900
900
الثقافة

التجربة الشعرية في شعر د. سحر كرم

قراءة فى ديوان " لا يليق الحزن بقلب"

900
900

بقلم / صابر الجنزوري

أفضل شيء لمعالجة الإختلافات أن نقرأ الشيء كما هو وليس كما نرغب.

في كتاب إشكالية قصيدة النثر لعز الدين المناصرة وهو مفكر وناقد وشاعر فلسطيني :
في تعريف لقصيدة النثر أعجبني
يقول : أن قصيدة النثر نص تهجيني مفتوح على الشعر والسر والنثر الفني ، عابر للأنواع ، يفتقد إلى البنية الصوتية الكمية المنظمة ، لكنه يمتلك إيقاعا داخليا غير منتظم ،
من خلال توزيع علامات الترقيم ، والبنية الدلالية المركبة القائمة على بنية التضاد ،وجدلية العلاقات في النص.
التى تخلق الإيقاع الخفي او ما يسمى بقصيدة النثر.
ويرجح كثيرون أن قصيدة النثر العربية ولدت بتأثير الترجمة
عن القصيدة الفرنسية والإنجليزية وقد يرى البعض أنها تعود إلى التراث العربي..

والقصيدة النثرية نوعان
شكل سطري ( كما فى الديوان)
وشكل الفقرة النثرية العادية..
وهناك درجات وتدرج في درجات الشاعرية حسب موهبة وتمكن الشاعر وتجربته تتأرجح بين علو درجة الشاعرية عند كبار كتابها وضعف درجة الشاعرية عند الناشئة وهناك بالطبع منطقة وسطى.
تاريخ قصيدة النثر:

الشعر مر بثورات بدأت بالتمرد على شعر امرؤ القيس فبدأت أول ثورة بالموشحات الأندلسية
وابو نواس ،ثم بدأت ثورة ثانية مهمة جدا وهي ثورة الشعر الحر التفعيلي ١٩٥٣ وشعراءها مثل نازك الملائكة وبدر شاكر السياب ثم نزار قباني وأحمد عبد المعطي حجازي ثم صلاح عبد الصبور والفيتوري م السودان وأدونيس ومحمود درويش الخ
ثم ثورة قصيدة النثر
أو حركة قصيدة النثر وكانت ١٩٥٤ اعتبرت ثورة موازية لثورة الشعر الحر التفعيلي
وليست تطويرا له ..
بدات بداية بسيطة جدا بمجموعة اسمها ثلاثون قصيدة لتوفيق صايغ فلسطيني من أصل سوري.

واهم رواد هذه الحركة حسب موسوعة بالترتيب من ١٩٥٤ وحتى ١٩٨٤ حسب موسوعة ويكيبيديا ..جبرا ابراهيم جبرا ثم توفيق صايغ ..ادونيس.

ومرت قصيدة النثر بحروب كثيرة حتى تم الإعتراف بشرعيتها فى الوسط الثقافي وقال عنها محمود درويش أنها جنس أدبي وانها نصا تهجينيا مفتوحا عابرا للأجناس.

وبالتالى كل ما قيل عن مسألة الوزن واللا وزن والإيقاع الداخلى والخارجي فذلك معارك دونكيشوتية لا قيمة لها في رأيي.
وبالتالي فتسمية اسم قصيدة النثر بأنها قصيدة لا وزنية او لا صوتية أمر خاطئ لأن الوزن ليس هو العنصر الوحيد فى درجات الشاعرية

فهي تشكيلات عاطفية و لغوية
ومجازية تعتمد على عاملين
هما اللغة والصورة ، وهما اللذان يمنحان الشاعرية من عدم الشاعرية .

بعد هذه المقدمة عن قصيدة النثر ونشأتها وتاريخها نستطيع ان نتغرف على ديوان وشعر د سحر كرم ..

