رجب هلال حميده يكتب .. ما يحدث في سوريا يهدف لتحقيق مصالح إستراتيجية لقوى إقليمية ودولية على الأرض
إن ما يحدث بالمشهد السوري الأن من الحرب التي تشنها المليشيات الملسحة والمتمثلة في هيئة تحرير الشام وهي جماعة تابعة لتنظيم القاعدة في سوريا والتي كانت تعرف في السابق بجبهة النصرة وغيرها من الجماعات الأخرى المسلحة والتي انضمت إليها برعاية أمريكية وتركية وسيطرة تلك المليشيات علي عدد كبير من المدن السورية أهمها حلب وادلب وحماة يهدف إلي تحقيق مصالح استراتيجية لقوى إقليمية ودولية متواجدة علي الأرض في الداخل السوري .
وخلال العشر سنوات الماضية تواجدت قوى إقليمية ودولية فاعلة تتحرك بأريحية كبيرة علي الأرض السورية تتنافس وتتصارع فيما بينها علي السيطرة علي أجزاء كبيرة داخل الأرض السورية ويأتي في مقدمتها إيران وروسيا وتركيا وتمتلك تلك القوى نفوذ كبير ومؤثر في المناطق التي تتمركز فيها.
إن ما يحدث في سوريا ايضا هو أحد أهداف المخطط الذي تسعى اليه الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفها دولة الإحتلال الصهيوني من أجل اعادة ترتيب خارطة الشرق الأوسط وخلق (شرق أوسط جديد )يخدم مصالحهم ومخططاتهم التوسعية بمنطقة من أهم المناطق في العالم وهي المنطقه العربيه والاسلاميه ، عن طريق اضعافها والقضاء عليها إن أمكن.
والبدء بالقضاء على قدرات حزب الله العسكرية ومحور المقاومة وما يعرف بوحدة الساحات من جهة ومن جهة أخرى تقليص وتحجيم نفوذ ايران في الأرضي السورية ،،واستغلال انشغال روسيا ايضا في حربها على اوكرانيا لإضعاف النفوذ الروسي في سوريا .
وتوظيف ذلك بمثابة ورقة ضغط غاية في الأهمية والتأثير علي روسيا اثناء المفاوضات لحل الأزمة الأوكرانية بالتزامن مع تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب رسميا رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق وعوده الانتخابية للشعب الأمريكي وللمجتمع الدولي بإنهاء كافة الحروب الدائرة الأن وعلي رأسها الحرب الروسية الأوكرانية .
والحرب الإسرائيلية علي كل من غزة ولبنان واحياء من سوريا والعراق قبل بدء فترة ولايته الجديدة .
أن تركيا ليست غائبة عن المشهد في سوريا بل علي العكس فأحد اهداف ما يحدث في سوريا الأن ايضا هو الضغط علي نظام بشار الأسد للتعاطي بإيجابية مع الجهود والمساعي الكبيرة التي تبذل لتحقيق التقارب بين دمشق وأنقرة.
إن المشهد بشكل عام في سوريا الأن وما يدور علي أرضها من تغيرات سريعة ومتلاحقة ما هو إلا انعكاس لمجموعة من التفاهمات والتوافقات حول عدد من المصالح المشتركة بين القوى الإقليمية والدولية المتصارعة على المسرح السوري..
ولن يتوقف هذا المخطط عند هذا الحد،، بل سيمتد الي العراق واليمن ودول اخرى في المنطقه ، حتى الوصول حسب زعمهم بإقامة دولة الرب في العالم كله ، وليس من النيل الي الفرات كما يفهم بعض الناس،،وإقامة هيكل سليمان.
تلك خطه بعيدة المدى وطويلة مع السنوات وقديمه منذ السبي البابلي ونشوء التلمود المحرف وقيام الدوله الماسونيه ذات الطابع الديني والسياسي وقيام اول تنظيم سري في الارض..
فهل نحن منتبهون ومستعدون؟!