حنان البشلاوي تكتب : أنا فلاحة مصرية
انا فلاحة مصريه ولدت ونشأت في قريه أهلها طيبون متحابون كلها عائلات لهم جذور وأصول٠٠٠٠ أحب قريتي وانتمي لها٠٠٠ كبرت وترعرت في هواها النقي ومياهها العذبه ومساحات خضراء بامتداد البصر لا يوجد ما يحول دون النظر إليها.
٠٠٠٠ من أبرز سمات المجتمع الريفي هدوء الحياة وبساطتها٠٠٠ وبساطة اهله٠٠٠٠حياتهم خاليه من التكلف والتجمل٠٠٠كل منتجاتهم طبيعية لا يختلط بها هرمونات ٠٠٠٠يرتبط الريف المصري بنهر النيل برباط وثيق العلاقه بينهما ابديه ٠٠والشمس تداعب اهل الريف وتعطيهم بلا حدود وعلاقتهم توصف بالحميميه٠٠٠والمرأة في هذا المجتمع دورها لا يقل أهمية عن دور الرجل تدعمه وتسانده بقوه٠٠٠ فالاسواق التي تقام في الارياف البائعات بها فلاحات مصريات٠٠٠وهذه مهمه لا يستطيع الرجل منافستها لقوة تأثيرها على من يتعامل معها وحضورها الطاغي ٠٠٠٠هن لسن طاقه مهدره بل منتجه ٠ومن ابرز سماتهم ايضا٠٠٠ الرباط الأسري الذي قد يظهر في وقت التأزم وتلاحمهم وقت الخطر ٠٠يعاونون بعضهم بعضا يجاوز كل فرد حدود نفسه لينفتح على مجتمعه ويشاركه في الافراح والاحزان ٠٠فالتجاور المكاني خلق منهم رابطه حيوية عضويه مشتركه جعلتهم اسره واحده٠٠٠لهم خصائصهم التي تميز طبعهم ٠٠٠٠اهلها مكافحون الكثير منهم يعمل في ضيق ٠٠٠ اكداس التشاؤم تملؤهم من الداخل٠٠٠البعض منهم لا يتقن عمله ولا يكترث بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم( ان الله _ عز وجل _يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)
المجتمع الريفي يعاني من سلبيات واهمها ضعف إرادة التغيير والتطور فهم ما زالوا يعانون من ضعف إرادة التغيير والفوضي وتمسكهم بالتقليد الاجتماعي الذي ورثوه فهم يخضعون ويتمسكون بهذه التقاليد التي تمثل قيدا ولا تتماشى مع مبادئ الإسلام الواضحه وتنافي ظروف العصر٠٠٠٠ وبمقدورهم الاستفادة من مبادئه التي تدعو إلى التغيير والتطور لتواكب ظروف العصر ومحاولة استكشاف ما هو مجهول بثقة وبقدره فائقة في مواجهة التغيرات التى تطرأ على حياتنا حيث إن الكون بكل ما فيه خلقه الله خاضع للإنسان يطور فيه كيفما شاء حيث قال الله تعالى( وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه) قال تعالى ( أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) صدق الله العظيم وقول الرسول صلى الله عليه وسلم( أنتم أعلم بشئون دنياكم ) حديث الرسول صلى الله عليه وسلم واسع شامل لكل ما يتعلق بإصلاح المجتمع سواء كانت سياسيه ٠٠٠ اجتماعيه أو اقتصاديه ٠٠٠هذه دعوه وتوجيه من القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد وتأكيد لروح المنهج العلمي الصحيح الذي يدفع الانسان الى التغيير المحمود الذي يواكب العصر وفتح الباب واسعا أمام العقل ليستنبط ويتفهم ويستوعب ما يساعده على التغيير ٠٠٠٠اتمنى أن يحدث التغيير لكل افراد مجتمعي المجتمع الريفي باستخدام آلة التفكير حتى نستشعر فضل العقل لتزول غشاوة الجهل وان ندفع الجهل بالعقل والعلم حتى لا نكون عبئا على بعض وتجنب ان يتعرض احدنا لحرج.
والاراده وحدها لن تكفي لحدوث التغيير فهى مرتبطه بالاخلاق والاخلاق قد تكون فطريه ثابته لا تتغير ولا تتبدل قوله تعالى (فطرت الله التي فطر الناس عليها )٠ وأن لم تكن الاخلاق فطريه اكتسبوها وتمرنوا عليها حتى تصبح متأصله فيكم٠٠٠٠ وحيث قال الامام الغزالي (لو كانت الاخلاق لاتقبل التغيير لبطلت المواعظ والوصايا والتأديبات )٠٠٠ ولا تلغو عقولكم فالإسلام يرفض ذلك ٠ويرفض فصل الاخلاق عنه حتى لا تنتشر سلوكيات بعيده عن الاسلام والا كنتم آله مسخره في يد غيركم ٠٠٠٠الله أمرنا أن نعمل بالعقل الصحيح حتى ينسجم مع الشريعه الإسلامية ومسؤلا عما يصدر منه قال تعالى (كل امرئ بما كسب رهين) وأمرنا أن نتقن عملنا حفاظا على كرامتنا وان تكون الصحه والجمال والنظافة عنواننا واذا لم نكترث سنخسر كثيرا ٠٠٠الاسلام يدعو لمكارم الاخلاق (انما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق ) فهى روح الاسلام ومبدأ من مبادئه وتحقق الغايه من وجود الانسان وتظهر في سلوكه٠٠٠٠ ولضبط السلوك لابد من قوانيين للعقاب ولتقنيين الأخلاق ٠٠كنت اظن ان الخلق الفطري لدى امي المتمثل في طيبتها وجبرها للخواطر وعطاؤها اللامحدود سيجنبها السلبيات التي يعاتي منها المجتمع الريفي وخصوصا من يقدم لها خدمه بمقابل حددته امي لم يسبقها احد فيه ولكن هيهات هيهات ٠٠٠٠٠٠الانتهازية والاستغلال وضيق العقل٠٠ والحرمان الشديد ٠٠ وعدم إتقان العمل متأصل في نفوس بعضهن٠٠ والسبب ضعف الاخلاق وعدم احترام القانون ٠٠٠٠ وضعف مؤسسات التعليم٠٠٠٠ وغياب القدوه التي تمارس الاخلاق وتنشرها٠٠٠٠٠
أكره الإنتهازيه والإستغلال اللذان حرمهما الإسلام لذلك ظلي ثقيل علي من يقدم لي خدمه ولا يتقنها ٠٠٠٠٠مصدر حزن لهم ٠٠٠ولا يزيدهم وجودي الا إضطرابا٠٠ويظلوا يراقبوا مغادرتي القريه حتى يعودوا لإحتلال منزلي بكل وقاحة وبجاحه ٠