فالقاريء لشعر د سحر كرم يستطيع أن يستنتج ملامح التجربة الشعرية عندها ، فهي تستمد أشعارها وقصائدها من تراكمات وتجارب إنسانية من كونها طبيبة وتجارب حياتية تتعلق بمكامن وبؤرة الشعور والأحاسيس عندها ، فهي تكتب شعورا وما تحسه وتشعر به ولا يهمها القافية ولا الوزن والبحر ، هي تتمرد وتكتب النص ، سواء توافق النص عندها مع مقومات قصيدة النثر أو التفعيل.
أو توافق مع النثر الذي يتوفر له الصور البلاغية من سجع وجناس وتشبيه وصور ولوحات نثرية تقدم فيها ما تشعر به وتفكر فيه وتتأثر به ..
والشعر كائن حساس
يعبر عن أفكار ومشاعر فى لحظة شعورية ووجدانية وربما فلسفية ونورانية وصوفية
وأحيانا تكون التجربة الشعرية
سياسية وإجتماعية فينطلق الشاعر من خلال تلك التجارب ويعبر بالشعر عن مكنون ذاته فى تلك اللحظة التى يتوحد فيها الشعور والفكر والخيال.

تلك اللحظة تسمى عند الشعراء
لحظة الإلهام ولحظة التوهج ولحظة الوميض ومن آجل ذلك فالشعر الذي لا يعبر عن صاحبه فهو صنعة وحرفة حتى لو كانت القصائد احترافية وتستوفى كل شروط البناء الشعري من لغة وبحور وبلاغة ولكنها تظل كالدمية بلا روح وإن كانت جميلة.
ماتقدم من حديث عن
الحالة الوجدانية والشعورية هو المدخل إلى شعر د / سحر كرم وخاصة في هذا الديوان..

القاريء لشعر د. سحر يستطيع أن يتعرف عليها كإنسانة شاعرة أو شاعرة إنسانة وربما يراها طبيبة
بشكل مباشر ولكن إذا تعمق فى التجربة الشعرية عندها يستطيع أن يصل إلى أصل هذه التجربة
التى استمدتها من التجربة الإنسانية كطبيبة ثم من التجربة الحياتية والمشاهدات والتجارب العملية وكل ذلك أوجد
زخما وتراكما بداخلها مما جعلها تسجل وتترجم كل التجارب وتحولها إلى قصائد شعرية ..

وقد بدأت تلك التجارب بديوانين فى عام ٢٠١٩
الأول كان عيون القمر
والثانى عاشقة بلا حدود وكما قالت عنهما أن الديوانين تناولا القضايا الرومانسية فى الحب خاصة ..
ثم أصدرت فى عام ٢٠٢٠ ديوان رسائل الياسمين الذى حصلت عليه
من معرض القاهرة للكتاب قبل أن أتعرف على د. سحر وكنت قد قرأت عن الديوان فى الفيس بوك وقررت أن أقرأه وأعجبني جدا من حيث لغته الشاعرية الهادئة والقضايا
الإنسانية فيه، فقد تجد في الديوان قصيدة تتكلم عن أطفال السرطان وقصيدة تؤرخ لزمن الكرونا وقصيدة عن الفقر وأخرى عن التنمر بالإضافة لرسائل الياسمين والحب والرومانسية.
ثم أصدرت ديوان كبرياء أنثي والذى قرأته أيضا ووجدت أنه امتدادا لنفس التجربة الشعرية لديوان رسائل الياسمين من حيث القضايا الإنسانية والمجتمعية.

فنجدها تعبر عن قضايا المرأة وكبرياءها التى تكون أكبر وأقوى من الحب ، ثم جاء ديوان الخامس على أرصفة قصائدي والذي كتبت عنه دراسة سابقة فنجحت في التعبير عن العمر والذكريات والحب بالرصيف الذي ألقت فيه و عليه قصائدها فكان منه العنوان الذى ظل متلازما معها لأنه يمثل العمر والتجربة الوجدانية عند طبيبة الأشعة التشخيصية فكأنك تراها تحلل التجربة وتصورها كأنها أشعة صورتها وتخيلتها ثم كتبت بعد ذلك تقرير قصيدتها.

