برنامج المِنح الصغيرة في مؤتمر الأمم المتحدة لمُكافحة التصحر بالرياض يُسلط الضوء على مشاريعه في COP16
كتب / أحمد عبد الحليم
خلال مشاركة مُتميزة لبرنامج المِنح الصغيرة في مؤتمر الأمم المتحدة لمُكافحة التصحر، أظهرت المشروعات التي نفذها برنامج المنح الصغيرة في مصر، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، قدرة التمويل الدولي على إحداث تغييرات إيجابية على المستوى المحلي، فقد ساهمت هذه المشروعات في توفير فرص عمل، وتحسين سُبل العيش، وتعزيز صمود المجتمعات المحلية أمام التغيرات المناخية، وتسليط الضوء على هذه الإنجازات خلال مشاركته في مؤتمر الأطراف لإتفاقية الأمم المتحدة لمُكافحة التصحر COP16 بمدينة الرياض، وذلك في إطار تحقيق أهداف التنمية المُستدامة.
شهد مؤتمر أطراف إتفاقية الأمم المتحدة لمُكافحة التصحر (COP 16)، المُنعقد بالعاصمة السعودية الرياض في الفترة من 2 إلى 13 ديسمبر 2023، مشاركة فعّالة من برنامج المنح الصغيرة، التابع لمرفق البيئة العالمي (GEF/SGP)، والذي يعمل على دعم الجهود الوطنية والدولية في مُواجهة تحديات التصحر، وآثاره السلبية على البيئة والمجتمعات المحلية، حيث قدم فريق برنامج المنح الصغيرة، خلال المؤتمر، عرضًا شاملاً لأبرز المشروعات التي يجري تنفيذها في مصر، بتمويل من البرنامج، ضمن مجال عمله في الحَدّ من تدهور الأراضي، بهدف تعزيز الإستدامة البيئية.
تهدف المشروعات، التي يجري تنفيذها في مصر ضمن المرحلة العملية السابعة لبرنامج المِنح الصغيرة، مُبادرات مُتعددة، إلى إعادة تأهيل الأراضي المُتدهورة، وتشجيع الزراعة المُستدامة، ودعم المجتمعات المحلية الأكثر تضررًا من التغيرات البيئية، إضافة إلى تحسين خصوبة الأراضي الزراعية باستخدام تقنيات حديثة وصديقة للبيئة، مثل الرَيّ بالتنقيط، و إستخدام الأسمدة العضوية، وصولاً إلى تحقيق الأمن الغذائي، وتقليل هِجرة السكان بسبب تدهور الأراضي.
أكد الدكتور عماد الدين عدلي، المدير الوطني لبرنامج المِنح الصغيرة، أنه منذ إنطلاقه البرنامج في مصر، في عام 1992، وضع هدف الحَدّ من تدهور الأراضي ضمن مجالات عمله الرئيسية، وعلى مدار ما يزيد على 32 عامًا، خصص البرنامج العديد من المِنح لتمويل مشروعات رائدة للحفاظ على الأراضي الزراعية، حيث قامت بتنفيذها الجمعيات الأهلية ومُنظمات المجتمع المدني، في مختلف محافظات الجمهورية.
وأشار عدلي، إلى أن البرنامج يمضي قدمًا نحو تحقيق هدف الحَدّ من تدهور الأراضي، خلال المرحلة العملية السابعة، التي تمتد بين عامي 2022 و2026، من خلال تخصيص المزيد من المِنح، لتمويل عدد من المشروعات في محافظات الصعيد والدلتا، بالإضافة إلى تمويل مشروعات أخرى ذات أهداف مُتعددة، تجمع بين التخفيف من حِدة التغيرات المناخية، ومُكافحة التلوث البيئي، مع الحفاظ على الأراضي الزراعية من التدهور.
تُظهر المشروعات التي تنفذها منظمات المجتمع المدني في مصر، بتمويل من برنامج المِنح الصغيرة، كيف يمكن للتمويل الدولي أن يُحدث تغييرًا ملموسًا على المستوى المحلي؟، من خلال توفير فرص عمل مُستدامة، وتحسين جودة الحياة، وتعزيز قدرات المجتمعات على الصمود أمام تحديات التغيرات المناخية، كما تُسهم هذه المشروعات في تحقيق «رؤية مصر 2030» للتنمية المُستدامة، وخلال مُشاركته في مؤتمر الأمم المتحدة للتصحر، أعرب برنامج المِنح الصغيرة عن إلتزامه بمُواصلة دعم الجهود الوطنية والإقليمية لمُكافحة التصحر، مُؤكدًا أن الإستثمار في البيئة هو إستثمار في مستقبل البشرية بوجه عام.