فى خامس أيام ملتقى تصوف البودشيشية: امتلاك المسلمين لأدوات التقنية واجب العصر.. لصالح الإنسانية
رسالة المغرب: مصطفى ياسين
شهدت فعاليات اليوم الخامس من جلسات الملتقى العالمي للتصوّف، فى نسخته التاسعة عشر، تحت الرعاية الساميّة لجلالة الملك محمد السادس- حفظه الله- والذى تعقده مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية، هذا العام تحت عنوان “التصوف ومآل القيم في زمن الذكاء الاصطناعي”، محاضرات ومداخلات أتفق اصحابها على ضرورة اقتحام المسلمين لمجالات التقنية الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، وتسخيرها لخدمة الدين والإنسان، حتى لا يستخدمها أعداء الأديان والإنسانية لأغراض الشيطان.
وكالعادة، شهدت الجلسات فقرات إنشاد بوصلات الذكر والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، فى شهر الفرح والسرور بمولده الكريم، فأبدع كبير منشدى الإذاعة والتلفزيون المصري الشيخ محمد علي جابين.
وكان الجميع في كنف العارف بالله مولاي د. جمال الدين القادري بودشيش- رضي الله عنه- وحضور بِشَارة العارفين سيدي د. منير القادرى- رئيس مؤسسة الملتقى، مدير المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، نائب الطريقة القادرية البودشيشية، حيث اكتظت قاعة المؤتمرات الكبرى بالحضور الدولى من مختلف أنحاء العالم، وأنشد الجميع بصوت ولغة واحدة الذكر والصلوات على خير البرية.
فتحدثت د. ماجدولين النهيبي، الأستاذة بكلية علوم التربية بالرباط، عن التراث الصوفي وبعده التربوي، وكيف أن التصوف له دور كبير وهام في تربية النشء وتعريف الشباب بالأدوار الواجبة عليهم في مجتمعهم تجاه أسرهم والبيئة التي يعيشون فيها.
الحضرة الصوفية
وتناول د. زكريا اليوسفي “الحضرة الصوفية في وسائل التواصل الاجتماعي، عرض وتقويم”، مشيراً إلى الدور المهم للحضرة الصوفية وكيف أنها تجعل هناك حالة من الروحانية للمريد والفقير السالك لطريق أهل الله.
وحذر د. عبدالعزيز فيلالي، الأستاذ والباحث في الأدب والتصوف، من خطورة الذكاء الاصطناعي على الإنسان وإنسانيته.
وأشارت م. سلمى البركى، المهندسة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، إلى النظم المعمارية والهندسية فى مساجد المغرب وكيفية تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمتها.
وعرف د. ياسين بن روان، عضو المجلس العلمي المحلي بالعيون، بـ”الذكاء الاصطناعي ودوره في التعريف بالقيم الدينية والوطنية عند متصوفة الصحراء المغربية”، فى حين أشار د. دجاكايت عصمان، الأستاذ الجامعي بدولة مالي، إلى العلاقة التكاملية بين التربية الصوفية والذكاء الاصطناعي، واستعرض د. السيد محمد الحميدي ،الأستاذ الجامعي بدولة ليبيا، بتطبيقات الذكاء الاصطناعي وأثرها في مفهوم التربية، وقدم د. خالد شيات، الأستاذ بالقانون الدولي في المغرب، توضيحاً للذكاء الاصطناعي في ميزان الاستخلاف.
من جانبه، قال د. عبد اللطيف القادري، عضو صوفية مالي، إن الملتقي يستقبل كل الصوفيين في العالم من أجل التباحث والتشاور حول مختلف القضايا التي تهم مجتمعاتنا الإسلامية، وما يفرض نفسه الآن هو التصوف في زمن الذكاء الاصطناعي.
وجاءت أحداث الجلسة الثانية عشر، برئاسة د. فوزى الصقلى، مدير مهرجان الثقافة الصوفية، بفاس، مطالبة بوضع أخلاقيات للذكاء الاصطناعي بين تحديات العصر وآفاق التطوير، فأكدت د. أسماء المصمودى، الباحثة بمركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذاهب والعقيدة والسلوك، على أثر التصوف فى تحصين القيم الإنسانية زمن الذكاء الاصطناعي.
وأشار د. عمر مرانى علوى، الباحث في التصوف، إلى أهمية القيم الروحية كسبيل خلاص للإنسانية فى زمن الهيمنة الرقمية. فى حين أكد د. الحنفى دها، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة نواكشوط العصرية بموريتانيا، أهمية التمسك بالقيم والأخلاق فى زمن الذكاء الاصطناعي.
ونفس التأكيدات جاءت على لسان د. ثريا أيوش، د. مارك لوبليشكى، د. سكينة السماحلى.
ويستمر الملتقى فى تنظيم فعالياته غدا الاثنين، ليختمها بليلة المولد التي تستمر حتى صلاة الفجر، وتشهد حلقات الذكر والمديح.