مما سبق نستطيع أن ندخل إلى ديوان اليوم
( لا يليق الحزن بقلبي )
ونعرف أكثر عن
التجربة الشعورية التى بدأتها بعنوان يحمل أكبر درجات الشعور والألم والرومانسية ، فالحزن النبيل أسمى درجات الألم.
من تلك الزاوية نستطيع أن نتعرف على الإنسانة والشاعرة من خلال قصائدها وتجاربها الشعرية والإنسانية والفكرية.
فإذا نظرنا لاختيارها تصميم غلاف ديوانها لوجدنا ذلك المعنى الذى عبر عنه الفنان أمين الصيرفي بصدق ليتوافق مع الحالة الشعورية العامة بالديوان…حتى اللون الأخضر الذي استأثر باهتمامها ..
فاذا توقفنا عند الإهداء
نجد أنها تؤكد ما نقول :
الشعر خداع للذهن وليس خداع للقلب ..أنا لا أكتب شعر ، إنما أكتب شعورا ..
ما أنا إلا إمرأة صارعت الموج
عمرا وما ترك لي من يد سوى التجديف بقلمي..
انتهى الإهداء الذى كتبته لكننا لا نستطيع أن ننتهى من التوقف أمامه وتأمل كلماته التى عبرت بها عن نفسها وصراعاتها وتجديفها بالقلم لتعبر عن حياتها وتجاربها شعوريا ووجدانيا.

لقد كان الإهداء تمهيدا وإعدادا للقاريء لقراءة التجربة الإنسانية التى بها شيء من نظرة فلسفية لوجودها وكذلك نجد التجربة
الشعرية والوجدانية التى جعلت كل الذكريات والتجارب تكسبها قوة وكبرياء لتجعلها تقول
لا يليق الحزن بقلبي.

فإذا انتقلنا الأن لقصائد الديوان
الذي يتكون تقريبا من ستة وخمسين عنوانا لنصوص شعرية بلغتها الفصحى البسيطة التى اختارتها بعيدا عن التعبيرات المعقدة أو الكلمات غير المفهومة ، فنجد أنها استخدمت البلاغة فى الوصول إلى قلب وسمع القاريء مباشرة
ثم نجد الرمز و التشبيه والتورية
والإستعارات وقد أتاحت لها القصيدة
النثرية المجال لتعبر بحرية كبيرة
عن تجربتها وأفكارها واستخدمت
مفرداتها ووظفتها جيدا حسب كل قصيدة ومتطلباتها…فكانت ترسم صورا أحيانا وتكتب مشهدا أحيانا أخرى .
وبناء على ما تقدم نختار بعض القصائد التى أظهرت تلك التجربة الشعورية التى انطلقت من خلالها فى كتابة وترجمة تلك المشاعر لتكون قصيدة وليس مهما عندها جنس ونوع القصيدة المهم أنها جدفت بقلمها كما قالت وكتبت ما شعرت به ..
ففى القصيدة الأولى بعنوان تحت الغصون نختار بعض السطور ونتطرق للتعليق عليها.

