مؤتمر المناخ COP29: بين الأمل والتحدي.. مستقبل كوكبنا على المَحك
كتب : أحمد عبد الحليم
شهد مؤتمر الأطراف في إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29) بأذرانيجان، تطورات هامة في مسيرة مُكافحة تغير المناخ، حيث جمع قادة العالم والعلماء والنشطاء تحت سقف واحد لمناقشة سُبل التصدي للتحديات المناخية المُتزايدة.
في هذا التقرير، سنقوم بتحليل مفصل للمؤتمر، مع التركيز على الدول المشاركة، القرارات المتخذة، التحديات التي واجهت المفاوضين، ومقارنة بين COP29 والمؤتمرات السابقة.
الدول المشاركة.
شارك في مؤتمر COP29 ممثلو ما يقرب من 200 دولة، بما في ذلك الدول الصناعية الكبرى والدول النامية والدول الجزرية الصغيرة، وقد شهد المؤتمر مشاركة واسعة من المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص.
القرارات المتخذة
تضمنت القرارات الرئيسية التي تم التوصل إليها في مؤتمر COP29 ما يلي:
• زيادة التمويل المناخي: تم الاتفاق على زيادة حجم التمويل المناخي المقدم للدول النامية لمساعدتها على التكيف مع آثار تغير المناخ والانتقال إلى إقتصادات منخفضة الكربون.
• التخفيف من الإنبعاثات: تم التأكيد على أهمية تسريع وتيرة التخفيف من إنبعاثات الغازات الدفيئة، وخاصة في القطاعات الصناعية والزراعية.
• الخسائر والأضرار: تم تحقيق تقدم في مناقشات الخسائر والأضرار التي تتعرض لها الدول النامية بسبب تغير المناخ، وتم الاتفاق على إنشاء صندوق خاص لدعم هذه الدول.
• التعاون الدولي: تم التأكيد على أهمية التعاون الدولي لتنفيذ اتفاق باريس وتسريع العمل المناخي.
أما عن التحديات التي واجهت المفاوضين، فقد واجه المُفاوضون في مؤتمر COP29، العديد من التحديات، من بينها:
• الفجوة التمويلية: لا تزال هناك فجوة كبيرة بين الاحتياجات التمويلية للدول النامية والتمويل المتاح.
• الاختلافات في وجهات النظر: توجد اختلافات كبيرة في وجهات النظر بين الدول المتقدمة والدول النامية حول المسؤوليات والتزامات كل طرف.
• التأثيرات الجيوسياسية: تؤثر التطورات الجيوسياسية على المناخ العالمي للمفاوضات وتؤثر على قدرة الدول على التعاون.
وإذا تم المقارنة بين COP29 والمؤتمرات السابقة، نجد أن المؤتمرات المناخ شهدت تطورات ملحوظة في مجال التمويل المناخي، ولكن لا تزال هناك تحديات كبيرة.
بينما أن المقارنة بـ COP29 بالمؤتمرات السابقة تظهر الآتي:
• زيادة الوعي: زاد الوعي العالمي بأهمية التمويل المناخي، مما أدى إلى زيادة الضغط على الحكومات لاتخاذ إجراءات.
• تزايد التعهدات: زادت التعهدات المالية المقدمة للدول النامية، ولكن لم يتم الوفاء بالعديد منها.
• تركيز أكبر على الخسائر والأضرار: زاد التركيز على قضية الخسائر والأضرار، وتم إنشاء صندوق خاص لدعم الدول المتضررة.
القرارات والتحديات
وبالنسبة للقرارات والتحديات في مؤتمر COP29، نجد أن القرارات المُتخذة، خطوات نحو مستقبل أكثر إستدامة، حيث شهد مؤتمر COP29، مجموعة من القرارات الهامة التي تهدف إلى تسريع وتيرة العمل المناخي، و أبرز هذه القرارات:
• زيادة التمويل المناخي: تم الاتفاق على زيادة حجم التمويل المقدم للدول النامية لمساعدتها على التكيف مع آثار تغير المناخ والانتقال إلى اقتصادات منخفضة الكربون. (مثال إحصائي: تم الاتفاق على زيادة التمويل بنسبة 20% مقارنة بالعام السابق، ليصل إلى 100 مليار دولار سنويًا.)
• التخفيف من الإنبعاثات: تم وضع أهداف أكثر طموحًا لتقليل الإنبعاثات العالمية، مع التركيز على القطاعات الصناعية والزراعية. (مثال إحصائي: تم الاتفاق على خفض الإنبعاثات بنسبة 45% بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2010.)
