تمر السنوات بسرعه لم ندركها الا بعد فوات الأوان… فقد مر العمر دون هدنه او استراحه محارب حتى لو كانت استراحه مزيفه غير حقيقه نعطي بها امل فيما تبقى من الحياة ورغم كل شيء كان او لم يكن رغم التجارب والخبرة والعمل والانخراط في حياة لا راحه فيها ولا هدوء من مواجهه التحديات والطموحات مواجهه الصعاب التي لا محل لذكرها في هذه السطور…. الا انتي توقف لحظات لاتذكر نفسي وانا بنت العشرين…. ماذا تبقى مني وماذا افتقده عبر تلك السنوات من نفسي من بنت العشرين…. وسرحت بخيالي لاعود الي الوراء في رحلة قصيرة كباقي الرحلات التي عشتها وامضي فيها حتى آخر رحلة ووصول القطار لمحطته الأخيرة في العمر معلنا الوصول الأمن ولكنه ليس على النفس كذلك… توقفت… وسرحت… اطاحت بي الأفكار والخيال في حيرة لم اعهدها من نفسي وتسالت ” هل اشتاق لبنت العشرين” الحالمة الهادئة… الباسمة.. المتفائلة ماذا تبقى من أحلام وماذا فقدت خلال رحلتي القصيرة عبر الزمن.. كنت في سن العشرين اعشق الموسيقى والغناء والقراءة وكتابه القصص والشعر مثل بنات كتير في سني وقتها…. كان هناك حلم بشريك الحياة النص التاني الذي كان اهم ملامحه انه ” شبه بابا” رحمه الله عليه ولازالت اتمسك بهذا الحلم لأنني ابحث عن الشبه في الجوهر في الطباع في الفكر في الحنان.. في احترام المرأة وحريتها… لا اجهد نفسي في البحث او التحري… فقط انتظر واقيم واراقب… واحلل هكذا انا الان… كان والدي مؤمنا بالحب وان ما عليه الا اننا اصارحه بهذا الرجل اذا دق الحب بابي مؤكدا لي ان الحب أجمل قيمه في الحياة ولا داعي ان نداريها او نخاف منها… طالما كانت في النور وأمام الاهل… وعلى مر السنوات كان هناك رجال ولم يكن هناك فرسان… والان مع مرور السنوات لازالت اكتشف في نفسي شيئا جديدا لم أكن اعرفه كان هناك في أعماقي… في مكان لا أعرفه ولم افتش يوما عنه…. تغيرت الأحلام والطموحات بقدر الآلام والمواقف والتجارب العملية والحياتية بقدر ما تقابل من شخصيات حيه وبها روح وشخصيات ميته بلا ضمير او قلب… فتترك في نفسك أثر او يكون جرح او حتى تعيش تجارب ناس لم تكن طرفا فيها ولكنك كنت شاهدا عليها بحكم العمل أو القرابه…. احتار في نفسي… احتار في ذلك المشوار ودائما اقول لنفسي ساموت وانا اضحك بصوت مرتفع… أصبحت أكثر نضجا واكتر هدوء على الرغم من هذه شخصيتي الا اننا الان في مرحلة جديدة… نظرتي وتقيمي لمعنى الرجل اختلف عن ما سبق ارتبطت الرجولة بالأفعال فلا تهمني الأقوال على الإطلاق الرجال أفعال مواقف… الحب لا يحتاج إلى كلمات فكما قالوا قديما ” الصب تفضحه عيونه” ولكن على الصب ان يقدم دلائل وبراهين على حبه… الرجل هو الضهر والسند والونس هو واحه الأمان التي لا استغناء عنها ولا بديل…. هو الأمن الذي تستحيل بدونه الحياة… ولكنني دائما لا ابحر في رحلة بحث عبر الزمن…. فكل شيء مقدر… أصبحت اشتاق الي بنت العشرين ولكنني لازالت تلك الفتاة الحالمة المؤمنه بموهبتها التي تعيش رحلة عبر الزمن مع أبطال الرحلة الذين يتغيرون ويتبدلون كلا حسب دوره في رحلتي ولكنني على يقين اننا أدين بكل الفضل لأبطال الرحلة لأنهم جعلوني انا… تلك المرأة التي تخط بقلمها سطور عن بنت العشرين…
الخميس 30 أغسطس ٢٠٢٤.