تقول : تحت الغصون حسناء تتمايل بالجمال وتنعم
كانت تعيش بدلالها تسبي النهى
تسبي النهي ولا ترحم
عشتار تشرد في الرياض كألهة تتبسم …
وتستمر في وصف ضحكتها وعييها وتشبيها بالربيع وسحر القمر حتى تقول:
تسطر حكايات واساطير عن كيف يكون العشق كتابا يفتح ولا يغلق
وتستمر في الوصف حتى تصل لذروة القصيدة فتقول :
سألها : هل لك ان تذرعيني فى مروج زمرد عينيك مرة أخرى.
وتمضي فى سرد غرام وهيام المحبوب بها حتى تقول في بلاغة وجواب لجواب :
كأنك رسول مدن العشق ولا غيرك على قلبي يحكم
يامن يشق البحر موجه
فتخرج للرؤى عشتار
جئت ابوح إلى عينيك سرا
فكانت عيناك كل أسراري
وتمضي حتى تقول
إن كان الحب كأسا الكل ذائقه
ارتضيت حبك جنتي وناري
وتقول ايضا :
للحب انتظار وللصمود انتحار
وتختم قصيدتها :
في معبد العشاق سر غامض
فيه المتيم يتنعم
في نبذة مختصرة لنلقي الضوء على القصيدة التى تكونت تقريبا من مئة وخمسة وعشرين سطرا او شطرا فى حوالى ستة صفحات …نجد أن اهم ما يلفت الإنتباه هو وحدة القصيدة فهى تبدأ بالتمهيد ووصف المحبوبة وتصويرها بعشتار إلهة الجمال والحب والحرب والتضحية فهي عن اليونان افروديت وفينوس عند الرومان وملكة السماء وإنانا عند السومريين وعشتروت عند الفينيقيين..
اذا فهي مثل عشتار وحبيبها الذي يهيهم فيها وتهيهم فيه
فرسمت قصة الحب والجمال بينهما حتى انتهت الى ان ذلك الحب مثل الموت كل الناس ذائقه ..فاذا كانت وحدة القصيدة ووحدة الفكرة وفلسفتها ومرادفاتها فقد كانت الصور والتشبيهات قوية جعلتها لها العذوبة والتذوق لدى القاريء..

اما التحفظات التى من الممكن أن تؤخذ فهي ارتباك القافية والتكرار ، مثل تكرار، الغسق ،النفق ، الشفق، العشق ، ..الخ
فالتكرار لبعض الكلمات وخاصة عند استخدامها كقافية يقلل من متعة التذوق وارتباك القافية وتغييرها وعدم الالتزام وتخصيص مقاطع معينة لها قافية واحدة يقلل من موسيقى السماع والموسيقى الداخلية للقصيدة.

أما عن طول القصيدة ورؤية اختصارها فقد كان من الممكن ذلك لتكرار بعض المعاني والوصف والتشبيه لصورة الحبيبة وصورة المحبوب وقصة الهيام والغرام والحب.

لكن يبقى ان القصيدة تجربة شعورية وجدانية رومانسية عبرت عنها د سحر كما قالت
انها شعورا واحساسا ولذلك كتبت ولم تتقيد الا بما يمليه عليها شعورها ووجدانها.

انين القلب..
قصيدة طويلة جاءت فى سبعة صفحات عبرت فيها عن الألم والحزن الذي لا يليق بالقلب في أبيات وتشبيهات قوية وكان من أهم ما يميز تلك القصيدة استخدام الأفعال المضارعة في بداية الأبيات كأنها تؤكد على استمرارية المشاعر وتدفقها فبعد كل حدث مضى عبرت فيه بفعل ماض يأتي بعده بيت او ابيات تبدأ بأفعال مضارعة ..

وهناك أبيات نستطيع ان نتوقف عندها وحدها ونجد فيها قوة التعبير حتى أننا نشعر أن ذلك البيت وحده قصيدة وفكرة مكتملة مثل :
يا ملهمي أين أمسي
قد كنت ملاذي الأمين
أناديك بنبض فؤادي
فأنت للروح قرين
ونتأمل هذا البيت القوي جدا:
أنت سطر الجدل في قصيدتي
الذي يبعثر اوراقي
فلا حرف يستطيع وصفك
ولا ورقة تحتمل هواك
ونتوقف كذلك أمام :
اهيم شوقا ان مررت بخاطري
فتسيل من فرط الهيام مدامعي
نويتك بيني وبين نفسي عشقا صادقا
ولكل امريء ما نوى
ويأتي ختام النهاية معبرا:
ما زلت انا بين سطورك وأنت خلف حروفي
حتما ودوما ستكون
ولك حق الخلود
في وطن بقلبي والعيون
وبك أكون …بل انت الكون.
المرآة
في قصيدة المرآة
وهي قصيدة قصيرة لها أبيات معبرة وجميلة تقول :
مرآة أيامي ما زالت تعكس نفس الصور
وأنا على قائمة الإنتظار لأرغم التقويم
لم يعد في العمر متسع لأحلامي المؤجلة
يا ايتها الأقدار أعديني قليلا
إلى الوراء
قد تاهت في الدرب أشياء وأشياء
ولم اودع اصحابا وأخلاء
وفقدت أحبابا وابناء
كم تؤلمني التفاصيل الصغيرة
والذكريات بقايا من أشلاء .
لا يليق الحزن بقلبي
القصيدة التى جعلتها الشاعرة عنوانا لديوانها وضلع الزاوية فى الديوان ..تبدأ القصيدة عند الصفحة 25 وتنتهي في الصفحة ٣٢ ..في تتابع أبيات نثرية تتغير قافيتها كعادة كل قصائدها وتبدأ بتمهيد يتصاعد حتى تصل بك إلى النهاية بعد أن تكون قد أخرجت مكامن وأحداث ومفارقات شعورية ووجدانية
تبدأ القصيدة :
ترانيم صريحة في قلبي تتبختر
وتعانق لون الأيام الزاهي
بتفاصيل اللون الأخضر
قطاري في الأسفار يسابق طرف الأمس برنين النبض ويسير
واللون الأخضر في نبضي أبلغ تفسير…
من خلال ذلك التمهيد والتقديم مهدت للقاري علاقتها باللون الأخضر وفلسفته في حياتها وجعلت له اكبر مساحة في تصميم الغلاف ..

ثم تقول
والأفكار تزاحم النجوم على ضفتي القمر
كشذرات الدجى هنا وبعد رحيل الحزن وتداعيات السفر
ومتوقف عند بيت مهم حدث فيه اقحام فكاد ان يخل بالقصيدة كلها ذلك عندما قالت:
والحزن في الليل كنجم أفل
فما ضر الشمع إلا احتوائه الفتيل
فلا ولا يليق الحزن بقلبي
او الدمع بالمقل ..
فلو حذف..
فما ضر الشمع الا احتوائه الفتيل..
لسلم البيت والمعنى وكان الوقع افضل على الأذن ..
ثم تستمر حتى تقول :
فأنا إمرأة لم أخلق للأحزان
ألملم ما يتساقط بين السطور
وأنزع الكلمات من بين أسراب الطيور ( الرمادية )..
نجد ايضا الرمادية هنا زائدة ..أخلت بشطر البين وتوازنه وتوافقه مع قافية السطور…الطيور..

ثم تمضي حتى نجدها تعبر في رأيي عن كل ما أرادت أن تقوله من الديوان ومن القصيدة ومن عنوان لا يليق الحزن بقلبي
فتصف قوتها وكبرياءها وأنها ليست ضعيفة أمام الأحزان وأن التجارب تزيدها قوة :
فلا تراهن على قلبي
فلقد أصبحت أشد قوة وصلابة وتمردا
وبكبريائي إمرأة لن تتذكرك
وستمحوك من ذاكرة النسيان
مسحة حزن تمضي
ويبقى ذاك الحديث في القلب
لا ينصفه أي حرف
كبرياء أنثى ، عزة نفس
وتلك السنوات العجاف تغادر
موسم الصمت صار خضرا في ربوع الأشعار..
وبرغم ذلك التشبيه والوصف بالقوة والكبرياء نجدها تحن للأنوثة والطفولة البريئة فتقول انها :
روح أنثى بقلب طفلة طيبة القلب متمردة ذكية وبريئة حد السذاجة…لا تعرف الغرور
تفضحها عفويتها ،الحياء زادها جمالا في خديها ، ومروج الروض في عينيها ، باسقة نخيل كبريائها.
هذا التناقض في التعبير عن الذات اظهر طبيعة شخصية قوية بقلب طفلة بريئة عندها كبريائها وحيائها هو أهم ما في حياتها..
امرأة بروح طفلة تسابق الفراشات
وتناجي الله بعدد اوراق الشجر
بعبق البحر وصفاء النهر وحكمة الدهر
فارحل أيها الحزن.
تنتهي هنا القصيدة لنعرف أن الحزن لا يليق بقلب إمرأة لها تلك الخصال والصفات القوة والتمرد والذكاء وبراءة الطفولة والكبرياء والحياء.