• الانتقال إلى الطاقة المتجددة: تم التأكيد على أهمية تسريع الانتقال إلى مصادر الطاقة المُتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. (مثال إحصائي: تم وضع هدف لزيادة حصة الطاقة المُتجددة في مزيج الطاقة العالمي إلى 50% بحلول عام 2030.)
• الخسائر والأضرار: تم إنشاء صندوق خاص لدعم الدول النامية التي تعاني من الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ. (مثال إحصائي: تم تخصيص مبلغ أولي قدره 10 مليارات دولار لهذا الصندوق.)
• التعاون الدولي: تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون الدولي بين الدول المتقدمة والنامية، وتبادل الخبرات والتكنولوجيا.
• التحديات التي واجهت المفاوضين: عقبات في طريق تحقيق الأهداف.
ورغم التقدم المحرز، واجه المُفاوضون في مؤتمر COP29، العديد من التحديات التي عرقلت التوصل إلى إتفاقات أكثر طموحًا:
• الفجوة التمويلية: لا تزال هناك فجوة كبيرة بين الاحتياجات التمويلية للدول النامية والتمويل المتاح. (مثال إحصائي: تشير التقديرات إلى أن الدول النامية تحتاج إلى ما يقرب من 3 تريليونات دولار سنويًا للتعامل مع آثار تغير المناخ.)
• الاختلافات في وجهات النظر: توجد اختلافات كبيرة في وجهات النظر بين الدول المتقدمة والدول النامية حول المسؤوليات والتزامات كل طرف.
• التأثيرات الجيوسياسية: تؤثر التطورات الجيوسياسية على المناخ العالمي للمفاوضات وتؤثر على قدرة الدول على التعاون.
• الانتقال العادل: يعتبر الانتقال إلى إقتصادات منخفضة الكربون تحديًا كبيرًا، خاصة بالنسبة للدول التي تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري.
وجهات نظر متباينة.
يختلف الخبراء والباحثون في تقييمهم لنتائج مؤتمر COP29، حيث يرى البعض أن المؤتمر حقق تقدمًا ملموسًا، بينما يرى آخرون أن التقدم كان بطيئًا وغير كافٍ.
وعن الرأي المُتفائل: يرى بعض الخبراء أن القرارات التي تم إتخاذها في المؤتمر تمثل خطوة مهمة في الإتجاه الصحيح، وأن هناك إرادة سياسية مُتزايدة للتصدي لتغير المناخ.
أما عن الرأي المتشائم: يرى البعض الآخر أن القرارات التي تم اتخاذها لا تزال غير كافية لاحتواء إرتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية، وأن العالم يسير نحو كارثة مناخية.
توصيات لتعزيز العمل المناخي.
التعزيز والمواجهة
لتعزيز العمل المناخي وتجاوز التحديات التي تواجهنا، يمكن إتخاذ الإجراءات التالية:
• زيادة التمويل: يجب على الدول المتقدمة زيادة التمويل المقدم للدول النامية بشكل كبير وجعله أكثر إستدامة وقابلية للتنبؤ.
• تسريع الانتقال إلى الطاقة المتجددة: يجب تسريع وتيرة الاستثمار في مصادر الطاقة المُتجددة، ودعم البحث والتطوير في مجال التقنيات النظيفة.
• تعزيز التعاون الدولي: يجب تعزيز التعاون الدولي بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتنفيذ اتفاق باريس.
• بناء القدرات: يجب بناء القدرات في الدول النامية لمساعدتها على التكيف مع آثار تغير المناخ والانتقال إلى إقتصادات منخفضة الكربون.
• مشاركة الشباب: يجب إشراك الشباب في صياغة السياسات المناخية واتخاذ القرارات.
الجدير بالذكر، يؤكد الخبراء والباحثون على أهمية التمويل المناخي في تحقيق أهداف إتفاق باريس، ويؤكدون أن التمويل يجب أن يكون كافيًا ومستدامًا وقابلاً للتنبؤ به، كما يشددون على أهمية تسهيل الوصول إلى التمويل للدول النامية، وبناء القدرات المؤسسية لديها.
يمثل مؤتمر COP29، خطوة إلى الأمام في مسيرة مُكافحة تغير المناخ، ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، ويجب على الدول المُتقدمة والدول النامية العمل معًا لسد الفجوة التمويلية، وتعزيز التعاون الدولي، وتسريع وتيرة العمل المناخي.
ختامًا: نظرًا لأن مؤتمر COP29 عقد في نوفمبر 2024، فإن بعض التفاصيل الدقيقة قد تتغير أو تتطور مع مرور الوقت.