رؤية نقدية – مرڤت حسين
رواية على فراش طاغية من الروايات التي يصعب عليك تركها دون أن يدور بعقلك الكثير من الأسئلة التي تحتاج لبحث قد تجد إجاباتها في طريقك بالحياة العامرة بسلوك الأباء في تربية أبنائهم منذ الصغر عندها يتشكل جوهر الشخص و يتأثر بعاهات مجتمعية تؤثر على نفسيته و سلوكه مع الآخرين فيما بعد .
كما حدث لبطل الرواية “وسام “الذي لا يستحق أي وسام.
أطل علينا الأديب هشام فياض بفكرة في مضمونها تكشف العوار الموجود في المجتمع الذكوري و التي غرسته فيه من الصغر الجدة، فيخرج للحياة رجل أناني لا يهتم بمشاعر الآخرين سوى نفسه و على البقية تدبير أمرهم و حسب .
هنا نقف لوهلة لنكتشف أن معاناة زوجته نادين و من قبلها صديقته المقربة علياء مرورا بالنساء اللاتي أوقع بهن من أجل متعة و سعادة وقتية و فقط.
كانت نتاج لسوء تربية امرأة أخرى زرعت في شخصيته التكبر و النرجسية و اللامبالاة لأي مشاعر أخرى قد تُسحق نتيجة تصرفاته .
هنا لم أجد وصف لتلك الحالة سوى أن المرأة هي العدو الأول لنفسها فقد تُعين الرجل لقهر امرأه أخرى كما هو الحال فيما كانت تفعله علياء كبديل لدور جدته .
• نجد في اختيار الكاتب لأسماء الشخصيات مسلك غير معتاد فلم يعد اختيار الاسم معبر عن الشخصية بقدر ما يكون معاكس تمام لما هو عليه من صفات كما هو الحال في اسم البطل وسام، و إنما يعطي انطباعا لما تربى عليه بأنه يستحق الكثير وهو في الحقيقة لا يستحق شئ.
• أما علياء فينم الاسم عن مكانتها السامية في قلب وسام و ما تشكله من أهمية في حياته و لا يُعبر تماما عن سلوكها.
الرسائل الإلكترونية التي كانت تُرسل للصحفي وسام ، يتكرر فيها طريقة السرد في تناولها لشخصية تاريخية لطاغية وربطها بصاحبة الرسالة مذيلة بجملة متكررة دائما و غلق الأكونت المرسل منه، كل هذا يحدث بشكل متكرر، أفصح عن أنه هناك أمر ما سيحدث في النهاية ، وقد كان.
النهاية موفقة و هذا ما يستحقه ، فمن أفسد شئ عليه إصلاحه و حان وقت أن يتعلم كيف يكون رجلا .، وأن يصلح أخطاءه السابقة بمفرده.
الرواية بها محاور كثيرة ممتعة و مشوقة و اللغة فصحى سهلة غير معقدة ، السرد مطعم بالكثير من الجمل التعبيرية الغنية بالصور المجازية التي لا يكتبها إلا شاعر .
•هناك أمر لم يكن منطقيا أن يتزوج البطل من يهودية تحمل الجنسية الإسرائيلية دون أن يعلم ، و ما ترتب على هذا الزواج من إنجاب طفل يشكل خطر على مستقبل بطل الرواية، فكيف يعاشر زوجة لعدة سنوات لا يعلم عنها حقيقة جنسيتها؟!
• يمكن لنا أن نختلف مع شخصية وسام و لكن هناك أمر يستحق الاطراء، عندما علم بحقيقة جنسية زوجته اليهودية أصبح بداخله صراع بين عائلته و عروبته و كان الرابح وطنيته و القضية الأم ،
وهنا أراد الكاتب ترسيخ عقيدة الوطنية و العروبة بداخل كل عربي حر حتى و إن كان سلوكه يشوبه بعض المساوئ.