900
900
مقالات

لذة العطاء….

900
900

بقلم / مروة الكفراوي

يعتبر العطاء من أغلى المشاعر الإنسانية، ولا يتميز به إلا كل من يحمل رُقياً في خلقه ومشاعره. فالإنسان المعطاء لا يتمتع بالبخل، ولا بالمن، فهو يطي دون حساب، ولا يتوقع المقابل من أحد يعتبر العطاء واحداً من أجمل الصفات التي تتواجد عند الإنسان، فهو يُساعد على زيادة المحبة والآلفة بين الناس وعلى التخلص من مشاعر البغض والكراهيّة
العطاء الحقيقي هو أسمى صفات علو النفس، حيث يأثر الشخص الغير على نفسه، ويحاول أن يعطيه ما هو في حاجة إليه دون النظر إلى حاجته ومتطلباته، ويجازي الله المعطين خير الجزاء على ما قدموه من بذل وجهد وإيثار في سبيل حاجة الناس، كما يحب الناس من يعطي عطاء حقيقي بدون رياء أو تكبر مما يزيد من السلام الداخلي بقلبه.
“المعطي” اسم من أسماء الله الحسنى، والمعطي سبحانه هو الذي أعطى كل شيء خلقه وتولى أمره ورزقه في الدنيا والآخرة، وقد قال الله تعالى عن موسى عليه السلام وهو يصف عطاء الربوبية: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى}
لا يقتصر العطاء على الصدقات وبذل المال أو دعوة الناس إلى موائد الطعام، ولكن يشمل مساعدتهم على تجاوز مشكلاتهم وهمومهم أو معالجة أمراضهم العضوية والنفسية دون الطمع في مقابل أيا كان نوعه، ماديا أو معنويا، علاوة على استقبال الناس بطيبة وبشاشة. كذلك يوصف بالعطاء من قدموا للناس فكرًا نافعًا، أو فنًا مفيدًا، أو علمًا وكان له تأثيره في راحة الناس أو في علاجهم أو في تعمير الأرض. ولا أقصد العلم أو الفن الذي أسئ استخدامه كل أولئك كان في حياتهم عنصر العطاء، كل في تخصصه.
وفي هذا الخصوص، قال – عليه الصلاة والسلام -: «إِنَّكُم لَن تَسَعُوا النَّاسَ بِأَموَالِكُم، وَلَكِنْ يَسَعُهُم مِنكُمُ بَسطُ الوَجهِ وَحُسنُ الخُلُقِ». وعلاوة على ذلك دعا المصطفى – عليه الصلاة والسلام – إلى ما هو أشمل وأعم من ذلك وهو محبة الخير للآخرين، حيث قال – صلى الله عليه وسلم – في الحديث المتفق عليه: «لا يُؤمِنُ أَحَدُكُم حَتى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفسِه ».
فالحياة منذ بدايتها حتى نهايتها مزيج من المواقف الإنسانية التي يتفاعل فيها بمشاعره ويعبر عنها بصدق كما أن عالمنا مليء بالمتناقضات إلا أن الخير ما زال موجوداً داخل بعض النفوس الطيبة تمنحه بكل الحب للآخرين فلا نيأس ما زالت هناك نفوس تحمل المشاعل والقناديل لتضيء أمام غيرها الدروب .. نفوس تحرص على مد يد العون والمساعدة دون انتظار كلمة شكر واحدة
فليس هناك ما يريح النفس أكثر من أن ترسم ابتسامة على شفاه ظلت عابسة طويلاً.
وليس أعظم من أن تبعث النور في عيون طالما نظرت للدنيا بعدسات مظلمة
وليس أسعد من أن تزرع الأمل في نفس إنسان قد يئس من الحياة
وليس أروع من أن تأخذ بيد تائه ظل يتخبط في خطواته وتوصله إلى طريق الحق والصلاح
كونوا مثل الشجر يرميهم الناس بالحجر فيرمونهم بأحسن ثمار
أزرع جميلا ولو فى غير موضعه … فلا يضيع جميلا اينما زرعا ..ان الجميل وان طال الزمان بيه فليس يحصده الا الذى زرعه

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى