وزير التعليم العالي في لقائه بالصحفيين: الشراكة مع القطاعات الصناعية يمثل جزءًا أساسيًا لتطبيق التحالفات الإقليمية
جارى العمل لوضع رؤية جديدة لنظام إختيار القيادات الجامعية
كتبت_نورهان أحمد
عقد د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مؤتمرًا صحفيًا مع الإعلاميين بحضور د. عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي ونخبة من كبار كُتاب التعليم العالي ومحرري التعليم العالي بالصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية والمحطات الإذاعية، وإدارة الإعلام بالوزارة، وذلك على هامش فعاليات ورشة العمل التى نظمتها الوزارة بعنوان؛ “تفعيل التحالفات الإقليمية”
فى بداية اللقاء رحب الوزير بالإعلاميين، ونقل لهم تقدير الوزارة لدورهم الكبير في التوعية بقضايا التعليم العالي والبحث العلمي، معربًا عن سعادته باللقاء لتوضيح سياسات عمل الوزارة والرد على أي استفسارات تخص المرحلة المقبلة لتوضيحها للرأى العام ومشاركتهم خطة العمل.
وأكد الوزير إعطاء أولوية العمل للسياسات التنفيذية التي تتبعها الوزارة لتطبيق مبادئ الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030 التى أطلقتها الوزارة، وكذا تفعيل مبادرة “تحالف وتنمية”، مؤكدًا على التطبيق العملى والتنفيذى للإستراتيجية، موضحًا أننا حققنا العديد من الإنجازات فى تحقيق مبادئ الإستراتيجية وبخاصة “المرجعية الدولية”، والتوسع فى الشراكات مع المؤسسات التعليمية والبحثية الدولية ذات الأهمية، مشيرًا إلى العديد من الاتفاقيات التى تم توقيعها مع ألمانيا وفرنسا وإنجلترا وأهم الجامعات بهذه الدول.
وأضاف أن مصر تستضيف 20 فرعًا للجامعات الأجنبية، كما لفت إلى الإنجاز الذى حققته الجامعات المصرية بالتصنيفات الدولية ودخول العديد منها ضمن أفضل 1000 جامعة على مستوى العالم، وحتى إدراج أكثر من نصف جامعاتنا الآن بأكبر وأهم التصنيفات الدولية.
وأوضح د. عاشور، أن ورشة عمل “تفعيل التحالفات الإقليمية” تأتى فى إطار مبدأ “التكامل” بين المؤسسات التعليمية والصناعة، لافتًا إلى وضع نموذج منبثق من مفهوم التحالفات الإقليمية السبعة لتأسيس مركز بكل إقليم ومجلس تنفيذي يضم رؤساء الجامعات المشاركة بالتحالف، بالإضافة إلى إنشاء أربعة مراكز تخصصية، ووحدات محلية لإدارة وبناء المخرجات المستهدفة بالتنسيق مع المجلس التنفيذى لمبادرة “تحالف وتنمية”، والذى تم إطلاقه من جامعة القاهرة.
وأوضح أن العمل خلال المرحلة الأولى سيكون على بناء البرامج البينية النابعة من احتياجات الأقاليم، ونستهدف بناء 14 برنامجًا أكاديميُا وبحثيًا بمفهوم بيني يدعم الربط بسوق العمل وتشجيع بيئة الابتكار وريادة الأعمال.
وتابع الوزير أن عمل التحالفات يتم من خلال التوسع فى البرامج الدراسية البينية لربط الخريجين بسوق العمل، ووضع رؤية للبرامج المناسبة لكل إقليم، موضحًا أن تصميم البرامج البينية يُعد تحديًا كبيرًا ونحتاج لتعاون الجامعات والمراكز البحثية الدولية لإعدادها بشكل صحيح.
وأضاف د. عاشور أن البرامج البينية تعتبر ديناميكية وليست ثابتة وسيتم تطويرها بشكل مستمر طبقًا لاحتياجات كل مرحلة، لافتًا لتدريب كوادر من أعضاء هيئة التدريس على فكر هذه البرامج، وتم بالفعل تدريب 200 عضو هيئة تدريس.
