المركز الثقافي القبطي ومؤسسة تأثير يطلقون ندوة “أرضنا مستقبلنا” لمُواجهة التصحر
كتب : أحمد عبد الحليم
عقد المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية ندوة “أرضنا مستقبلنا.. معًا نستعيد كوكبنا” بالتعاون مع مؤسسة تأثير للعمل البيئي، بمناسبة الإحتفالات باليوم العالمي للبيئة، وتضمنت محاضرة علمية للدكتور عبد المسيح سمعان، أستاذ الدراسات البيئية بجامعة عين شمس بجانب عرض أفلام وثائقية تناقش ظاهرة التصحر وخطورتها وكيفية مواجهتها.
وقال الأنبا أرميا، الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، إن المركز يحتفل كل عام باليوم العالمي للبيئة، لافتًا إلى أن إستعادة الأراضي المُتدهورة والسيطرة على الجفاف أمر ضروري، خاصة وأن الإنسان منذ أن وجد وهو يستغل الموارد الطبيعية لبناء الحضارة الإنسانية، مُوضحًا أن مظاهر إستغلال الإنسان للموارد زادت في النصف الثاني من القرن العشرين وأفسدت البيئة مع إختلال التوازن البيئي بفعل الإنسان، وتحولت الأراضي إلى صحاري لا قيمة لها، ويُعدّ التصحر من أخطر المشاكل البيئية التي صنعها الإنسان.
كما أشار الأنبا أرميا، إلى أن البيئة الجافة هشة جدًا وعُرضة لأي مشكلة بيئية، كما أن التصحر هو ظاهرة تدهور للأراضي في المناطق المختلفة نتيجة للأنشطة البشرية المُؤثرة على البيئة بشكل عام، لافتًا إلى أن الإحتباس الحراري وزيادة الإنبعاثات الكربونية أثر على شدة الظواهر المناخية العنيفة التي قضت بدورها على الطبيعة النقية.
ومن جانبه، أوضح الدكتور عبد المسيح سمعان، أستاذ الدراسات البيئية بجامعة عين شمس، خلال كلمته، أن البيئة تواجه تحديات كبيرة في ظل ظهور التلوث في شتى قطاعاتها، لافتًا إلى أن الفحم والبترول والغاز من المواد التي في طريقها للفناء فلا بد أن نهتم بإعادة التدوير، وذلك من حيث أن المنظومة البيئية تتضمن العديد من القطاعات والجهات وسُبل التعاون، فيجب أن ندرك جميعًا الدور المهم الذي يقع على عاتق كل منا حفاظًا على بقاء البيئة والإنسان، مُشيدًا بجهود مؤسسات المجتمع المدني ومنها مؤسسة تأثير في تعزيز ودعم تنفيذ خطة الدولة في الحفاظ على البيئة ومُواجهة تداعيات التغيرات المناخية.
وأكد الدكتورة سوسن العوضي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة تأثير للعمل البيئي، أن الإحتفال بيوم البيئة العالمي يوم وطني مهم نجدد خلاله الإشارة للأخطار التي تحيط بالبيئة وبحث سُبل المُواجهة، مُشيرة إلى أن الشعب المصري حريص على الحفاظ على البيئة منذ مصر القديمة، فمصر هي أول من عرف التنمية المُستدامة، وصور المصريين القدماء على المعابد خير دليل على إهتمامهم بالحيوان والنبات ومياه النيل.
وأوضحت «العوضي» خلال كلمتها، أن الشعب المصري يعيش على خيرات الطبيعة بشكل دائم، وأن المجتمع المدني له دور كبير في دعم جهود الحكومة لمُواجهة آثار التغيرات المناخية التصحر وغيرها من الظواهر التي تهدد بقاء الإنسان، مُشيرة إلى أن التصحر قضية بيئية حساسة تؤثر على بقاء البيئة والإنسان بشكل عام من خلال تهديد الأمن المائي والغذائي، وهناك بعض الدول تستغل تلك الأزمات على المستوى السياسي وتتصارع القوى على الموارد الطبيعة من أجل البقاء.
وأكدت رئيس مجلس أمناء مؤسسة تأثير للعمل البيئي، أن هناك سُبل لمُواجهة التصحر من خلال الزراعات المُقاومة للتصحر التي تبحثها مراكز البحوث الزراعية، لافتة إلى أن خطة مصر تشمل البُعد البيئي الذي يتم قياسه في كل المشروعات التي تبدأ من جديد، مُشددة على أهمية هدف عقد الشراكات بين المؤسسات الداخلية والخارجية والمجتمع المدني لنصل إلى التنمية المحلية المُتكاملة، مُشيرة إلى أن مؤسسة تأثير أطلقت مقياسًا للوعي البيئي والتغيرات المناخية لدى المواطنين، مُشيدة بالمجلس الوطني لتغير المناخ الذي يُدعم الملف بشكل كامل.