كتب – طلعت طه
تحت رعاية الدكتور علاء عبد الهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، عقدت شعبة شعر الفصحى برئاسة الشاعر عاطف الجندي ندوة لمناقشة ديوان الشاعرة سحر كرم، ناقش الديوان الناقد د. محمد عليوة، والناقد والمترجم شرقاوي حافظ، والشاعر م. صابر الجنزوري، بحضور أعضاء لجنة الشعبة الشاعر عصام بدر، والشاعرة آيات عبد المنعم، وسط حضور كبير من الشعراء والأدباء، وصف الشاعر عاطف الجندي قصائد الديوان بالطويلة، وبنسبة البوح الكبيرة.
وسأل نقاد المنصة عن اللون الشعري الذي كتبت به الشاعرة قصائدها، وتحدث الناقد د. محمد عليوة عن الحشود الهائلة من الصور التعبيرية المجازية داخل الديوان، وذكر أن الديوان يوحي لمن يقرأه بكتابة الكثير من المشاعر الرومانسية، وسماه بالمنشأة الفنية، كما تحدث عن تكرار كتابة اللون الأخضر، وعن المنهج الذي أتخذه لدراسته وهو المنهج التاريخي الاجتماعي، وقال أن الشاعرة كتبت مجموعة من النصوص الشعرية وليست قصائد شعرية، كما ذكر أسماء عدد كبير من الشعراء الأطباء الذين عرفتهم الساحة الأدبية؛ موضحًا أن حرفة الأدب تتغلب على سواها ممن درسوا في تخصصات مهنية مختلفة، وأشار إلى عدد كبير من السمات الفنية لسحر كرم في الكتابة، كما أشار إلى تفرد العنوان لديها كونه مشتقا من وسط سطور القصيدة، وتحدث عن تردد أصداء النفس البشرية..
وتحدث الشاعر صابر الجنزوري عن الطابع العام للديوان وهو غلبة القصيدة النثرية، وعرف الحضور بالتجربة الشعرية عند د. سحر كرم بشكل عام كما مهد لدراسته بعرض تاريخي موثق لما قيل عن طبيعة قصيدة النثر، وتحدث عن أهم ثلاث ثورات في الشعر العربي، وهي ظهور الموشحات الأندلسية، ثم مرحلة أحمد عبد المعطي حجازي، وشاكر السياب، وأدونيس وغيرهم من المجددين، ثم الثورة الثالثة قصيدة النثر، وعدد أهم السمات الفنية التي تتميز بها القصيدة النثرية؛ وطبق ذلك على نصوص الشاعرة محللا أهم السمات الفنية، ومتوقفًا بالشرح والتحليل أمام لوحة الغلاف التي رسمها الفنان أمين الصيرفي، وأيضا أمام روعة الإهداء، وأن النصوص تعتمد على السطر الشعري وليس على القطعة النثرية، وأشاد بسلاسة اللغة وبحسن استخدام الرمز والتشبيه والتورية والاستعارات، وأخذ على الشاعرة ارتباك القافية في بعض المواضع وتكرارها في مواضع داخل الديوان، وذكر أن الكبرياء من أساسيات التجربة الشعرية لدى سحر كرم، واستهل الشاعر والمترجم شرقاوي حافظ كلمته موضحًا أن تغيير البحور ما هو إلا ثورة، والزحافات والعلل ثورة، وعدد أسماء كبار الشعراء القدامى الذين أحدثوا تغييرات في الشعر، ومنهم عمرو بن كلثوم، وأبو تمام، وأكد أن قصيدة النثر لها شروطها القاسية جدا في الكتابة عكس ما يظنه البعض؛ لذلك لا يجيد كتابتها إلا عدد قليل من شعراء العربية في الوقت الراهن، وعن تحليله للديوان المحتفى به، ذكر أن النصوص الشعرية من الغلاف إلى الغلاف تدور حول سحر كرم، فهي في اللاشعور تتحدث عن نفسها، وذكر أن كثرة النصوص خبأت العديد من الصور المبتكرة داخلها ودلل على ذلك بذكر عشرات الصور المبتكرة التي استخرجها من الديوان، كما أكد وضوح شخصية الذات الشاعرة في معظم النصوص، وتوقف أمام إهداء الشاعرة لعدد من الشخصيات، وربط بين الإهداءات والذات الشاعرة، ولام على الشاعرة ظلمها لصورها المبتكرة وطالبها بالإيجاز كي تبرز جمال هذه الصور وتفردها، وقرأ على الحضور الكثير من العبارات والصور المبتكرة والكاشفة لها والمبينة تأثر الشاعرة بالأسلوب القرآني، وكذلك تلاعبها بالتراكيب، وتأثرها بمهنتها وهي طب الأشعة والتحاليل. ثم قدم عازف الناي الفنان سيد عمر فقرة فنية عزف فيها مجموعة من المقطوعات الموسيقية نالت إعجاب الحضور، وقرأت الشاعرة آيات عبد المنعم قصيدة تحية للشاعرة، ثم في القسم الثاني من الندوة أدار الشاعر عصام بدر الأمسية الشعرية والتي شارك فيها عدد كبير من شعراء الفصحى والعامية،
وعبر عن سعادته بمناقشة ديوان ” لايليق الحزن بقلبي”؛ لأن الشعبة حريصة على تقديم الجديد والمتنوع من الأشعار.