وأشار د. عاشور إلى أن نهج الشراكة مع القطاعات الصناعية يمثل جزءًا أساسيًا لتطبيق التحالفات الإقليمية، مما يعكس رؤية إستراتيجية لجعل التعليم يرتبط بسوق العمل، موضحًا اهتمام الجامعات بالتعاون مع شركاء صناعيين لضمان تقديم تعليم يتماشى مع احتياجات السوق، مؤكدًا أن كل جامعة يجب أن يكون لها شريك صناعى لضمان تحقيق التكامل بين الجانب الأكاديمي ومتطلبات النجاح فى التوظيف بعد التخرج.
ونوّه الوزير إلى متابعة الوزارة للتوجهات الجديدة فى سوق العمل العالمي، للتوسع فى التخصصات العلمية المطلوبة، لافتًا إلى أن تقييم الجامعات العالمية الآن لا يتوقف عند حد المناهج الدراسية، ولكن يتضمن قياس قدرة خريجيها فى الحصول على فرص عمل بعد التخرج، وكذا تقييم مستواهم المهنى فى سوق العمل مقارنة بنظرائهم.
وأوضح د. عاشور، أن وجود نائب للوزير لشئون الابتكار يؤكد التركيز الكبير على تعزيز الإبداع والابتكار فى البحث العلمى، وكذا تشجيع ريادة الأعمال، مشيرًا إلى لقاءه مع العلماء المصريين المُدرجين بقائمة ستانفورد لأفضل 2% من العلماء بالعالم لحرص الوزارة على الاستفادة من خبراتهم، والتأكيد على تقديم الدعم للباحثين للوصول بمخرجاتهم البحثية لمرحلة التنفيذ الصناعى، منوهًا بإعلان مؤسسة السيفير أن 30% من الابتكارات والاختراعات يكون أساسها لباحثين مصريين، وتسعى الوزارة لتعزيز إمكانات الباحثين والمخترعين والمبتكرين لاستكمال ابتكاراتهم وتحويلها لمنتجات صناعية، وبخاصة الأبحاث العلمية التى تخدم أهداف التنمية المحلية.
وشدد الوزير على الاهتمام بجذب الطلاب الوافدين، تنفيذًا لتوجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لوضع مصر كوجهة تعليمية متميزة فى المنطقة، مشيرًا لإنشاء مدينة دولية للطلاب الوافدين، وتطوير المعاهد العُليا التابعة للوزارة وضمها للمنظومة، والتعاون مع بنك المعرفة المصري لتعزيز قدرات مؤسساتنا التعليمية، وكذا التركيز على الجانب الثقافى ودمج الطلاب من مختلف الثقافات والتعايش من خلال تجربتهم التعليمية فى مصر.
وأجاب الوزير عن تساؤلات الصحفيين بخصوص التنسيق لدخول الجامعات مؤكدًا اتباع القواعد المعمول بها لنظام التنسيق والمتفق عليها من المجلس الأعلى للجامعات، ويتم التقدم للجامعات الخاصة والأهلية والتكنولوجية بشكل مباشر مما سهل إجراءات التحاق الطلاب بها، مشيرًا إلى تراجع أعداد الطلاب الملتحقين بالقسم الأدبى بالثانوية العامة، وهو ما يعكس تغير نظرة المجتمع وإيمانه بالتخصصات العلمية الجديدة التى تعكف الدولة على التوسع فيها، وبخاصة المسار التكنولوجى، منوهًا إلى العمل فى ملف تطوير الكليات النظرية وتزويد الطلاب بها بالمهارات، وأضاف؛ لدينا أكثر من 30 مركزا للتوظيف بالجامعات لإكساب الطلاب مهارات سوق العمل.
كما تحدث د. عاشور إلى الصحفيين حول التعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بشكل دائم للربط بين التعليم المدرسى والجامعى، والمناقشة حول نظام السنة التأسيسة التى تهدف لمنح الطلاب فرصة للتأهيل واكتساب مهارات كافية لالتحاقهم بالقطاع المناسب فى الجامع، لافتًا لأنها تحتاج لتعديل قانونى وتقدم الوزارة بالتعديل المطلوب فى هذا الإطار.
وأجاب د. عاشور عن استفسارات الصحفيين حول استقلالية الجامعات موضحًا أن كل جامعة تمتلك من الموارد والإمكانيات الخاصة بها وكذا مخصصات موازنة الدولة ما يسمح لها بإدارة احتياجاتها على أكفأ وجه، وأكد أيضا على احترام قانون تنظيم الجامعات فيما يتصل بإدارة العلاقة بالجامعات، كما أوضح أنه جارى العمل لوضع رؤية جديدة لنظام اختيار القيادات الجامعية.