وزيرة البيئة تشارك في الإجتماع الوزاري الأول لمُبادرة الشرق الأوسط الأخضر
كتب : أحمد عبد الحليم
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، أن مُبادرة الشرق الأوسط الأخضر جاءت لتسليط الضوء على أبرز التحديات المناخية التي تواجه المنطقة، وتلقي الضوء علي أهمية مُكافحة التصحر وإعادة تأهيل الأراضي وإصلاح النظم البيئية المختلفة، وبالأخص في المناطق شديدة الحساسية للتصحر والجفاف مثل المنطقة العربية وإقليم الشرق الأوسط، لذا تُعدّ المُبادرة منصة بيئية مشتركة تعزز التعاون بين كافة الأطراف المعنية لتسريع الحفاظ علي النظم البيئية وإعادة بناء المُتدهور منها، والذي أصبح اليوم ضرورة مُلحة ولم تُعدّ ترفًا يمكن للبشرية إغفاله، حيث أن الأخطار المُترتبة علي إهمال هذا التوجه تؤدي إلي تعريض البشرية بالكامل إلى إضطرابات و صراعات قد تصل إلي تهديد الأمن والسلام العالمي بحلول عام 2050.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتورة ياسمين فؤاد، في الدورة ٣٥ لمجلس وزراء البيئة العرب والإجتماع الوزاري الأول لمُبادرة الشرق الأوسط الأخضر، بالمملكة العربية السعودية، بحضور المهندس عبد الرحمن الفضلى وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي وعدد من وزراء البيئة العرب، وإستعرضت وزيرة البيئة خلال كلمتها مجهودات الدولة المصرية لإستعادة النظم البيئية ومُكافحة التصحر، تلك المجهودات التي مهدت الطريق في كافة المحافل الإقليمية والدولية للربط بين الموضوعات البيئية العالمية وبعضها البعض، ليكون موضوع وقف تدهور الأراضي والتصحر في قلب عملية التنمية وأيضًا في قلب مُواجهة التحديات البيئية.
وأضافت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، أن مصر كانت سَبّاقة في عام 2018، أثناء إستضافتها لمُؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي COP14، بتصميم مُبادرة للربط بين إتفاقيات تغير المناخ والتنوع البيولوجي والتصحر، والتي ولدت معًا لدفع عجلة التنمية المُستدامة على كوكب الأرض، كما أطلقت مصر أيضًا أثناء إستضافتها لمُؤتمر المناخ COP27، مجموعة من المُبادرات الدولية منها “مبادرة الغذاء والزراعة من أجل التحول المُستدام FAST “ و مُبادرة “التصدي بشكل مُتسق لفقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ وتدهور الأراضي والنظم البيئية باستخدام النهج القائم على الطبيعة” ومبادرة ” العمل من أجل التكيف في قطاع المياه والقدرة على الصمود للتغيرات المناخية “AWARe “ ، إلى جانب صياغة هدف خاص وهو إستعادة النظم البيئية ضمن الإستراتيجية الوطنية للمناخ 2050، ونظام الإدارة المُستدامة للأراضي.
وسردت وزيرة البيئة، أن الجهود التي تبذلها الدولة المصرية على المستوى الوطني لتحسين الوضع البيئي مع جهود خفض إنبعاثات الإحتباس الحراري ومنها التشجير ضمن تحقيق إلتزاماتها الدولية، الأمر الذي يتضح من خلال تنفيذ عدد من الأنشطة في مجال التشجير لتحسين نوعية الهواء ومكافحة التصحر والإحتباس الحراري، ومنها تنفيذ مُبادرة رئيس الجمهورية لتشجير محافظات الجمهورية تحت شعار ” اتحضر للأخضر”، وتنفيذ مُبادرة ١٠٠ مليون شجرة لزيادة الغطاء الشجري، وكذلك الإجراءات الصارمة التي تتبناها الدولة المصرية لوقف التعدي علي الأراضي الزراعية، وإستنباط الأصناف النباتية المُتحملة للجفاف، وتدشين المشروع الوطني لإنتاج البذور وتحويل نظم ري الأراضي الزراعية من طرق ري قديمة إلي طرق ري حديثة، وإنشاء محطات التحلية في ربوع مصر والتي وصلت حوالي ٦٠ محطة، وتبنى المشروعات القومية مثل مشروع المليون ونصف مليون فدان ومشروع الدلتا الجديدة، وغيرها من المُبادرات والإجراءات التي جاءت مُبرهنة على سياسة الدولة المصرية قيادة وشعبا على زيادة المسطحات الخضراء، والعمل باحترافية مع الطبيعة للحفاظ عليها، لافتةً إلى أن تلك المُبادرات تتسق في مُجملها مع الأهداف المُنشودة لمُبادرة الشرق الأوسط الأخضر، الأمر الذي شجعنا على تأييد تلك المُبادرة وإعتبارها إستكمالاً للجهود المبذولة من الدولة المصرية ولدورها الرائد في المنطقة.
وفى نهاية كلمتها أكدت وزيرة البيئة، على تأييد مصر الكامل تحت قيادتها السياسية الداعمة دومًا للحفاظ على البيئة لهذه المُبادرة الطموحة والذي يُبرهن على تأييد مصر لتلك المُبادرة إستضافتها للقمة الثانية للمُبادرة خلال مؤتمر الأطراف للتغيرات المناخية COP27، لافتةً إلى أن تلك المُبادرة تُعدّ منصة هامة لتبادل الخبرات وقصص النجاح والدروس المُستفادة في إطار من التعاون الإقليمي مُتعدد الأطراف، والتي نأمل من خلالها وضع خارطة طريق للربط بين قضايا التغير المناخي والتحديات البيئية التي تواجه إقليمنا العربي والإفريقي مع أهمية الربط بين هذه القضية والقضايا الأخرى الدولية وخاصة قضية التصحر.
وقد توجهت الدكتورة ياسمين فؤاد، بخالص الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية الشقيقة ، وللمهندس عبد الرحمن الفضلى وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي على كل ما يتم بذله من أجل النهوض بالعمل البيئي المُشترك على كافة المستويات الإقليمية والعالمية لتدعيم وترسيخ أواصر التعاون والإرتقاء بالطموحات المناخية العالمية من خلال العمل التشاركي لمُواجهة التحديات البيئية والمناخية التي تشهدها المنطقة والعالم بأسره.
جديراً بالذكر، أنه تم الإعلان عن “مُبادرة الشرق الأوسط الأخضر” في القمة المُنعقدة في الرياض بتاريخ 25 أكتوبر 2021، التي ترأسها صاحب السمو ولى العهد السعودي وشاركت فيها وزيرة البيئة وما يقرب من 35 دولة ومنظمة وهيئة دولية وإقليمية، والتي تهدف إلى حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي ومُواجهة التحديات البيئية في منطقة الشرق الأوسط من إرتفاع درجات الحرارة وإنخفاض نسبة الأمطار وإرتفاع الغبار والتصحر، حيث أشارت تلك المُبادرة إلي ضرورة مُكافحة تلك التحديات التي تهدد المنطقة إقتصاديًا.