900
900
بيئة

وزيرة البيئة تستعرض لسفراء مصر أهم قضايا البيئة والمناخ

900
900

كتب : أحمد عبد الحليم

التقت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، بعدد من سفراء مصر الجدد قبيل سفرهم لتولى مهام البعثات الدبلوماسية المصرية في الخارج، وذلك ضمن برنامج الدورة الخاصة بإعدادهم.

أعربت الدكتورة ياسمين فؤاد عن إعتزازها بلقاء سفراء مصر الجدد بالدول المختلفة، كفرصة جيدة لعرض الملفات الخاصة بالعمل البيئي، والتي تتداخل مع ملفات التنمية والعمل السياسي متعدد الأطراف، مما يتطلب ضرورة تكوين خليفة متكاملة لدى سفراء مصر بالخارج حول أبعاد قضايا البيئة والمناخ وموقف مصر الوطني والإقليمي والدولي منها، مشيدة بالتعاون الممتد والمستمر بين وزارتي البيئة والخارجية في دفع ملفات البيئة والمناخ.

وإستعرضت الدكتورة ياسمين فؤاد، العلاقة المؤسسية بين وزارة البيئة وأجهزتها التنفيذية، وتاريخ تأسيسها ودورها على المستوى الوطني والدولي، حيث كانت مصر من الدول السباقة في العمل البيئي الذي بدأ في ١٩٨٢ من خلال هيئة حماية الطبيعة، وكانت من أوائل الدول التي أنشأت نظام مؤسسي قوي للتعامل مع ملف البيئة، ونقل الخبرة المصرية فيه للدول العربية والإفريقية، للوزارة ذراعان أساسيان هما جهاز شئون البيئة وجهاز تنظيم إدارة المخلفات.

وأشارت وزيرة البيئة، إلى ملف تغير المناخ باعتباره من القضايا المهمة ذات الصلة بالبيئة، خاصة منذ استضافة مصر لمؤتمر المناخ COP27 في ٢٠٢٠، حيث شهد ملف المناخ تغيرات كبيرة منذ ٢٠١٥، مع صدور اتفاق باريس، تزامنا مع رئاسة مصر لمجلس وزراء البيئة الأفارقة ولجنة رؤساء دول وحكومات إفريقيا للمناخ، فكانت مصر أول دولة تهتم بتوحيد الصوت الأفريقي في مؤتمرات المناخ، ورفع المطالب الأفريقية بإطلاق المبادرتين الإفريقيتين للتكيف والطاقة المُتجددة، وإستمرار العمل عليهما من أجل مصلحة القارة.

ولفتت وزيرة البيئة إلى أهم التحولات في ملف المناخ في الفترة الأخيرة ومنها على المستوى الدولي تنصل الدول المُتقدمة من التزاماتها فيما يخص توفير تمويل المناخ، وأيضًا إلتزام المسئولية المشتركة متباينة الأعباء، وصعوبة موقف الدول النامية في ظل تحديات التنمية، وأيضًا موقف الدول العربية والإفريقية من بعض القضايا المُتعلقة بالمناخ ومنها التخلص من إستخدام الوقود الأحفوري، مُشيرة إلى دور وزيرة البيئة مُمثلاً عن مصر والدول النامية في مؤتمر المناخ القادم COP29 بأذربيجان في تسهيل مُفاوضات الهدف العالمي لتمويل المناخ، حيث مثلت وزيرة البيئة الدول النامية في مفاوضات تمويل المناخ على المستوى الوزاري منذ ٢٠١٨ حتى الآن.

وأكدت وزيرة البيئة، أن من مُكتسبات إستضافة مؤتمر المناخ COP27 على المستوى الدولي والإفريقي، إنشاء صندوق خاص للخسائر والأضرار لتوفير تمويل للخسائر والأضرار للدول الضعيفة المُتضررة بشدة من الفيضانات والجفاف وغيرها من الكوارث المناخية، ويُمثل مصر في مجلس إدارة الصندوق السفير محمد نصر من وزارة الخارجية، إلى جانب رئاسة مصر لأكثر من جلسة وحوار لبرنامج عمل شرم الشيخ للتخفيف 2024-2023، وتعيين مصر بعضوية المجلس الإستشاري لمركز وشبكة تكنولوجيا المناخ عن المجموعة الإفريقية للمفاوضين AGN، وصدور عدة قرارات بشأن تمويل المناخ بتعهدات مالية بملايين الدولارات بالتركيز على التكيف والدول الأقل نموا، وزيادة صناديق موضوعات المناخ.

وأوضحت وزيرة البيئة، دور مصر في إستكمال العمل المناخي في برنامج عمل جالسكو – شرم الشيخ بشأن الهدف العالمي للتكيف GGA، وصولا لإعتماد إطار الإمارات العربية المتحدة للتكيف مع تغير المناخ العالمي، وإنشاء مركز التميز الإفريقي للمرونة والتكيف مع تأثيرات تغير المناخ وإستضافته في مصر بالتعاون مع وكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية (النيباد NEPAD ) بهدف المُساهمة في تزويد إفريقيا بالقدرة اللازمة على المرونة والتكيف لتطوير قطاعتها الإنمائية بطريقة مستدامة.

وتحدثت الدكتورة ياسمين فؤاد، مع السفراء الجدد عن بعض المفاهيم والمُصطلحات الخاصة بالمناخ التي سيتعرضون لها خلال مهمة عملهم، ومنها الحفاظ على هدف ١.٥ درجة ارتفاع في الحرارة على الأرض، وصافي صفر إنبعاثات، الحياد الكربوني، والسوق الطوعي للكربون، وضرورة معرفة إبعاد تلك المفاهيم بوضوح والتي قد تؤدي لإلتزامات جديدة في خفض الإنبعاثات، خاصة وان مصر تنتج اقل من ١٪ َم إنبعاثات العالم في مقابل ٤٥ ٪ تنتجها الدول العشرين الكبرى.

كما تحدثت وزيرة البيئة، عن الإنجازات التي نتجت عن إستضافة مؤتمر المناخ COP27 على المستوى الوطني، ومنها تحديث خطة المُساهمات الطوعية المُحددة وطنيا مرتين، الأولى في عام 2022 والثانية في سبتمبر 2023، ويتولى المجلس الوطني للتغيرات المناخية برئاسة السيد رئيس مجلس الوزراء إتخاذ القرار فيما يخص التحديث الجديد للخطة، كما يجري العمل على تحديد إحتياجات مصر لمُواجهة تأثيرات تغير المناخ على العديد من المناخي مثل الشواطئ والمياه المحاصيل الزراعية، وترجمتها في مُتطلبات تمويلية يتم طلب الحصول عليها من صندوق الخسائر والأضرار، وأيضًا تكوين لجنة علمية لرصد ظاهرة التغير المناخي وارتفاع منسوب سطح البحر المتوسط، ووضع خطة عمل حوكمة العمل المناخي في مصر لتحقيق هدف زيادة كفاءة إدارة ملف تغير المناخ، حيث يتم إنشاء إدارات لتغير المناخ في الوزارات المختلفة بدأت بوزارات البترول والكهرباء والزراعة، وتوفير التدريب اللازم لها.

وفيما يخص تعزيز الإستثمار البيئي والمناخي في مصر، أشارت وزيرة البيئة، إلى تطوير الخطة الوطنية الإستثمار المناخي بعد الإعلان عنها بمؤتمر المناخ COP27، بهدف جذب التمويل المناخي خاصة في قطاعات: المياه والزراعة، باعتبارها من أولويات التكيف في مصر، والعمل على عدد من المُبادرات التي تم إطلاقها في المؤتمر وأهمها مبادرة المياه AWARE، ومُبادرة الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام FAST بالتعاون مع وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة، ومبادرة تعزيز الحلول القائمة على الطبيعة لتسريع التحول المناخي ENACT بالتعاون مع الجانب الألماني ومشاركة ٧٠ دولة.

كما أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، حرص الوزارة على تعزيز الفرص الإستثمارية في موضوعات البيئة، من خلال تسهيل إجراءات الحصول على الموافقات البيئية للمشروعات المختلفة، والتيسير على المُستثمرين بإصدار قرار بتخصيص مُمثلين عن وزارة البيئة في هيئة التنمية الصناعية لإستصدار الموافقات البيئية في ٧ أيام عمل، وأيضًا إعداد دليل إرشادي للإشتراطات البيئية بالمشروعات المختلفة للحصول على الرخصة الذهبية وذلك لتعريف المُستثمر بتلك الإشتراطات لمراعاتها أثناء التنفيذ، إلى جانب إعداد الأدلة الإرشادية للإستثمار في السياحة البيئية.

وأضافت وزيرة البيئة، أن الإستثمار في المُخلفات الزراعية يعد من المجالات الواعدة، حيث تنتج مصر ٤٢ مليون طن مُخلفات سنويا، يتم حصر فرص الإستثمار في هذه المُخلفات والمواد التي يمكن أن تنتج عنها كمواد خام للصناعة والمواقع المناسبة في المحافظات المختلفة، إلى جانب فرص الإستثمار في مُخلفات البناء والهدم، وفرص الإستثمار في المُخلفات الطبية في المحافظات المختلفة، وأيضًا إنشاء المدينة المُتكاملة للمُخلفات بالعاشر من رمضان على مساحة ١٢٠٠ فدان.

وأوضحت وزيرة البيئة، أن مصر تبنت فكرة السوق الطوعي للكربون في مؤتمر المناخ COP27، حيث أطلقه السيد رئيس مجلس الوزراء من خلال البورصة المصرية للتيسير على الشركات التي تحقق خفضًا في الإنبعاثات إمكانية الإستفادة إقتصاديًا من هذا الخفض.

وشددت وزيرة البيئة، على دور السفراء في تعزيز جذب فرص الإستثمار البيئي والمناخي لمصر من خلال عرض رؤية واضحة عن الوضع الحالي من توافر إطار وتشريعي وقانون منصف يحفز إشراك القطاع الخاص وبنية تحتية جديدة ساعدت على تعزيز مناخ العمل والإستثمار.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى