حنان البشلاوي تكتب : الكرم…الزهد… البخل …الشح
قال تعالي.٠( ولا يحسبن الذين يبخلون بما آ أتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامه ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير )آل عمران
قالي تعالي ٠((الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما أتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا )النساء
وقال سبحانه في مغبة البخل ٠((وأما من بخل وأستغني وكذب بالحسني فسنيسره للعسري وما يغني عنه ماله إذا تردى)
ومن أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم في ذم البخل قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ((الظلم ظلمات يوم القيامه واياكم والفحش فان الله لا يحب الفحش ولا التفحش واياكم والشح فان الشح اهلك من كان قبلكم أمرهم بالقطيعه فقطعوا وأمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالفجور ففجروا))
كان سعد بن ابي وقاص يامر بهولاء الخمس ويحدثهن عن رسول الله صلي الله عليه وسلم (اللهم اني اعوذ بك من البخل واعوذ بك من الجبن واعوذ بك من أرد الي أرذل العمر واعوذ بك من فتنة الدنيا واعوذ بك من عذاب القبر )
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( ما من رجل له مال لا يؤدي حق ماله إلا جعل له طوقا في عنقه شجاع أقرع وهو يفر منه وهو يتبعه ))
الآيات القرآنيه والاحاديث النبويه عن البخل والشح كثيره تحدث الله عنهما باستفاضة وبالتفصيل للتأكيد علي انهما رزيلتان ذميمتان ومشينتان وضد الايمان وضد الانسانيه ومكروهتان من الكافه قال صلى الله عليه وسلم ٠( خصلتان لا يجتمعان في مؤمن : البخل وسو الخلق )
الشح أشد من البخل حيث ان البخل هو ان يبخل الانسان على غيره وكريم على نفسه أما الشح…..فيبخل الانسان على نفسه وعلى غيره والاخذ ما في يد الغير والتظاهر بالفقر والعوز ويخفي نعم الله عليه …..الشح أعم و اشد من البخل …..وينشأ البخل عن الشح
البخل والشح عواقبهما وخيمه في الدنيا والآخره والآيات القرآنيه والاحاديث النبويه بينت ان الله أعد لهما عذاب مهين في الآخره والبخيل لا ينفعه ماله عند موته بل يكون هذا المال سببا في دخول النار قال صلى الله عليه وسلم ( لا يدخل الجنه بخيل ……………)
الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن زواج البخيل حيث قال ( لا تزوج البخيل ولا تعامله ) وأيضا حرصه على التعوذ منه في كثير من الادعيه ومنها اللهم اني اعوذ بك من البخل ………الى آخر الحديث )
وقال المارودي : ( الحرص والشح أصل لكل ذم وسبب لكل لوم لأن الشح يمنع من آدا الحقوق ويبعث على القطيعه والعقوق )
البخل مرض وليس له علاج …والبخيل بالمال حتما سيكون بخيل في مشاعره وعواطفه…..والبخل يحول الحياه الزوجيه لجحيم …..لذا فترة الخطوبه هى التي تظهر حقيقة من تقدم لخطبتها ان كان بخيل ام فقير اذا ثبت بخله اثناء فترة الخطوبه من عدة مواقف ٠٠ترفض الزواج منه دون تردد والتمادي في العلاقه مع البخيل يكلف الكثير صحيا ونفسيا لذلك حذرنا القرآن والسنه النبويه والا ئمه والعلماء من معاشرة البخيل والتعامل معه…. لانه شخص آثر الحياة الدنيا على الآخره ورفض الانفاق على من هو مسؤل منه ….وفي سبيل الله
البخل ليس في المال فقط ولكن له انواع متعدده منها بخل بالعلم وبخل بالطعام وبخل بالسلام وبخل بالجاه وبخل بالكلام وكل ذلك مرفوض شرعا ومرفوض اجتماعيا وانسانيا …..لذتك البخل يكرهه الله ووصفه بأنه من اقبح الصفات وارذلها ونهى عنه في كتابه العزيز بقوله ( ولا تجعل يدك مغلوله الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا)
وللبخل اسباب عده منها حب المال وعبوديته فالانسان بطبيعته مجبول على حب المال قوله تعالى ( وتحبون المال حبا جما ). (وانه لحب الخير لشديد )……وايضا ضعف اليقين بالله في عدم الاخلاف على كل منفق …فالبخيل لا يثق في وعود الله قوله تعالى (قل ان ربي يبسط الرزق لمن يشا من عباده ويقدر له وما انفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين )…..ومن اسباب البخل ايضا الخوف من الفقر ….
لذلك البخيل له عقوبه وعاقبه وسيعذبه الله بهذا المال المكنوز يوم القيامه وسيحرمه من الخير قوله تعالى (والذين يكنزون الذهب والفضه ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم .يوم يحمى عليها في نار جنهم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون )…..وسيعاقب الله البخيل بحرمانه من جواره يوم القيامه في الجنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :خلق الله جنة عدن بيده ، ودلى فيها ثمارها وشق فيها انهارها .ثم نظر فيها فقال : تكلمي فقالت : (قد افلح المؤمنون )فقال وعزتي لا يجاورني فيك بخيل “
هناك مسافه بين البخل والتبذير والفرق بينهم واضح ٠٠٠حيث ان الإسراف هو الانفاق فيما أباحه الله زائدا على ما ينبغي ونهى الإسلام عن الإسراف في سورة الأعراف قوله تعالى (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )
أما التبذير هو إنفاق المال في ما حرمه الله كشراء الخمر مثلا ٠٠٠وقد حرم الإسلام التبذير ووصف المبذر بأنه اخو الشيطان قوله تعالى في سورة الإسراء( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا )
الإسلام حرم البخل والشح والتبذير لأنهم صفات غير انسانيه وهم سبب في الوقوع في الإثم وسببا في تضييق الرزق وكراهية أقرب الناس لهم وهلاك أصحابه ونهى عن الإسراف الله لا يحب المسرفين ودعا للوسطيه في الانفاق فلا يكون الشخص مبذرا لأمواله ولا يكون بخيلا شحيحا بل ينفق حيث امر بالإنفاق ويمسك حيث أمر بالإمساك٠ ٠
وأكد علم النفس أن البخل والشح والتبذير والإسراف أصحابهم معرضين للخطر وغير سعداء خوفا من إنفاق المال وتنتابهم حاله من القلق المفرط تجاه المستقبل فيدخرون المال لتأمين حياتهم في المستقبل.