الزمردة
قصيدة رومانسية حالمة تغلب عليها الوصف والتشبيه والتعبير عن ذات الشاعرة كما تحب ان تفعل في بقية قصائدها ودواوينها فهي تعبر عن مشاعرها ووصف ذاتها فقد تتناول بعض الصفات في قصيدة ثم تكتب عن صفات ومشاعر في قصيدة أخرى لكن في الزمردة وصف كاف بالتشبيه كزمردة فهي تقول :
وردية الملامح سيدة الأكوان
ياسمينية الرقة والنقاء
استثنائية شقراء موشاة بالزمرد عيونها
ملكة الرومانسية
على عرش قلبها بلون الياقوت
خريفية المزاج كلاسيكية قمرية ساحرة
أنثى تنتمي إلى برج السرطان شديدة الرومانسية افلاطونية
وفي العشق نرجسية بتاج الكبرياء
بسحر اسمها من بقايا الشفق
ولمسات الضياء
ملهمة فاتنة جيداء القوام

اللون الأخضر
وقبل الختام كان لا بد أن نتوقف عند اللون الأخضر الذي له من الأهمية والضرورة والصيرورة واستخدمته كالضد فى مقابل الحزن لأن اللون الأخضر حياة وفي العيون الخضراء الزمردية حديقة خضراء كما وصفت وقالت ، فنتوقف عند بعض الأبيات من اللون الأخضر:
اطل علي اللون الأخضر
اسافر إلى اللون ويسافر اللون في خارطتي
أحمل الشمس في راحتي والقمر على جبيني
ارتحل اللا امان بتفاصيل اللون الأخضر
في حضرة الشعر ترسم العمر حديقة وارفة الظلال
اذوب بسحر نشوة العطر واللون الأخضر في تكويني يتوحد
ويناجي مروج عيوني
وقلبي بعناق اللون الأخضر يتهجد
وبسحر نداء علوي يتسامى
في مدارات كل الأكوان.

وفي الختام كنت اتمنى ان أتناول كل القصائد ولكن من الصعب تناول ديوان كامل اقتربت عدد قصائده من الخمسين قصيدة لكن ما يشفع لي اني تناولت معالم التجربة الشعرية وملامحها كاملة عند الدكتورة الشاعرة سحر كرم وقدمت نماذجا لأهم قصائدها
بالديوان ولا يسعني إلا أن أختم تلك الدراسة المختصرة ببعض الأبيات الجميلة بقصيدة قصيرة معبرة بعنوان يا ليتنا:
ياليتنا كالورود
مهما اختلفت الواننا وأعرافنا
دوما يجمعنا جميل العطر والحضور
ياليتنا نستطيع أن نخبئ
ذكرياتنا الجميلة والعهود
نجففها كالورود
ونحتفظ بها للأبد
وما بين شوك وورد
وفرح وحزن
تمضي لحظات الحياة
يا ليتنا كالورود.
وفي القصيدة قبل الأخيرة بعنوان ياليتنا كالمطر قالت:
وياليتنا كالمطر
نتساقط على نوافذ
من نحب
وياليتنا كالمطر
نغسل نفوس البشر
نروي الأرواح بالوئام.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى