع والظلم، يكرهون التحكم والفاشية وفرض الرأي بالقوة حتى لو كان هذا الرأي هو نص سماوى لا يقبل التعديل أو التبديل، لكن فجأة نجدهم يصمون آذانهم ويغضون أبصارهم عن كثير مما يحدث، يشاهدون ظلم الفلسطنيين فى غزة وقمع الغرب وتركهم اليهود يفعلون بالمستضعفين ما يحلو لهم ولا يحرك أحد منهم ساكنا، يمجدون الغرب ويسبحون بحمده، يعتبرونه مهد العدل والحرية، لكنهم لا يستطيعون نقده بكلمه عن تخاذله مما يحدث.
وجدت فى الأيام الأخيرة اجتماعات ومباحثات من رؤوس الحرية والتنوير كما يطلقون على أنفسهم وإلا فلا أعرف ما معني كلمة تنوير تلك!!… طرحنا عليهم السؤال عديد من المرات ولم نتلقي رداً، ربما فى الأمر سرا،
بعد تلك الاجتماعات استبشرت خيرا واعتقدت أن المثقفون والمتنورون تذكروا أخيراً أن لهم ألسنة لابد أن تتكلم عن الظلم والمعاناة التي يتعرض لها أهل غزة، توقعت مؤتمر وملتقي لمحاولة البحث عن مشاكل المضطهدين فى أرض الزيتون ومخاطبة العالم الدولي بالضغط على إسرائيل فيما ترتكبه من مجازر ولكن كما يقال، تمخض الجبل فولد فأرا؛
تقابل هؤلاء المثقفون لشىء واحد فقط و هو تدشين ملتقي هدفه مناقشة الثوابت فى الإسلام، تجمع المفكرون و شغلوا أوقاتهم، لموا شملهم، واتفقوا فيما بينهم من أجل معرفة هل نصوص الإسلام قابلة للنقد والمراجعة أم لا، تخيل أُناس أدباء وكتّاب، استيقظوا من نومهم وارتدوا ملابسهم، ركبوا سيارتهم واعلنوا على هواتفهم على حدث جلل!!
ليس دعم القضية الفلسطينية، ليس مهاجمة إسرائيل القاتلة وتوجيه الإتهام لها، لم يتوجهوا فى المنتدي لتوجيه اللوم للغرب الكاذب في دعمه للقتل والتشريد للشعب الفلسطيني، بل اجتمعوا على قلب رجل واحد لمعرفة هل الحجاب ضرورى!!
لماذا نتعلم السيرة النبوية!!
ما المانع والقيد فى شرب الخمر!!
لماذا نهاجم الشواذ …. إلخ
تناسوا كل مشاكل الأمة من حرب واحتلال، من قتل ودمار، من مشاكل إقتصادية وسياسية واسسوا منتدي ( تكوين) ليحارب هيمنة النصوص وعدم تقديسها؛
تصدقوا حياة الواحد اختلفت تماماً بعد المنتدي ده !!
المواطن اللى مش عارف يصرف على ولاده وياكلهم قلبه هيطمن لأنه هيروح يلاقي نخبة متجمعة بتعوضوا عن مشاكله دي أنها بتأكدلوا أن البخاري أحاديثه لا تصلح، الشاب اللى مش عارف يتجوز وحالته المادية صعبة ممكن ينسى الجواز ومستقبله ويدخل على منتدي تكوين عشان يغير مجرى حياته لما يسمع أن ترك الصلاة حرية شخصية !!
لك الله يا مصر ويا أمتنا العربية والإسلامية إذا كان حال مفكرينك هكذا!!
مفكرين ومثقفون يتكلمون فى كل شىء إلا مشاكل الناس، يعارضون الله فى أحكامه ولا يستطيعون مناقشة حاكم أو مسئول أو حتي مراجعته، دائما عندهم حرية النقد والتفكير مع الأمر الإلهي لكن مع الأمر البشرى تجد طاعة عمياء وأذن صماء؛
فى الختام أوجه رسالتي لذلك الجمع وأؤكد لهم أن ما فشل فيه السابقين من محاولة العبث والتغيير فى مفهوم الناس للنص السماوي لن ينجح فيه اللاحقون، وذلك لأن الدين له ربٌ يحمي؛
عندما وجدت هؤلاء المتنورين حمدت الله على خطة تخفيف الاحمال حتي تظل الكهرباء منقطعة ونحرم من هذا التنوير!!
فأحياناً يكون الظلام الدامس أشد وميضاً من النور الطامس.